بلادي/ مدحت مطر

بلادي
م/ مدحت مطر


ضياعي ثقيل
على الحزن يجري
ويمحو بعيني دروب الأمان
تمردتُ بعدك
في كل شيئ
وودعت نفسي
قبل الأوان
وناديت طيفك
في الليل عمراً
وغنيت ليلاً
ولحنتُ حزني
بلحن الكمان
أراكِ شموخي
وعند البكاء
نزيف شروخي
وشجناً ينام
وينسى الزمان...
تماديتُ فيكِ
وودعت معك طيور السراب
وأحببتُ معكِ
قيود الحنان...
تهاوى الزمان وأرخى سدوله
على وجنتيكِ
وطار حنيناً
بكل العمر ...
وغنى نشيد الوداع
الحزين
وعاش سنيناً
يناجي القمر
وطافت بعيني
أناشيد ماتت
ورغم الفناء ظلت تغني
وتحكي فتاةً لجنس الغجر
بأن حبيبي قوياً ومصري
تحاكي عيونه
لحزن الصقر ...
ولولا القدر
لما كان يوماً أن نفترق
ونبكي دموعاً
بكل الدهر ...
تصدى الزمان ليأس الأغاني
ولكن كأنا
كنا سراباً
توارى الزمان
وغاب البشر
وعشنا ضياعاً
غريب الحدود
تصدت إلينا
دروباً سدود
وماتت علينا حكاوي الأغاني
وظلت بدمنا
كى ننكسر ...
وطارت الينا
دموع الأفاعي
وصارت قيوداً
ومزَقتُ قلبي بكلتا يدىَ
وصرت فِتاتاً
كموج البحر ..
وهز الفراق
ضياء النجوم
فصارت ظلاماً
وغابت عن الأفق
كى تندثر ...
توارى عن الدنيا معنى الكلام
وقامت لترحل
تغني وداعاً
طريق السَفَر...
وعشنا الفراق شعوراً حزين
عرفنا الدموع
ونغم الأنين
ولم نذق نوماً
وعشنا الحياة سهر .. سهر
وقد يسألون كثيراً كثيراً
وقد يعرفون
كيف المصير !
عن عشق مات
بلا عاشقين
وقد يسألون عنك الغجر
وقت الشتاء
وعند المطر
عن اسم أنثى
في كلمتين ...
تسمى بلادي
وفي عينيها وادٍ
يغني بحزن
على الضفتين
وقد يسألون
عن حزن عربى
عن دمع مصرى
ذاب نحيباً
ومات جروحاً
في دمعتين ...
يغنون دوماً عذاباً وحباً
ودمع الفراق
على الخد يسري
لأدمعٍ من
مقلتين
وحباً كان
كنهراً كبيراً
يحب الحياة
في قبلتين ...
وعشقاً يغني
وداعاً أخيراً
ويذبل
كالعمر يهوىَ السقوط
على ضوء نارٍ
في شمعتين ..