سفينة الاحزان

سفينة الأحزان
هطلت على قلبي السقيم
مصائبُ في كلِّ حين
تجتاحه ُ في كل يوم ٍ كالسيول
ويهزّهُ بين الضلوع زفيره ُ
كالريح حين تهزُّ سعفات النخيل
شتى العواصف في أعاصير الجنون
والضغط فوق القلب
من نبض ٍ سريع
جدران بيتٍ دقّها الأزميل
ومعاول الحزن التي بسواعدٍ ملئا شجون
يبست شجيراتي وجف ّ الماء فيها
بينما الواحات فاضت بالدموع
تنساب من جفنيَّ تجرح للخدود
فالصخر عند بكائه ِ
يعطي المنابع والعيون
والعمر فات قطارهُ
والدرب صرّح لا رجوع
ذابت سنين العمر في نار الليالي
مثلما ذابت شموع
وزال سراب آماليِ
كما ضاع الجواب
بازدحام ٍ من ملايين السؤال ِ
وشتاء أحزاني أتى فجرا جديد
حتى وإن عاش الأنام بعيدهم
ستظل أيامي لأحزاني عبيد
سترافق الأحزان قلبي
كقلادات ٍ لجيد
وسفينة الأحزان تمضي
فوق بحر ٍ من جليد
ماذا يفيد القيد قل لي ما يفيد
إن قيـّد الموتى بأغلال الحديد
قد عشت في جبِّ الجحيم
ما من يدٍ تمتدُّ تنقذني
سأبقى كالسجين
وسفينة الأحزان دمـّرها العباب
والريح مزّقت الشراع
والبحر قال كلامهُ حان الفراق
بنوارسٍ تنعى بأصوات النعيق
أتحوّلت من فرط أحزاني غراب !
أيكون بين الروح والجسد الوداع ؟
أعلى جبين الحبِّ مكتوب العذاب ؟
قل لي فكيف العيش في بحر ٍ عميق
بل إنـّهُ من غير قاع
بل كلـّهُ حيتان يونس جائعات
قل لي إذا كيف الحياة
حتى وإن أحيا فأني في ضياع
أبقى ببطن الحوت مسجونا سنين
حوت ٌ من الأحزان يبتلع القلوب
تلك التي عن عشقها لا لن تتوب
هي أدمنت تلك السموم
لا تستطيع العيش دون العشق
إن عاشت سدى
إن لم يكن صوتٌ هناك
فلا صدى
مثل السماء بلا ضياء ٍحين تتركها النجوم
مثل الشموس بلا شروق ٍ أو غروب
تبقى بلا معنى تماما
كالذي يحيى فريدا
دون دربٍ أو هدى
أو دون عشق ٍ
لم يعاني من فراق ٍ للحبيب
شأنه شأن المقابر
دافن ٌ بين الضلوع
فؤاده ُالمسكين في تيه المشاعر