الصائم والحاكم (رؤيا بعين الحاضر)...

لصائم مظلوم متفجع مهموم متوجهه للعادل الحى القيوم
والحاكم ميسور متنعم مغمور ماله متكاثر خيره منظور

الصائم يتسائل من لى بعد الله
من منكم يرق من ينظر ادناه
من يصبر ليدعو فى هذى الحياة
صار الفقر حالى من حال الجناة
صار الصبر حالى من ثقل الجباه

والحاكم يرد
هل نعطى جوابا لعلوما قضاه
هل يشكو حثيثا من حال مولاه
هل يغفون عنا فى حد الطغاة
صار الكل حكما والحكم الى الله
صار الياس حالى من جرم الحياة


الصائم يواجه
هل تعطونا حقا من مال لديكم
انتم حال عون ان تعطو يزدكم
هل صرنا عبيدا وموالى اليكم
هل بات الفقر فينا اعباءا عليكم
والمحزون فينا قد يحنو عليكم


الحاكم يرد
لا نعطى جوابا لجحود ترد
لا نسمع لشاك ان يشكو لند
قد نقتل كلابا ان ظلت ترد
لولا عفو منا لرعايا تعد
لافترست اسودا بطغاة تصد





الصائم يقول

يبقى الله فينا هو يعلم كسرنا
والمكروه منا ان نشكو حالنا
ان نشكو لظالم ان يرحم ضعفنا
فالله اولى منه ان يصلح امرنا
يامن لا تبالو من شكوى قلبنا


الحاكم غضبان
نحن ولاة امر فى امور المساكين
والمال لديهم سفها يجعلهم غافلين
والمال لدينا دربا من دروب العادلين
ان تسمع لكلب من كلاب السائلين
لا تعطيه درسا ان يحلف باليمين

الصائم يقول
ماذا بات منى ان تعلم حالتى
فالنار اكلت بيتى والله لحاجتى
لا اسالك الا وصغارى تشتكى
ارجوك ارحم ضعيفا واجر نى بمحنتى
انى ارجو منك ان تستر كربتى

الحاكم يسخر
اذا اتيت تصرخ وتسالنى اليسير
وانا لا ابالى وانت رجل مستجير
والناس فيك هتفت ان تحيا كثير
سامنحك الان مالا فى قبر صغير
لعل الناس تفطن الى رجل فقير

الصائم يرد
الهى انت برى اسالك التراب
لا اقوى بفردى فى هذا العذاب
ان اسال سفيها لا يعطى الجواب
اسالك الصبر دوما وحسن الثواب
وارحمنى يوم موتى من ثقل الحساب

الحاكم يقول
ساهب اهلك مالا ولك انت السرام
لن اتركك تنبح فان تحيا حرام
اتجرؤ تسال حاكم فى جمع الكرام
والناس تطلب مالا وامورا عظام
لا ارحمك ساعة وان تنهى السهام



الصائم يرد
يامن منك خيره اسكن فيه السقام
وابسط له فى رزقه فى المال الحرام
لا تعطيه درسا فى دنيا الانام
لا تقطعه رزقا فى عملا يقام
حتى تقضى فيه فى يوم الحمام