الوتد

ولنا المجد نحن اللذين وقفنا وقد طمس الله أسمائنا نتحدى الدمار ونأوى إلى جبل لا يموت"

أمل دنقل


- 1 -


إبدأ بنفسك .. وابتنى ظلا لذاتك
فالأرضُ واعدت السماءَ بأن تمور
ما كان شأنُكَ أن تراجعَ ما مَضَى فيما مَضَى
فالأمسُ إن أبدى الخصَامَ فلا سبيلَ ليُرْتَجَى
الأمسُ جبارُ الفجور.
إبدأ بنفسك
لا أنتَ أول من تقاطعه السماءُ ولا تبكيه الطيور
قفْ واحدًا
مهما مَشَى الماشونَ أو إن أتتك الأرض تلبس زخرفًا من كبرياء سرابها وتكحلُ المَسْرَى بسربِ الأمنياتْ
فالزمْ خُطَاكَ على الثَبَاتْ
ما عاد فى الأرضِ احتمالٌ للمَسِير
إبدأ بنفسك .. وابتنى ظلا لذاتك
أرضعه خَمَْسًا مُشْبعاتٍ من تقاليد الزمن
حتى تصير أخوة ما بين ظلك والمحن
- 2 -

كى لا ترى فى دربه ما قد رأيت بمحنتك
وإذا أردت فطامه فاحكى له عن قصتك
من سار فى ظل الأخوة مرةً
فالجُب مأواهُ الأخير
علمه أن اليأس من نور الأمل
والصمتَ تحديدُ المصير
أشعل له مصباحَهُ المكنونَ كى لا يكتفى بالشمس دربًا فالشمسُ تخدع من يسير بدربها
أشعل له ضوءَ الضمير
قِفْ واحدًا
فالسامرى التائهُ والسندبادُ العائدُ
قد أوقدا فيك الرسوخْ
يا أيها الوَتَدُ المثبت فى انهمار الطمي
من دفع السيول
السيل يشتد اندفاعًا والعوالق تستعد إلى الوصول
سبحانَ من جعل الجذور خفيةً
كى تلهم الزهر الشموخْ

- 3 -

إبدأ بنفسك .. وابتنى ظلا لذاتك
علمه لا يمشى ليمشى .. فإذا مشى
كشف المدى أسراره وتفتحت صفحاته البيضاء
واسودت سطور


شعر/ أحمد زكريا
دار العلوم
الفرقة الثالثة