دى أول قصة اكتبها _ كانت قبل الثورة بعدة أشهر, كنت فى غمرة حماسى ضد الفساد فى البلد.... الحمد لله ان الثورة تمت : )............................
ارجوك كبلنى بالاغلال
شريف : في يوم كأي يوم وفى صبح كأي صبح استيقظت من نومي باكرا لكنه ليس كأي استيقاظا فما لبثت جفوني أن فاقت من سكرة النوم حتى أحسست بدقات قلبي تدق وتدق
بالطبع ليس العجيب أن تدق لكن العجيب أن دقات قلبي تنبهني أن انهض مسرعا إلى مكتبي فقلمي يستغيث بى فنفضت عن فراشي الغطاء وأخذت ألهث نحوه فهناك شئ ما,
فوجدته مستلقيا على الطاولة فجلست أمامه . وانأ اهرش في أم رأسي وكأن الأفكار تجد طريقها لتوقظ قلمي الحبيب فهذه عادتي عندما اكتب مقالاتي الهامة, اشعر بأن قلمي يناديني
وأتقمص دور تارازان كي أنقذ قلمي .
وبينما أنا جالس على الكرسي واهرش في رأسي وقلمي مستلق على الطاولة ودفق من الأفكار يسيل في رأسي ليقرأه قلمي ويدونه في ورقى
ولكن ماذا يدور في خلدي؟
أخذت أفكر في حال بلدي وفيضان الفساد الذي كاد أن يغرق من يلتقطه من أبرياء.
فذهبت أوقظ قلمي وانفض عنه غطاءه هو الأخر, فلدينا عمل .....
فأخذتي رأسى بعيدا إلى احد المسؤولين لأسرد عنه حكايته مع الاستفساد واخذ قلمي هو الآخر يفيق من سبات نومه ويقرأ عنى أفكارى فكتبت فأسرفت في الكتابة وسردت عنه كل ما أعرف وامتلك من دلائل . فمهمتي أن اسلم قرائي عقلي ليقرؤوه
فأخذت ورقى ووضعته في حقيبتي كي اذهب به إلى جريدتي كي تنشره . فجريدتي ليست كتلك الجرائد التي تقتص من الحقائق مالا يعجب أصحاب الفضائح فصاحب هذه الجريدة ورئيس تحريرها هو صديق لي قديم اعرفه واعرف مبادئه .
وما أن سلمته ورقى إذ به يفتح ثغره البسام ليعلن عن ضحكات وقهقهات قادمة ... فسألته متعجبا لما الضحك , فقال " ما تكتبه كفيل بأن يحبسنا"
فضحكت . وقلت له ليست هذه الأولى .
وعلى كل حال فقد تمت الطباعة ومن ثم تم النشر.
واخذ صدى المقال يرج في الأوساط .
وإذ أبى أسير ماشيا على قدماى إذ برجل من الشارع بسيط في هيئته عامي في لهجته يستوقفني ويقول لي " تسلم إيدك يا أستاذ" والحق إن هذه الجملة لم تكن الأولى فاسمعها كثيرا عندما اكتب مقالاتي الساخنة , ولكن يبدو أن هذا المقال ليس ساخنا فحسب
يبدو انه محرق , فقضية تم رفعها على بسبب هذا المقال. والحق إن هذه ليست المرة الأولى في رفع القضايا فسقف القضايا عندي ملئ بالقضايا المرفوعة .
ولكن ماذا يوجد في جعبة هذا المقال الذي أكاد اسجن بسببه.
وصلتني منذ بضع أيام وثائق ودلائل تؤكد تورط أحد الوزراء في عملية رشوة كبرى من الطبيعي أن تسجنه بضع عشرات من السنين لكنها في النهاية تكون من نصيبي كي اقضيها عنه
ولكنها تكون اخف قليلا فنوع هذه القضايا تكون سب وقذف لاني جرحت شعور معاليه بألفاظ لا تليق بشرفه الرفيع عن الأذى.
وبالفعل رفعت الجلسة, لأقضى عاما لهذا الجرم الكبير فقد أخطأت في حق الشريف العفيف المبجل .
والحق أقول إن كثيرين من زملائي رفعوا أقلامهم في وجه دولة المريخ هذه التي انقلب حالها ليكون الشرفاء مجرمين والمجرمون شرفاء.
وها أنا ذا قد انصعت لمحكمة العدل التي كلفت بالفصل بين الظالم والمظلوم لتعطني شرف الظالم.
وها أنا ذا أمنح وسام الظالم في معصمه (كلابشات) متينة قوية لتحكم قبضتها على هذين المعصمين المسكينين . وذاك العسكري المسكين هو الآخر يربطهم فيحكم ربطتهم
ولسان حالي يقول " أرجوك كبلني بالأغلال ...فأنا شريف".