نظرة فى مرايا الجندى

عاطف الجندى هو أحد الشعراء المعروفين فى الساحة الأدبية المصرية وله العديد من الدواوين المطبوعة كان آخرها ديوان مرايا النفس الصادر من سلسلة إشراقات أدبيةالتى تصدرها هيئة الكتاب ويحتوى الديوان على خمسة وثلاثين قصيدة من القصائد العمودية والتفعيليه وكتب الدراسة للديوان الشاعر الراحل فرج مكسيم وقال عنه : "إن عاطف الجندى مؤهل لأن يصل الى قبة الشعر الخالص التى نحلم بها جميعالأنه يمتلك الصدق الفنى والحماس الإنسانى وهما جوهرة الشعر الأصيلة"و الديوان يحتوى على العديد من قصائد الومضة وقد برع فيها الشاعر وجاءت قصائد مثل مباراة ومرآة وقسمة وفصول وعلاج وغيرها من القصائد التى توزن بجرام الذهب ولنلق نظرة على قصيدة بعنوان أنا وهى تتصدر الديوان ويقدم بها نفسه لقرائه فيقول فيها : "فى بيت الحب بنى جدى وأقام أبى فكساه سنا وبثوب العرس أتت أمى تحلم بالشمس فكنت أنا " بهذه الرقة المتناهية والسهل الممتنع فلا يمكن أن تنقص حرفا أو تزيد حرفاً وهى قصيدة مكتملة الأركان رغم صغرهاوإن كان بها الأنا وظهوره الا أنه ظهور جميل وفى قصيدة طويلة بعنوان مرايا النفس وتحمل اسم الديوان اجاد الشاعر فى عزف أوبرا الغربه فى داخل وطنه وهو الذى يرى بلده تجرى وراء أى خبر تافه ولو كان عن راقصة تشكو من الترف فيقول :" ولو كانت هنا تشكو بحق الله راقصة من الترف ِ لسارع حضنك المقفول فى وجهى يهدهدها الى باريس طائرة تعالج كنزنا الغالى وتحمى درة الشرف وباتت نشرة الأخبار ساهرة تغطى حالة السخف لعين من بكى حرفا على أمجاد راقصة وتسقط مهنة الحرف " وهو الفلاح الذى عشق هذه الأرض ومات أبوه تحت شمسها فى حدائق الحب " أبى قد مات تحت الشمس بين حدائق الحب وكان الداء مصريا " حتى مرضه كان مصريا خالصا وهو دليل على شدة تعلقه بالأرض التى تركته وأعطت حضنها للغريب والسارق للبنوك وللراقصات ولاعبى الكرة وفى قصيدته الشهيرة اغضب يفجر قنبلة فى وجه الخنوع العربى والسكوت على اغتصاب الحقوق العربية ويقول فى مقطع منها" يا سادتى من جنس عدنان وقحطان غضب أنتم ملوك السحر فى فن اللباقة والخطب لا تزرعوا الفيروس فى دمنا ولا تتخيلوا شعبا بقاعات المراقص والطرب الشعب نار فى وجوه عدوكم والشعب كنز لو ترومون الذهب يا سادتى نصر من الله العلى لنا غدا أو ميتة تسمو بنا فوق السحب غضب غضب " والديوان يحتوى على قصائد اجتماعية مثل قصيدة أنا والنحلة وقصيدة الصوت الأجير التى تحمل بعدا آخرا وهو فن الهجاء وفيها يهاجم أحد النقاد الملاكى أو نقاد الشللية المتفشية فى الوسط الأدبى للأسف الشديد والذين يجاملون الفتيات ولو قلن شعراً رديئا لا لشىء سوى أنهن من الإناث ! 0 إن ديوان عاطف الجندى مرايا النفس يستحق الوقوف عليه ودراسته لأنه يستحق بما يحمله من ملامح انسانيه وتنوع ثرى وجرأة فى تناول المسكوت عنه