رجل فقد قلبه

ان قلبه لازال ينبض بالحياة ..لازال ينبض بالرغم من صعوبات الحياة ولديه الامل فى استكمال المشوار دون الهزيمة امام تيار الانهزامية الذى يلاحقه .. انه الان فى الخمسين من عمره و لكن المرض الذى امتدت اشواكه اليه قد يجعل الكثيرون يخمنون على انه قد تجاوز الستين من عمره او الخامسة و الستين

انه على حافة الهاوية بعدما لحق به المرض و تعدى المدى الذى يجعله يعيش حياة هادئة هانئة فى ظل وجود من ينغصون عليه حياته من ابناء لا يعرفون الرحمة الى زوجة لم تمس قلبها الشفقة ولا الانسانية ان الماساة تتكرر مع بزوغ شمس كل يوم جديد عندما يرى الناس من شرفته المطلة على النيل يذهبون الى عملهم صباحا و يتحسر على ما اصاب نفسه و صحته من ضعف ومرض

انه يتذكر تلك الايام التى عاشها فى الجامعة وقتما كان شابا فى ريعان شبابه وقتها كانت الضحكة لا تفارق قلبه والابتسامة لا تفارق وجهه الوسيم الذى تبدو عليه علامات الصحة والشباب

وفى هذه الايام وقتما كان شابا و بينما هو جالس مع اصدقائه من الكلية وجدها وجد الانسانة التى ينتظرها قلبه

رآها بين زميلاتها جميلة تزداد جمالا فى عينيه خاطفة قلبه معها

كانت نبضات قلبه تدق معلنة عن شعور واحد الا وهو الحب ..نعم انه الحب ..ان نداء قلبه هذه المرة يفوق حد التصور و يرمى بنا الى حدود الخيال

انه حلم جميل لا يريد ان يستيقظ منه فهو يشعر الان و كانه طير يتاهب لخطف حبيبته و التحليق بها بعيدا عن الانظار و فجاة ارتعد جسده خوفا من فقدانها. انه لايراها فالى اين ذهبت بحق السماء؟

ان طيفها حتى هذه اللحظة لا يفارق خياله فبينما هو غارق فى احلامه غادرت المكان وانصرفت

يالى حظى التعس ..الانسانة الوحيدة التى احبها تتركنى وحيدا بعدما شغف قلبى بها من اول نظرة.. ترى الى اين ذهبت؟

وفى المساء جالت بخاطره فاخذ فرشاته و اخذ يستعيد صورتها ليرسمها بكل دقة حتى تظل صورتها دائما فى ركن بيته ليتذكرها

لقد احبها من اول نظرة بالرغم من عدم حديثه معها

نعم انه الحب و ظلت هذه الكلمة تلقى بظلالها عليه حتى الصباح بينما هو هائم بالصورة التى رسمها ينظر اليها و يتمنى لو يرى صاحبتها وفى صباح اليوم التالى و بينما هو جالس فى كافيتيريا الكلية و بجواره اصحابه من رفاق دفعته وجدها و حينئذ انتفض قلبه وارتعد جسده و نظر اليها طويلا فبادلته بنظرات مماثلة ..انها تبادله الاعجاب ذلك ما تؤكده نظراتها..انها فرصته لكى يحدثها فهل يتركها؟ لا تلك هى الاجابة التى اجاب بها قلبه على لسان عقله

لن اتركها تضيع منى ..انه يحدث نفسه ووساوس كثيرة تدور بداخله هل احبها ام ان ما اشعر به وهم؟

هل هى معجبة بى حقا ام ان نظراتها لى نظرات عادية؟

ان الفرصة مازالت سانحة له ليقترب منها فهل يستطيع؟

انه الان يخطو اولى خطواته اليها لازال يقترب منها بينما هى واقفة بين صديقاتها متسمرة فى مكانها تنتظر منه الحديث اليها

انه الان على بعد عدة خطوات منها فهل تمتد به الجراة اليها؟

انهما الان على مقربة من بعضهما يستطيع كل منهما ان يكلم الاخر

انهما الان يتحدثان و لكنهما لا يتكلمان بلغة اللسان بل بلغة اخرى هى لغة القلوب والعيون..انها لغة من نوع خاص لا يفهمها سوى المتحابين..لقد لاحظ الجميع من صديقاتها الملتفات حولها الى اصدقائه الذين تركهم ان هناك شيئا ربما قد جمع بينهما

ربما يكون هذا الشىء حب او اعجاب و لكن بالتاكيد هناك شىء قد جمع بينهما.. ان عيونها تفضحها..انها تنظر اليه فى صمت تتساءل ماذا تريد منى؟

ويبادلها هو الاخر النظرات بعينين تزدادان بريقا و لمعانا تراقبانها فى دقة تسالاها كيف اصل اليك؟ كيف اغزو قلبك؟

و فى نفس الوقت تنظر له عيونها تساله ماذا تريد منى؟

و فى ثوان معدودة خطف زهرة كانت بجواره بحوض الزهور

و قدمها اليها كانت تحب الورود و تقدر من يحبها فقبلتها منه و اشتمت رائحتها بعمق يظهر له مدى ولعها بالزهور فسالها عن اسمها فاجابته بان اسمها ايمان

احمد .. اسمى احمد

تلك كانت اولى كلماته اليها ثم نظر اليها بعمق و سالها عن دراستها

و فرقتها الدراسية فردت عليه قائلة انها تدرس بنفس كليته و انها محولة من الاقاليم والغريب انهما اخذا يتبادلان اطراف الحديث

لمدة تزيد عن الساعة و كانهما اصدقاء قدامى لم يقابل كل منهما الاخر منذ فترة طويلة وفى نهاية حديثهما احس بانها الانسانة التى يبحث عنها واحست هى بانه فارس الاحلام الذى تنتظره

نعم.. لقد احبته و لكنها احبته لحلمها بفارس الاحلام الذى سوف يخطفها على حصانه و يحقق لها كل امانيها ليس حبا فيه و لكنه حب لحلمها و هو حب للذات و ليس للغير فهو ليس بالحب الذى تكتمل فيه اركان الحب الحقيقى لان هذا الحب اركانه هى الفداء وانكار الذات والتضحية و الاخلاص ..هذا هو الحب بمعناه و لكنها احبت نوع اخر من الحب و هو الحلم..انه الحب الذى يحقق لها السعادة و يحقق لها الرفاهية لقد احبت حب من نوع اخر هو حب انانى مجرد من التضحية و كان الضحية هو فارس الاحلام المنتظر الذى فقد الاحساس و المشاعر و المعانى لزيجة من عروس عمره التى اطاحت باحلامه وافقدته كل ما يملكه من حب حتى فقد حبه و ايضا قلبه فاصبح بحق رجل فقد قلبه

شكرا للقصة الجميلة
أستاذ أسلام
أستمتعت حقا بها

تحية لحرفك الأنيق
أيها الراقي
دمت بكل ود

نسمة مصرية كتب:

شكرا للقصة الجميلة
أستاذ أسلام
أستمتعت حقا بها

الاخت العزيزة دمت بخير و دام تواصلنا و من نجاح الى نجاح .

عاطف الجندى كتب:

تحية لحرفك الأنيق
أيها الراقي
دمت بكل ود

الأخ العزيز/ عاطف
كم أشتقت الى ابداعك ؟
وفقك الله لما فيه الخير
و الى الأمام دائما
دمت بكل خير.
...............................................
عزفى
داريت أرضى بأوصالى
شديت الأهة من عزفى
نهيت الوجد عن ألمى
لقيت حرفى مداد بصرى

استاذ اسلام دمت مبدع

أ. إسلام مرحبا بك في قسم القصة أحيك على إبداعك قراءة أولى و لي عودة بقراءة أكثر تأني ..
تشارك في المسابقة

هناك تطويل فى السرد وزوائد كان من الممكن الاستغناء عنها -
لا ينفى انها قصه جميلة من حيث بساطة الاسلوب - الفكرة قريبة كثير يعنى منها -
فى الاخر لا املك الا ان اقول تسلم ايدك

شريف العجوز كتب:

أ. إسلام مرحبا بك في قسم القصة أحيك على إبداعك قراءة أولى و لي عودة بقراءة أكثر تأني ..
تشارك في المسابقة

أتمنى أن تستمع بقراءة القصة للمرة الثانية عبر ذهن متوقد تشع به نورا من الأدب و تناول حقيقة الحياة .

منى البنا كتب:

هناك تطويل فى السرد وزوائد كان من الممكن الاستغناء عنها -
لا ينفى انها قصه جميلة من حيث بساطة الاسلوب - الفكرة قريبة كثير يعنى منها -
فى الاخر لا املك الا ان اقول تسلم ايدك

الأخت / منى البنا
تحياتى اليك متمنيا لك مداومة اجتهاد القراءة و السعى طلبا للعلم .

اسماء منصور كتب:

استاذ اسلام دمت مبدع

الأخت / أسماء منصور دام التواصل و دمت بخير.