حنين إلى القدس العتيق

بكيت فى فراشى من هذا الزمان
أتوا لى بأطباء من كل مكان
دخل الطبيب يشع من وجهه الحنان
فقلت عذرا إنك طبيب للإنسان
تعالج الجسم وتعالج الأبدان
ولكن أتصف طبيبا يعالج ما فى الوجدان
أتصف طبيبا يرجع الضمير للإنسان
فنظر فى الأرض بخجل صريح
وقال ما الذى جعلك فى الفراش ضريح
سأحكى ولكن حاول ألا تبكى
فإن مرضى مبكى
أنا فلسطينى ولى شرف الإنتماء
عشت بالخارج وعملت حتى الشقاء
وعدت كى أستقر وأحيا مع الأشقاء
عدت مع ولدى الوحيد
وربيته على خلق فريد
عدنا كى نحيا فى مدينتنا القدس العتيق
فى منزلنا الذى كان فى ساحة على الطريق
والذى أريته لولدى عن طريق صور تذكارية
كى أريه جمال بيتنا وكم أن بيئتنا قوية
ذهبنا وشوقنا يسبقنا إلى القدس العظيم
ولم نحسب أن نرى شيئا أليم
دخلنا وأسرعنا كى نرى الحى القديم
ولكن أصابنا البؤس العظيم
إن من يتناقلون حولنا ليسوا مثلنا
ولا حتى أعتقد أن لهم نفس ديننا
كل وجوههم غير مألوفة علينا
وأشكالهم تقول أنهم لم يولدوا عليها
تقول أنهم لم يرثوها من أبوينا
وكأن المكان ليس مكانى
لأن الناس حتى لم تلقانى
أعينهم تقول أننا شئ غريب
وأننى لست لهم الحبيب
فشدنى ولدى من بنطالى
أهولاء جيراننا من هم فى الجوار
قلت لا يا ولدى قلتها بمرار
هناك شئ قال لى لاتذهب لبيتك القديم
فأصابنى الرعب العظيم
حتى ذهبت إلى بيتى
فقال ولدى أين البيت يا أبتاه
قلت له قد يكون هناك
فعلم فلسطين كان أعلاه
تلفت يمينا ويسارا
ولم أزيد سوى مرارا
لم أجد بيتى فازداد وجهى إحمرارا
خجلا من ابنى الصغير
فوجدته ينادى يا أبتاه
ذهبت مسرعا حتى ألقاه
فقال أليس هذا مكاننا
إذا يا أبى أين بيتنا
تداركت الأمر
وقلت يا ولدى صار ليس ملكنا
فقال كيف ونحن المالكون
كيف للبيت ألا يكون
فقلت بضعف يا ولدى
أنت ابنى وسندى
ونحن كنا سند البيت
ولكن أخذه من تراهم حولك
أخذه من تراهم فى كل مكان
يا ولدى إختفى الضمير من هذا الزمان
ولدى بنينا الضعف على مر السنين
فذهب البيت وذهب الحنين
فقال وأين الحمام الأبيض فى كل مكان
فقلت الحمام كان معنا
وحينما رحلنا لم يبق كما كان
فبكى ولدى حين شعر بقهر الزمان
وثار الدم فى كل مكان فى جسدى
حين علمت أن جندى ضرب إمرأة مسنة
وكل هذا رآه ولدى
قلت يا ولدى لا تبكى
فلن يفيد الباكى
أريدك رجلا تتحدى ولا تهاب
ولا تخاف الذئاب
قد يكون جيلكم أحسن منا
لذا تعلموا كل شئ عنا
ولا تفعلوه
كى تستردوا القدس وتجعلوها جنة
فمات الطبيب من البكاء
فعلمت أننى لن أشفى
وأن مصيرى هو الشقاء

أستاذ مصطفى
سعيدة بان أكون أول من يمر على عملك الجميل و مشاعرك الرائعة
و هذا الشعور الوطني الرائع
كل سنة و انت طيب

أستاذتى شكرا لك على مرورك العطر وكل عام وانتى بخير

الابن الغالي مصطفى
كل عام و أنت بخير
عمل جميل به حس وطنى رائع
و بوح جميل
أرجو ملاحظة قولك هنا
( وقال ما الذى جعلك فى الفراش ضريح ) و تقصد طريح و قولك ( فإن مرضى مبكى ) = فإن مرضى مبك ٍ و قولك ( مدينتنا القدس العتيق ) هى العتيقة
و بعيدا عن ذلك
لا تشغل نفسك بأمور القافية فالنثر ليس به قواف
أكتب و حاول أن ترسم بالصورة و تعبر بها
دمت بخير

أستاذى عاطف الجندى شكرا لك على مرورك وإرشادك لى وأتمنى منك متابعة مواضيعى دمت بخير

استمتعتُ بقراءة ..صفحة بيضاء نظيفة الحس من دفتر الانتماء الوطني ...سلمت يداك ..مودتي