صانع الفرص

موضوع: صانع الفرص الإثنين نوفمبر 07, 2011 12:13 am

حضرت في حالة شديدة السوء .. جلست بالمقابل القريب .. تراها وكأنها تقاوم رغبة مُلحة تدفعها إلى الانتحار .. كانت ترتدى ثوب أغرقه السواد .. وكأنها تود منى سماع كلمة واحدة تزيح عنها الم الضمير وتزيل عنها الهموم .. فلم أستطيع فى بادئ الأمر التحدث معها أو بدء الحديث .. فكان الصمت بيننا حائل وكأنه كالطود العظيم .. ورأيت عيناها تغرق وتغرق بين أمواج بحرعميق .. بحر صنعته دموع الألم والندم على كل شئ ..
أراها تلوح لى بنظرات مُلئت بالحزن .. فبدأ يلين قلبى لها ومع سحر دموعها بدأ رويدا رويداً يذوب الجليد .. فتنحى الصمت جانباً إجلالاً لموقف مهيب .. فبدأت عيناى بالكلام فسألتها أن تكف عن البكاء .. فلا طاقة لى لاحتمال المزيد .. فتوددت لى بنظرات جعلت قلبى ينبض بمزيد من مشاعر حب لها غلفتها قسوة واقع مرير .. فتركت نفسى أغرق بين لحظات ممزوجة بحب لها وبغض لما اقترفته من أفعال بدلت كل شئ ودفعت بحياتنا لمفترق الطرق وللسوء ..

اقتربت أكثر منى وكأنها تلبى نداء قلبى الصامت لها .. فخشيت على قلبى من الانهيار تأثراً بنعومتها ودموعها الكاوية .. فشددت من أزرى وأخفيت مشاعرى الدفينة بقلبى النابضُ بعشقِها القديم .. فكم من الأيام ومن السنوات مضت وأرضى ظامئة لقطرات المطر ..

فمدت إحدى يديها الناعمتين ولمست يدى بأناملها الرقيقة .. فاهتزعرشي تحت قدميها .. فخشيت على قلبي أن يصبح أسيراً لها .. فسحبت يدى سريعاً وأطلقت لسانى وحررته من لجام الصمت وقلت لها ليس بمقدورك أن تمحى الماضى ..

فقالت فى تودد شديد ما حدث ليس خطأي!! ..

فقلت لها كيف سولت لك نفسكِ الآن النداء للبدء من جديد ؟..

أنسيتى ؟!..أم تناسيتى ..

فردت بنظرةِ قاسية وقالت أنت من دفع بحياتنا معا ً للهاوية .. فسقطنا ببئرمظلم .. ظلماته كُونت من التعسف والتعنت والظلم والغيرة والشك .. فكانت القسوة وليدة لحظات أليمة ..والآن تلقى باللوم على عاتقى وحدى لأحمله مع الصمت لباقى السنين .. وتصنع لنفسك ثوب الملائكة ..

أنا من أحببتك حتى الآن وتناسيت بغض ماضيك وضمدت جراحى التى أنزفتها قسوتك وغيرتك وظلمك وفراقك ..
أنسيت أم تناسيت .. فأنت من سفرِ لسفرِ حياتٌك ترحال .. وتجاهلت أن لك زوجة وطفل صغير لايراك إلا طيفاً .. واحتملتك بالرغم من شعور البغض لما تقترف من أفعال .. وجعلت منك المثل الأعلى الذى يحتذى به أمام وليدنا .. فتركتنى لمشقة حمل الأمانة وتربية الصغير وحدى .. ولم أتذمر.
طعنتنى بخناجرمتعددة و كثيرة فى قلبى .. وأنزفته حتى كاد أن يلفظ أنفاسه .. أنسيت فأنت من صاحبة الى آخري .. وكنت دائماً تسألنى النسيان مقابل عدم النسيان .. وتسألنى الاهتمام مقابل الإهمال .. وتسألني الصبر مقابل الضيق والضجر .. وتسألني الإخلاص مقابل الخيانة ..وألبستني دوماً من ثوب الجناة .. واخترت لنفسك دوماً ثوب المجني عليه وجعلت منى أمام الناس عائق لمسارك الأدبي والفني والمعرقل لخطواتك .. والحائل بينك وبين النجاح .. فكانت الكبوة الكبرى والتي مات الصبر بعدها .. فسألتك الفراق .. بعد أن أصبح زواجي قائم على الانصياع لأوامر والدتك .. فأصبحت هي الزوج صاحب الشورى والأمر والنهى والكلمة في كل شئ وكل هذا صنيعة .. لعدم وجودك وسفرك الدائم .. والذى جعل من اٌذنيك وعقلك أرض خصبة لغرس بذور الشيطان فكان الحصاد .. الشك بعقلك وقلبك .. والذى أصاب بصيرتك بالعمى .. فأنت جعلت من قلبى حطام حتى أصبح كأنقاض بناء كان شامخ .. تهاوى واندثرت قمته فأصبح أرض تدوسها الأقدام .. أو هشيماً تزروه الرياح .. والآن تلومنى على عدم الصبر .. أنسيت فأنت وليد اللحظة السعيدة والصحبة الطريفة والحياة المشبعة برحيق الزهور وعطور الورود والخيال الرومانسى .. والحسناوات .. والسهر والسهر والسهر..

أنت قتلت بقلبى مشاعر حبى لك فأصبح قلبى يبغض كل ما تأتنى به من أفعال .. وأصبحت أشعر معك بعدم الآمان .. لقد جعلت منى فريسة سهلة ممهدة بغيابك المستمروالطويل .. فأنت تعلم أنى مطمع لكثيرين وبالرغم من ذلك لم تكترث بشئ سِوا تقدمك الشخصى والسهر و الترحال والحسناوات .. فلا تلومنى الآن على حدوث محاولات لجذبى من قبل الآخرين .. فأنت دائماً صانع الفرص ..

والآن أريد أن أقول شئ أخير .. أنا لم أحضر إليك هنا من أجل البدء من جديد كما ترائى لك .. بينما حضورى هذا من أجل شئ آخر .. وهو أن رغم الانفصال كان هناك رابط يصل بيننا دائما والآن أنقطع هذا الرابط .. لقد فقدنا ابننا الغالى بحادث أليم .

***

ما شاء الله
قصة أعجبتنى كثيرا
أديبتنا المميزة
لك التحية و التقدير

المبدعة أسماء منصور مررت على إبداع يحتاج إلى رعاية من صاحبه قراءة أولى لي عودة في لقريب ..
تشارك في المسابقة

عزيزتى عزه الهلباوى

لكى منى كل الود والتقدير

واسعدتنى كلماتك الرقيقه

دمتى ياصديقتى

استاذ شريف العجوز

لك منى مودة وتقدير

واود حقا معرفة نقاط القصور

بالقصة اذا وجدت

انا اريد تقديم اعمال على مستوى من الجوده والرعايه

واتمنى مساعدة الجميع

ولك منى كلا الود

موضوع: رد: صانع الفرص الجمعة نوفمبر 11, 2011 5:37 pm

أكيد أ. أسماء و سأوضح لك ذلك و اسمحي لي أن اشركها في مسابقة المنتدى و ادعوكي لحضور ندوة صالوني الأدبي الخميس 17 /11 بنادي المحامين النهري أمام مسرح البلون و لمزيد من التفاصيل اتبعي الرابط الأتي بعد

موضوع: رد: صانع الفرص الأحد نوفمبر 13, 2011 6:00 am

غاليتي أسماء :
احتضان جميل لموهبتك ..من الأستاذ الرائع شريف العجوز ..لموهبة فعلآ تتمتع بوجود الأدوات ..ولكن لابد من الآعتناء بصقل حرفة الكلمة ..أعتقد أنك مهيأة جدآ لمزيد من الابداع والتألق..لآن الموهبة واضحة عليك...مودتي لك

عزيزتى بلقيس

كلماتك تهب لى القوة

وتعيدنى

لأكمل بطريق القصة

دام الود

ولك منى كل الحب

موضوع: رد: صانع الفرص الخميس فبراير 16, 2012 3:37 pm

تمتلكين كل أدوات الابداع
قليل من الاهتمام بحرفك لتصلي الى قمة الروعة
قصة متكررة لكن صنعتي منها حدثك ووضعتي اصابعك
على مكمن الخطر خطأ المرأة مبني على اهمال الرجل
واكبر خطأ من وجهة نظري ان ما يربط ما بعد الزواج بين
الرجل والمرأة ( الزوج والزوجة ) هم الاطفال فاختتمتي قصتك
بنهاية قوية ان دلت فتدل على نهاية فلسفية
اهنييك واحسدك
تقبل مروري

موضوع: رد: صانع الفرص الأحد فبراير 19, 2012 4:11 pm

عزيزى احمد رجب

اشكر كلماتك وثناءك الراقى

وبلا حسد صديقى انا ببداية الطريق

ولا طاقة لى لأحتمال الحسد

اشكر مرورك الذى اسعدنى

دمت بخير

الأخت الفاضلة .. والمبدعة المتميزة .. أسماء منصور .. تحية طيبة ..
قرأت القصة عدة مرات ، شدني النسيج السردي بلغته الشيقة،وأسلوبه الأدبي الراقي .. فعلا استدرجت القارئ وجعلته يغرق ويتماشى مع بوح أليم، فضفضة نفسية تهز خلجات النفس والذات والإحساس والشعور ..لقد رسمت خطاطة سردية متماسكة ومترابطة ، تتخللها فجوات الاسترجاع والحفر في الذاكرة ..
نص جميل به نفس طويل لمواكبة الأحداث البسيطة والمعقدة .. وتأكدي أنك تملكين ناصية القص الجيد .. وهي بداية مشرفة ..
أتمنى أن أقرًأ لك كثيراً ، فمزيداًمن الإبداع الجيد ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة كتب:: الأخت الفاضلة .. والمبدعة المتميزة .. أسماء منصور .. تحية طيبة ..
قرأت القصة عدة مرات ، شدني النسيج السردي بلغته الشيقة،وأسلوبه الأدبي الراقي .. فعلا استدرجت القارئ وجعلته يغرق ويتماشى مع بوح أليم، فضفضة نفسية تهز خلجات النفس والذات والإحساس والشعور ..لقد رسمت خطاطة سردية متماسكة ومترابطة ، تتخللها فجوات الاسترجاع والحفر في الذاكرة ..
نص جميل به نفس طويل لمواكبة الأحداث البسيطة والمعقدة .. وتأكدي أنك تملكين ناصية القص الجيد .. وهي بداية مشرفة ..
أتمنى أن أقرًأ لك كثيراً ، فمزيداًمن الإبداع الجيد ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

اخى العزيز اشكر كلماتك التى فاضت بالكثير من الثناء الراقى

اتمنى ان يكون

دائما اعمالى حقا بها التميز

مودتى لك

استمتعت بما كتبت أيتها الموهوبة
لديك القدرة على الوصف
مع الوقت ستنالين الإعتراف
كأديبة مقتدرة
تحياتي [b]