عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» متفتكرش
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالأحد نوفمبر 17, 2024 9:53 pm من طرف محمود جمعة

» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ . نافع سلامة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نافع سلامة
شاعر
شاعر
نافع سلامة


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 92 نقاط : 160 تاريخ التسجيل : 26/12/2010

أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Empty
مُساهمةموضوع: أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ . نافع سلامة   أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 18, 2011 4:43 pm

" شاعرية بلا حدود "
تأملات في تجربة الشاعر الغنائي : أحمد رامي
من خلال الإبحار في قصيدته
أغار من نسمة الجنوب


لـ
نافع سلامة
...


حين يلامسَ الشعرُ الوجدان ملامسة الندى وقتَ الصباحِ مسامَ الزهورِ ليأتي النحل مبتهجا من خلاياه يرتشف من ثغرها عبير الياسمين فيخرج من بطونها عسل مصفى بلون الشمس المذهبة بماء الحنين .



أغار من نسمة الجنوب
على محياك يا حبيبي
وأحسد الشمس في ضحاها
وأحسد الشمس في الغروب
وأحسد الطير حين يشدو
على ذرى غصنه الرطيب
فقد ترى فيها جمالاً
يروق عينيك يا حبيبي
يا ليتني منظر بديع
تطيل لي نظرة الرقيب
وليتني طائر شجي
أشدو بأنغام عندليب
أظل أسقيك من غنائي
سلافة الروح والقلوب
وذاك أني أراك ترنو
للشمس في بهيجة المغيب
وتعشق الطير حين تشدو
على ذرى الغصن يا حبيبي
وأني من هيام قلبي
وشدة الوجد واللهيب
أغار من نسمة الجنوب
على محياك يا حبيبي
* * *
أغار من نسمة الجنوب
على محياك يا حبيبي
وأحسد الزهر حين يهفو
على شفا جدول لعوب
وأحسد الزهر حين يجري
على بساط الجنى الخصيب
فقد ترى فيهما جمالاً
يروق عينيك يا حبيبي
يا ليتني جدول تهادي
ما بين زهر وبين طيب
وليتني زهرة تساقت
مع الندى قبله الحبيب
باتت تناجي الصباح حتى
أطل في برده القشيب
وذاك أني أراك ترنو
للزهر في غصنه الرطيب
وتعشق النهر حين يجري
مرجع اللحن والضروب
وأنني من هيام قلبي
وشدة الوجد واللهيب
* * *
أغار من نسمة الجنوب
على محياك يا حبيبي
يا ليتنا طائران نلهو
بالروض في سرحه الخصيب
وليتنا زهرتان تهفو
على شفا جدول لعوب
تميلني نحوك الخزامى
إذا سرت ساعة المغيب
وذاك أني أراك ترنو
للطير في جوه الرحيب
وأن قلبي يذوب شوقاًً
لساعة القرب يا حبيبي



متى نستطيع القول و كلنا ثقة، هذه شاعرية تعج بالشعر و الشعور، ؟ متى نجزم أن الكلام أصبح شعرا، و ليس وزنا أو نغما موسيقا فقط،؟ و متى نستطيع أن طلق العنان نحو التسميات الأدبية على أصحاب التجارب الأدبية وخاصة الشعرية، ؟ فنقول هذا " أمير الشعراء، وهذا شاعر النيل، وهذا شاعر النساء، وهذا شاعر الشباب، ليكون المسمّى ليس تبجيلا للشاعر أكثر من كونه تعبيرا عن امتزاجه بهذا اللقب ، أو صفة لمدى طوابعه البشرية الجميلة ، كحسه المرهف ، و وجده الرقيق ، و قلبه الشجي الرحب ، و خصائص شعره الأخرى من مرونة وسلاسة ، و عذوبة و مضمون يحمل قضية ، أو يعبر عن مداخلات النفس البشرية التي يحملها من البشر مَن لا يملكون الشاعرية ليعبروا عن انفسهم بها .

سؤال ... لماذا أطلقوا على تجربة " أحمد رامي " لقب " شاعر الشباب " ؟ هل لأنه تغزل في محبوبه، و تغنى في الحب للشباب ، أم لشيء أخر ؟ وما هو وجه الشبه بين الشباب والطبيعة و بين كليهما الشاعر ؟

قرأت مرة عنوان قصيدة لشاعر على صفحات الانترنت بعنوان ( الشعراء لا يشيخون ) ....


أغار من نسمة الجنوب = على مُحَيّاكَ يا حبيبي

هنا و في هذه القصيدة تحديدا وجدت الإجابة الشافية عن اسئلتي السابقة ، لماذا شاعرالشباب ، و لماذا لم يكن مثالا شاعر الألحان أو الغناء أو الموسيقى ؟ كونه في المصاف الأول يعد من كُتّاب الأغاني الفحول إلم يكن أعظمهم .

تعلمنا منذ أن كنا صغارا من خلال الدراسات التي كانت تتناول أشعار العرب المحدثين والقدامى وخاصة المتنبي أن غرضه الشعري من وراء كتابته لأشعاره لم يكن للمدح فقط ;كون المتنبي عاش مادحا لسيف الدوله في عموم قصائده ، و إنما كان عامل المدح هو الغلاف الظاهري الذي يحافظ به المتنبي على جوهرته و غرضه الشعري الثمين ليضمن لهذا الغرض البقاء والإستمرارية تخليدا له في ذاكرة الأدب ليُظهرَ مدى عظمته و خصال شخصه التى انفرد بها عن غيره ممن جاءوا قبله أو اللاحقون عليه .

بنفس هذه المقايسة تقريبا كان " رامي " في شاعريته يبحث عن كيان انساني انسيابي يليق بحجم عواطفه و مشاعره الشبابية المتجددة طوال العمر فلم يجد أجدر من الحب و الأغنية و الموسيقة الظاهرية في النغم والباطنية في المعنى كيانا ليحافظ على جوهرته الثمينة من الزوال و هذا ما يفسر سر ارتباط سيدة الغناء العربي أم كلثوم باشعاره طوال فترة مشوارها الفني في عالم الأغنية الجميلة .

ولست بصدد الكلام عن أعمال رامي التي تغنى بها المطربون و إنما الذي استوقفني هو هذه الشاعرية التى عايشها الشاعر و نماها بكل أمانة و إخلاص ليترك لنا كمّاً من القصائد العاطفية المغنّاة بأنغامها و صمتها لتأوي إلى مداركها الروح ، و ترسي القلوب فوق شطآنها و يستريح تحت ظلالها النبض .

و " أغار من نسمة الجنوب " من هذه القصائد التي تلامس الوجدان و التي ظن الكثيرون أن رامي يتغزل في محبوبه و مدى عشقه و حبه له الذي ولّد بداخله غيرة لأبعد الحدود و إن كان هذا هو الظاهر فباطن الأمر مختل تماما فكما كان المتنبي يغلف شعره بالمدح كوعاء يحافظ فيه على بقاء روحه فعل " أحمد رامي " من خلال غنائياته الكثيرة أيضا فهو هاهنا كلٌّ من كلِّ في جسد و روح الطبيعة و جمالها فأخرج هذا الجمال الذي هو كلٌّ بداخله على صيغة التغزل في محبوبه و في محاسنه ليقول و يفصح بطريق بعيد عن المباشرة التي أحتاجها لغرضه الشعري في توصيل حكمة الحياة شاعر المهجر إيليا أبو ماضي إلى القارئ في قصيدته :



أيها الشاكي و ما بك داء =كيف تغدو إذا غدوت عليلا

ولأن " رامي " يتعامل مع نفس فيها الجمال و لكنها اغفلته و تناسته فأراد أن يخاطب هذه النفس بعيدا عن المباشرة و أفعال الأمر و التي تتأفف منها النفوس البشرية على عادتها فأراد أن يتخلل داخل عمقها و يلامسها ملامسة النسيم للخدود وقت الفجر ليقول لها حكمة مرادها " ما أجمل الطبيعة الروحية المتجددة شبابا " ، كما أن " إيليا " كان يخاطب العقل فكانت حاجته إلى المباشرة و المنطق لا غنى عنها .

و عن هذا الجمال الروحي الغض الساكن في مسام و عيون الشاعر بألوانه العاطفية في الزهور و في الطيور و في النهر و في الشمس و في القمر كل هذه الصور التي توالت تترا في القصيدة جاءت لتولد مشاعر الشباب و الحيوية في النص و منه تنتقل في نفس القارئ و لكي يضمن رامي بقاء و استمرارية هذا الشباب و هذه الحيوية كان عليه أن يجد شيئا يضمن له ذلك .

و ما الشيء الذي يستطيع أن يحفظ هذا الشباب و هذه الحيوية دون أن يشيخ و يهرم فيموت فيُنْسى و من المؤكد أن لا شيء يستطيع فعل هذا الأمر إلا الحب في غلاف الأنغام و الموسيقة الظاهرية .
فالحب هو الوحيد الشاب فوق الأرض و هو الوحيد الذي لا يموت على ظهرها فما أصابه كِبرٌ في زمان و مكان و قحط به المطر إلا ورحل سريعا إلى أرض غناء عذبة ماطرة ليبدأ عمرا شبابيا من جديد لذا أسكب " رامي " نظراته الشبابية الساكنة في روحه في وعاء الطبيعة من الشجر و الماء و الألوان و زخرفها بالموسيقة كشلال يترنم من أعلى ربوة ليجذب كل من يسمعها أو يقرأها على مر العصور و يضمن لها البقاء والحياة الخالدة .

فالشاعر دائما ما يبحث عن الخلود فوق الأرض لذا يعمل على بقاء روحه داخل ثوب ملموس و مادي و هو ثوب القصيدة فإن مات الجسد و تحلل و تعفن ينتقل إلى هذا الجسد ليحيى فيه وبه بين الناس و بصورة أرقي من جلباب الطين فإن مات و تحلل هذا الثوب و اغفلته الناس و تجاهلت فهو بذلك ما عرف طريق الحفاظ على شاعريته و قليلون من يعيشون في ذاكرة الحب و القصيدة خالدين فوق الأرض ، فمن الذي خلد عنترة و قيس و كُثَيّر في تواريخ العشق إنها الشاعرية الحقة ، القصيدة المتجددة في ثياب الطبيعة والحب .



أغَارُ من نَسْمةِ الجنوبِ =على مُحَيّاكَ يا حبيبي
وأحسدُ الشمسَ في ضحاها = وأحسدُ الشمسَ في الغروبِ
وأحسدُ الطيرَ حين يشدو = على ذرى غصنهِ الرطيبِ
فقد ترى فيها جمالاً = يروقُ عينيكَ يا حبيبي


أي شعر هنا أي معنىً ، أي رهف ، هذا ما دفعني إلى تسجيل قرائتي لهذه الشاعرية التي يمثلها رامي و هو ما قاله الناقدون عن هذه القصيدة ظلما لروح شاعرها .

قالوا : أنها فطرية العرب التي تميزهم عن باقي الأمم أنها أمة غيورة على شرفها إلى أبعد ما يكون ، فمن أجله كانت تواري البنات التراب وهن أحياء ، فاختار الشاعر أرق شيء ليبدي مدى هذه الغيرة على المحبوبة كصفة عربية متآصلة في ذات و روح الشاعر كونه عربيا " .

بالقطع لا يمت هذا النقد إلى روح الشاعر و شاعريته لا من قريب ولا من بعيد ولا يتعلق مطلقا بما أرادت أن تعبر عنه كوامن الشاعر الطبيعية حين استهلالت قصيدته بلفظة تعبر عن مده حبه لحبيبه و الذي يخاف معه " غيرة عليه " من أرق شيء في الوجود و هي النسمة بفتح النون " نَسْمةٌ " و ليس بكسرها " نِسْمةٌ " لما للخفض و الكسر من واقع ثقيل على الروح و لما للفتح من حرية الأنفاس التي تعانق الفضاء الطلق الرحيب و أما الكسر أو الخفض في عروض القصيدة فكان متوافقا جدا مع حالة التمني التي يرجوها الشاعر بأن يكونها لينال من المحبوب نسائم النظرات و ملامسة الأنهار وحرية الطيور .

و الحقيقة أن الذين يذهبون إلى مثل هذه المذاهب في تناول شاعرية الشعراء و يسقطونها على الموروثات الدينية أو البيئية التي تربت و نشئت عليها رواحهم يخطئون إلى حد كبير ، لا شك أن المؤثرات الخارجية تعمل في روح الشعراء و تكوّن نسبة كبيرة من تجاربهم إلا أن كيان الشاعر حقيقة " من وجهة نظري الخاصة " هو كيان خاص بذاته و هو ما يميزه عن غيره فكلنا حولنا نفس هذه الموروثات ، فكل الناس ترى الحقل و الورد والانهار والاشجار و تحب و تعشق و ينتابهم مشاعر الغيرة و الفرح و الحزن والسعادة .

و إذا ما سألنا أنفسنا ما الذي يدفع شخصا بعينه ليذهب مذهب التَّوحد و الإرتباط مع هذه الموروثات أين كان نوعها .؟ ، سندرك إنها الشاعرية تلك الموهبة التي وهباها الله لهذا المرء ، فهي كيان بذاته بداخله و هذا الكيان يتفاعل مع هذه المؤثرات ويشكلها و يصورها خاصة في الموضوعات التي تتعلق بالروح و المشاعر الإنسانية و إن كانت الطبيعة أهم هذه المؤثرات فهي بمثابة أم الشعراء ترضعهم و ترعاهم لتكبر و تنمو فيهم هذه الموهبة الربانية و من ثم تأتي بثمرتها .

والواضح من جو القصيدة العام أن الشاعر ينهلُ من صور الطبيعة الملموسة ويحولها إلى دفقة لغوية محسوسة فأوجد له محبوبا يسقط عليه هذه الأحاسيس ليتغلغل داخل الآخر متشبعا بعواطف الحب ، فقوله " أغار " لم يكن بحال من الأحوال ليعبر به عن شعور يحسه تجاه المحبوب بالغيرة عليه من هذه النسمة الخفيفة الندية والتي تفيد و تنفع المحبوب ولا تضره بل هو نفسه يتمنى لمحبوبه و يمتدحه في ما هو آت من القصيدة بأنه حبيب حسّاس بما تحتويه الطبيعة من مناظر خلابة .

و إنما استهل الشاعر قصيدته بفعل " أغار " لأمرين : عذوبة اللفظ و نداوته أولاً و الثاني ليبين مدى تعلقه بالطبيعة و رقة احاسيسه و مدى نقاهة روحه و صفائها و التي تحس بذرة خفيفة رقيقة ندية من ذرات النسيم و قت مرورها فوق وجنات الوجوه و أيضا من جماليات لفظة الفعل " أغار " أنه فعل متحرك داخل الروح يشي بالإنفعال الجميل و هو عكس الجمود و برودة الأعصاب و بلادة المشاعر ، فهو يتكلم عن مدى قوة مشاعره و ليونة احساسه بما هو كائن حوله لا قصدا منه عن غيرة على الحبيب .

فـ "رامي " كشاعر غنائي أول من يعرف أن الحب يمتلكُ من الثقة ما يجعله هادئا مطمئنا فهو على كل حال " أي الحب " لم يكن يوما غيورا و الذين ينادون بالغيرة أنها حالة نفسية تدل على صحة المجتمع العاطفي و نباهة ضميره مخطئون مخطئون فغيرة الحب سواءً كانت في العرب أو أي أمة غيرها هي صفة غير محمودة و تنافي الحب و القائلون بأن العرب كانت تواري البنات غيرة و خوفا من العار و الفضيحة مزورون ، يعللون ضعف أنفسهم و المرض المتشعب في قلوبهم بالحب ليجدوا مخرجا يخلصمهم من وصف الأخرين لهم بالأوصاف البغيضة ، فالقرآن الكريم حين نهى فيه المولى سبحانه عن ارتكاب هذه الجريمة أوضح أن سببها حدوث و وقع الفقر في قوله تعالى بسورة الأنعام " وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ " و خشية حدوث و وقع الفقر في قوله تعالى في سورة الإسراء " وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم " و ما قاله " قيس " لزوج حبيبته " ليلى " عندما قبل الزواج منها و دخل عليها رغم علمه بما هو موجود بينهما من مشاعر و عواطف الحب يؤكد ان لا غيرة في الحب :




بِرَبِّكَ هَل ضَمَمّتَ إِلَيكَ لَيلَى = قُبَيلَ الصّبحِ أو قَبّلتَ فَاهَا



فهو يستنكر على هذا الزوج أن تسمح له نفسه و تطيب روحه بأن يضم و يقبل إليه زوجة في قلبها حب لرجل غيره و كان الأولى أن يستنكر قيس على ليلى هذا الفعل أن تعطيه لرجل غيره لما بينهما من حب و عواطف ، و لكن لأن الحب روحا قبل أن يكون غريزة و جسدا فلام الزوج بأن يقبل بجسد دون روح ليقينه و ثقته بأن ليلى تحبه و ما زالت متعلقة به حتى بعد زواجها ، و أما ظرف الزمان " قبيل الصبح " فهو قمة الحب و انسيابيته و رومانسيته في قلب قيس لما يحلو النوم في هذا الوقت بالذت للعيون و القلوب معا فتنسى الحبيب و بهذا يحثه قيس على أن يلوم نفسه بقبوله هذا بأن ليلى لن تسهر معك إلى هذا الوقت المتأخر من الليل تسامرك كحبيب فقط ستعطيك حققك من الجسد أول الليل وبعدها ستأوي إلى عالم الأحلام حيث أنا و هي و الصبح و البيت قمة التحقير لزوج ليلى ولا غيرة فيه .

فإذا ما كان في الحب غيرة تقتل البنات و تدحر المحبوب أو تقسو عليه فهذا دليل واضح وصريح على عدم اكتمال مواصفات هذا الحب كون الحب واثقا من نفسه و الغيرة نفسها تعني المشاعر المتحركة من فعل خارجي تعود لصالح المحبوب لا تعود عليه بمضرة و لو كانت نسمة خفيفة .

و ما يؤكد كلامنا أن " رامي " لم يكن يتكلم عن مشاعر الغيرة هو : أن بيتا واحد يشير فيه إلى هذه الغيرة من حسود أو عزول أو عيون بشرية في جسد القصيدة لا نجده و إنما جاءت كل صور القصيدة تحاكي الحبيب على غرار ما يحسه الشاعر و ما يراه فهي كلها مبنية على حس الشاعر بالطبيعة حوله لا بروعة جمال المحبوب و إن كان أحيانا أفاد بمدى تعلق المحبوب بالطبيعية فهو اشارة منه لنفسه التواقة إلى هذه المناظر الحسنة التي تسحر العيون .

و لربما دفعت رامي لأن يغفل في نصه جمال الهيكل البشري من وجه و تقاطيع و تقاسيم بني البشر التي خلقوا عليها تلك الصفة التي كان يراها في كل وقت و حين في وجهه " ضخامة الأنف " و التي كان لها مردود لم يكن يراه الكثيرون غير صفة دميمة تعيب الجمال الملموس فكأنها أراد أن يقول لهؤلاء الناس الذين يرى في أعينهم و يحس في أنفسهم حشرجة تجاه هذه الصفة التي خلق عليها و التي تؤثر على نظرة المحبوب إليه : لا تنظروا إلى وجهي و انظروا إلى روحي طبيعتي ، إلى مشاعري و أحاسيسي الجياشة كالطبيعة ، فصاغ هذه الجماليات المحسوسة فيه بصيغة التمني ليلفت حبيبه و الناس إلى خصال الروح لا خصال هياكل الطين و هذا ما نستشفه في قوله :



يا ليتني منظرٌ بديعٌ = تطيلُ لي نظرةَ الرقيبِ
وليتني طائرٌ شجي = أشدو بأنغامِ عندليبِ
أظلُ أسقيكَ من غنائي = سلافةَ الروحِ والقلوبِ
وذاكَ أني أراكَ ترنو = للشمسِ في بهيجةِ المغيبِ
وتعشقُ الطيرَ حين تشدو = على ذرى الغصنِ يا حبيبي


فهو يلفت الحبيب إلى شبابه الطبيعي متمنيا ذاك المنظر البديع الذي نطليل إليه النظر استحسانا و تلذذا و كأن الشاعر يهمس : أنا من ينظر إلى روحي و شباب الطبيعة المزروعة بداخلي سوف يرى هذا المنظر الحسن الجميل .


عدل سابقا من قبل نافع سلامة في الجمعة نوفمبر 18, 2011 4:58 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نافع سلامة
شاعر
شاعر
نافع سلامة


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 92 نقاط : 160 تاريخ التسجيل : 26/12/2010

أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ . نافع سلامة   أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 18, 2011 4:54 pm

اعتذر عن اي سهو نحوي او املائي
لكم ودي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ . نافع سلامة   أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 19, 2011 5:46 am

أخي نافع

مقالة جيدة و رؤية جميلة و نافعة لقصيدة أحبها بكل كياني

إن من ينظرون في شعر رامي يجدون فيه الكثير من الإنسانية و العذوبة و الرقة و هذا سمت عظماء الشعراء في كل وقت وحين

و بغض النظر عن الأخطاء المطبعية - و هي كثيرة - فإنك أحسنت جدا جدا

لك كل الشكر و إلي مزيد من الرفعة و التقدم في سبيل الأدب و اللغة

أخوك عاطف الحناوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ . نافع سلامة   أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالأحد نوفمبر 20, 2011 10:25 am

أخى نافع
نقد جميل و دراسة تستحق التحية
مكانها نقد و مقالات يا صديقي
دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
بلقيس
أديبة
أديبة
بلقيس


الدولة : ليبيا
الجوزاء الثور
عدد الرسائل : 519 51
نقاط : 599 تاريخ التسجيل : 07/09/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ . نافع سلامة   أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ  . نافع سلامة Icon_minitimeالأحد نوفمبر 20, 2011 7:44 pm

الاستاذ الرائع نافع سلامة :
حين قرأتُ هذه الدراسة المُسهبة عن الشاعر أحمد رامي ..أذكر أنها كانت بقسم آخر ..وكان تعليقك عن {ٍسقوط السهو في الاخطاء المطبيعية } جعلني أرجئ التعليق ..حتى القراءة الثانية ..

قراءتك لنصوص أحمد رامي ..ومزجها بشخصه ..أعطت للموضوع قيمة جميلة ..خاصة و أننا نقرأ ..ونستعرض معك وجهات النظر التي تقوم بتنظيرها ..
هناك ما أعجبني :
(متى نستطيع القول و كلنا ثقة، هذه شاعرية تعج بالشعر و الشعور، ؟ متى نجزم أن الكلام أصبح شعرا، و ليس وزنا أو نغما موسيقا فقط،؟ و متى نستطيع أن طلق العنان نحو التسميات الأدبية على أصحاب التجارب الأدبية وخاصة الشعرية، ؟ فنقول هذا " أمير الشعراء، وهذا شاعر النيل، وهذا شاعر النساء، وهذا شاعر الشباب، ليكون المسمّى ليس تبجيلا للشاعر أكثر من كونه تعبيرا عن امتزاجه بهذا اللقب ،)


سنحتاج لوقت طويل ..لنصل إلى مرحلة تحقيق كلامك ...
وسنحتاج لوقت أطول ، حتي نفهم أن الجمال في كُنه الروح ..كما شاهده رامي .وعانى من بعض ما فيه ...
ولكني ممن يعتبرون أن الانسان يكمن في روعته بمقدار ما فيه ..وليس بقدر ما عنده
وربما أستطاع رامي بهذا الفلسفة أن يسرق منا لُب الجمال ..في قصيدة غنتها له السيدة .
فالنفس التي كتبت بجمال الروح ..في هذه القصيدة ..بعيد عنها الحسد ..والغيرة ..وحب الذات ..و ألخ .....
إنه ببساطة الاستشفاف ....
قصيدته كلها استشفاف لروح يكللها النقاء بتاج الصفاء ..تلك هى روح الشاعر
مودتي ..ودائمآ بالتوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحمد رامي شاعرية بلا حدود .. لـ . نافع سلامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحمد السراج / ألف سلامة
» أمان السيد .. شاعرية المقام
» ارتباط المدعو «نافع العيسى» بالمخابرات والسفارة الإيرانيتين
» نافع عيسى أحد العملاء المعروفين لسفارة النظام الإيراني في بغ
» مالوش لازمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: