منذ فترة إبان انتشار انفلونزا الخنازير كتبت ما يأتى :
لا للخنزير
في الأدب والتاريخ والطب والدين
في غضون أسابيع مضت ، صارت ( أنفلونزا الخنازير) حديث كل مجلس ، في كل أنحاء المعمورة ، وبخاصة من بعد أن باتت تشكل وباءً عالميا يتعرض له كل سكان الأرض ، وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة إنتشار وتفشي هذا الوباء اللعين ، ( وباء أنفلونزا الخنازير) ، حتي إننا قرأنا لبعض المختصين ، أن هذ الوباء يمكنه أن يقضي علي نصف سكان العالم ، والعياذ بالله .
إذ أن خطورته وفق تقرير المنظمة تتمثل في ظهور سلالة جديدة من سلالتي أنفلونزا الإنسان وأنفلونزا الطيور .. وهذه السلالة الحديثة الفتاكة التي ينتجها جسم الخنزير ،، تشكل الخطر القادم إلي البشرية حيث ينتقل فيروس أنفلونزا الخنازير إلي الإنسان ، ثم من إنسان إلي آخر ، وهكذا .
ومن ثم فقد تصدرت هذه المشكلة إهتمامات الناس والدوائر الحكومية والإعلامية والصحية ، بل والتشريعية في كل البلاد جميعها ،
وفي مصر عقد الرئيس مبارك إجتماعا وزاريا موسعا برئاسة سيادته شخصيا في 31 / 3 / 2009 م لمتابعة الموقف ، وقرر البدء فورا في ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة في مصر ، وبأقصي طاقة ممكنة للمذابح ، فضلا عن زيادة التوعية الإعلامية للوقاية من هذا المرض الفاتك .
فكانت خطوة عملية حازمة لازمة . تجعلنا نفتح علي الفور ملفا خاصا عن الخنزير ، ما له ، إن كان ،،، وما عليه ، وهو جم كثير .
وفي عجالتنا هذه نعرض بإيجاز لبعض من المعلومات الهامة والمهمة عن الخنزير،، تاريخيا وأدبيا وطبيا ودينيا .
علي أننا في البدء نسجل بيقين أن مصر يقطنها المسلمون والمسيحيون وقليل جدا من اليهود ، ولايقطنها غيرهم من أية ملل أخري ،
والخنزير محرم بالنص في الشريعة الإسلامية ، ومحرم بالنص في اليهودية وفي المسيحية ،
ومن ثم يتبادر إلي الذهن علي الفور سؤال بدهي منطقي ،، ( لماذا إذن يربي هذا الحيوان المحرم في مصر ؟؟؟؟؟!!!!! ) ،
والخنزير له عدة أسماء : القبّاع ، الخنزوان ، الناخر، الحلوف ، الكبر ، والذكر خنزوان ، والأنثي خنزيرة ، ، والجمع خنازير ، وأما ولده فيسمي الخنوص والخنوس ، والجمع خنانيص ، أو خنانيس . والقباع هو صوت الخنزير ، ويقال لموضع الأنف منه الفنطيسة ، والجمع فناطيس ، قال الأعرابي : كأن فناطيسها كراكر الإبل .
والخنزيرمن الثدييات ذوات الظلف غير المجترة ، وهو حيوان دجون من الفصيلة الخنزيرية و رتبة مزدوجات الأصابع الجسئيات ، شرس ، نهم ، شبق ، قذر ، قبيح ، ضار ، محرم ،، وهو إما وحشي أو أهلي .
أما الخنزير البرّي وهو الموجود في مصر فحيوان وحشي شرس عنيد ،،، ، يقضي نهاره مختبئا في الأماكن الوعرة ، وينشط في الليل في نهم فريد إلي الغذاء
و يتواجد الخنزير البرّي بكثرة في معظم دول أوروبا الوسطى و حوض البحر المتوسط ، كما يمتد موطنه أيضا ليشمل جزءا كبيرا من آسيا ، فضلا عن القارة الأمريكية بقسميها ،،
وتتعدد سلالاته حتي تصل إلي 11 سلالة . ويعتبر الخنزير البري أصل الخنازيرالمستأنسة علي وجه العموم .
و يربي الخنزير خصيصا للحمه وشحمه ، وقد بدأت تربيته منذ 1500سنة قبل الميلاد ، في الحضارة الرومانية القديمة .
والخنزيرعلي العموم حيوان سريع النمو ، ففي غضون ستة أشهر من ولادته يصل وزنه إلي أكثر من 100 كجم ، ويرجع سبب هذا النمو السريع إلى الزيادة الكبيرة في إفراز هرمون النمو عنده ، ونتيجة لنهمه وشراهته أكثر من أي حيوان آخر ،، ويبلغ حجمه العادي في سنته الخامسة أوالسادسة ، وفيها قد يصل طوله إلي (1,80م ) ، ووزنه إلي حوالي ( 300 كجم ) ، وقد يعيش ( 20 ) سنة .
والخنزير من أنسل الخلق ، وهو مع كثرة إنساله من أقوى الفحول على السفاد ، ومع القوة على السفاد ، هو أطولها مكثا في سفاده ، فهو بذلك أجمع للفحولة ،
فإذا كان زمن هياج الخنازير، تطأطئ رؤوسها، وتحرك أذنابها تحريكا متتابعا ، وتغير أصواتها إذا طلبت السفاد ، وإذا طلبت الخنزيرة السفاد بالت بولا متتابعا ،
وإناث الخنازير تحمل من نزوة واحدة ، وربما من أكثر، وإذا طلبت الذكر لم تنزع حتى تطاوع وتسامح ، فإذا فعلت ذلك تكتفي بنزوة واحدة .
وقد تلد الأنثى ( 30 ) خنوصا كل عام ، ويلزمها ( 5 ) أيام للعودة إلى دورة الشبق ، وقد تدوم مدة رضاعة صغارها قرابة ثلاثة أشهر .
وللخنزير نابان بارزان مستقبحان ، ونابه ليس يغلبه معول ، فلا يضرب بنابه شيئا إلا قطعه ، كائنا ما كان ، وهو حيوان لا يلقي أسنانه البتة ،
أما قوته وشدة احتماله فربما قتل الأسد ، وربما احتال أن ينبطح على وجهه على الأرض ، فلا يغني ذلك عنه شيئا ، إذ ليس لشيء من الحيوان كإحتمال بدنه لوقع السهام ، ونفوذها فيه . وإذا ضرب الخنزير فصاح ، لم يكن السامع يفصل بين صوته وبين صوت صبي مضروب. وتبلغ قوة صراخه ما بين ( 100 ) و ( 105 ) ديسيبل (وحدة قياس (، في حين مُنعت طائرة الكونكورد من استعمال مطار نيويورك ، لأن ضجيج محركاتها النفاثة يتجاوز ( 112 ) ديسيبل عند الإقلاع .
وقد أجريت دراسة دانمركية حول هذا الموضوع ، فقررت أن صوت الخنزير ضار جدا، وانتهت إلي أن الذين يقومون بتربية الخنازير، يتزايد معدل ضعف سمعهم عن غيرهم تزايدا سريعا ملحوظا ، لأن الصوت الذي يصدره الخنزير يزيد كثيرا عن الحد المناسب الذي لا يضر بسمع الانسان ، وهو ( 90 ) ديسيبل .
والخنازير تأكل أي شيء يقع تحت يدها وبصرها من النباتات و الحشرات والزواحف الصغيرة ، وحتى صغار الأيائل و الحملان ، بل وصغار الأطفال إن واتتها الفرصة ، فضلا عن كل النفايات والقاذورات .
قال الجاحظ رحمه الله في كتابه ( الحيوان ) : ( و الخنازير تطلب العذرة ، وليست كالجلالة ، لأنها تطلب أحرها وأرطبها وأنتنها ، وأقربها عهدا بالخروج ، فهي في القرى تعرف أوقات الصبح والفجر، وقبل ذلك وبعده ، لبروز الناس للغائط ، وبذلك ضربوا المثل ببكور الخنزير، كما ضربوا المثل بحذر الغراب وروغان الثعلب )
والخنزير ينقل إلي الإنسان الذي يأكله كثيرا من عاداته السيئة ، ومن أهمها وأكثرها ظهورا عدم غيرة الذكرعلى أنثاه ، وكذا الأنثى على ذكرها ، وقد ثبت ذلك بالمشاهدة والدراسة ، ( الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي لا يغار على أنثاه ، وعندما يراها تحت ذكر آخر لا يكترث ولايهتم ) ،،
وفي هذا الصدد نظم بعضهم هجاءً مقذعا ،، فقال : أري كل قوم يحفظون حريمهم *** وليس لأصحاب الخنزير حريم
يقول الإمام الدميري : ( إن الخنزير شرس الطباع ، شديد الجماع ، شبق ، تكتنف حياته الجنسية الفوضى ، ولا يخصص لنفسه أنثى معينة ) .
وينعت الإنسان بالخنزير، والعياذ بالله ، إذا اتصف بإحدى خسائس هذا الحيوان اللعين ، كالقذارة والشراهة والاندفاع الزائد والقبح وبلادة الحس والدياثة ...
يقول ابن خلدون : ( أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة ، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة ، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة ( .
وهو أمر نراه عيانا عند غالبية آكلي الخنازير ، ومن هم علي شاكلتهم ، إذ يقبل الرجل يد المرأة الأجنبية ، وقد يحتضنها ويقبلها ، وزوجها موجود بجوارها ، لايهتم ، ولايحرك ساكنا ، ولاتهتز له شعرة ذكر ، أو نخوة رجولة .
ولايخفانا ما هنالك مما تغلي من رذائله رءوس المؤمنين ، من اختلاط ، وإن شئت فقل امتزاج ، يصل إلي حد إباحة ممارسة الجنس الجماعي ،
نعم ،،، إنه أثر الطعام على خُلُق آكليه ،، وإلي مثل هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : { والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل ، والسكينة والوقار في أهل الغنم } . رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ومن غريب ما يذكر في هذا الحيوان اللعين مانقله الجاحظ عن بعضهم قائلا : ( قال: ربما رأيت الخنزير الذكر وقد ألجأه أكثر من عشرين خنزيرا إلى مضيق ، وإلى زاوية ، فينزون عليه واحدا واحدا ، حتى يبلغ آخرهم ) .
وفي إحدى الدراسات التي مولتها الحكومة الأميركية ثبت أن الخنازير بإمكانها أن تدمن شرب الخمر .
والخنزير يعد رمزا للقذارة والنجاسة ، وذلك لأنه يتلطخ بالطين والحمأة ، وإن لم يجده ،، تقلب في إفرازاته وبوله وغائطه ،
ولأن الخنزير سيء الطباع ، جلاّل ، نجس ، ذو شكل منفر ، ولأنه في الأساطير القديمة يعد رمزاً للشر والكره ، فقد دفع النفور منه عند الوثنيين إلى إعتباره قاتلا لكل رموز الخير،
وفي هذا روت الأساطير في صفحات التاريخ أنه قتل حورس عند المصريين القدماء ، وأدون (بعل) عند الكنعانيين ، وأدونيس عند الإغريق ، وأتيس في آسيا الصغرى ,
وفي مصرنا القديمة أعتبرت مهنة رعي الخنازير من أحط المهن التي لا يقوم بها إلا المعدمون من سفلة الناس ، وعليه فهم ملوثون منبوذون , ولذا يمنع راعي الخنازير من دخول الهيكل ، بل ويمنع من تقديم القرابين إلي الآلهة ، ولا يتزوج إلا من بنات أمثاله الحثالة ، وأكثر من كل ذلك ،، يتوجب على أي إنسان يلمس خنزيرا أن يغتسل ،
وفي التراث العربي رويت قصة عن المعتمد بن عباد ( ت 1095 م ) أحد أمراء الأندلس ( آخر ملوط الطوائف هناك )، قيل : عندما ضاق عليه الخناق بسبب الفرنجة بقيادة الفونس ، إذ صاروا قريبا منه ، أرسل يستنجد بيوسف بن تاشفين ، عندئذ استغربت إحدي نسائه هذا الصنيع ، وقالت له كيف تستنجد بالأعراب الأجلاف فتكون من بعد راعي إبل عندهم ، فقال لها قولة خالدة :
( أن أرعى الإبل عند ابن تاشفين، أفضل من أن أرعى الخنازير عند الفونس )
وبالفعل أنجده ابن تاشفين، فكانت هذه الإغاثة سببا في بقاء العرب في الأندلس عدة قرون أخرى.
ولم يترك الأدب العربي الخنازير دون أن يقول فيها وعنها من باب الكره والإستقذار والنفور ،، قال الشاعر :
يمشي رويدا يريد ختلكم *** كمشي خنزيرة إلى عذره
وقال بعض ظرفاء الكوفة:
فإن يشرب أبو فروخ أشرب *** وإن كانت معتقة عقارا
وإن يأكل أبو فروخ آكل *** وإن كانت خنانيصا صغارا
ومن الطرائف التي رويت ،، أن حطابا فقيرا إصطاد خنزيرا ، فذهب إلى إمام مسجد قريته ، وسأله : أي جزء من جسم الخنزير ليس محرما، وظن الإمام أن الحطاب يسأل من باب المزاح ، فأجابه قائلا: من حوافره إلى ما فوق حرام ، وما تحت ذلك حلال . فأسرع الحطاب إلى خنزيره ، وقلبه على ظهره ، حيث جعل حوافره إلى أعلى ، وذبحه ، وأستحل لنفسه أكل الخنزير كاملا ، إستنادا إلى تأويله الخاطيء لفتوى إمام المسجد .
حتي الأمثال العربية استقبحت الخنازير ، فقالت : أقبح من خنزير،،
جنة ترعاها خنازير،،
كلب مبطن بخنزير ،،
أحرص من خنزير ،،
أحرس من خنزير ،،
أقذر من خنزير ،،
أبكر من خنزير،،
شعرة من جلد الخنزير فايدة ،،
حكم الزير على الخنزير،،
ثلاثة لا تمسهم الأيادي الكلب والخنزير والحمادي . ( كَرِِهَت الخَنازيرُ الحَميمَ المُوغِرَ ( ،، وأصل هذا المثل ، أن يُغلي الماء للخنازير، ثم تُلقي فيه حية لتنضج ، وذلك هو ( الإيغار ) ، ومن ذلك قول الشاعر :
ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم *** ككراهة الخـنـزير للإيغـار
ومن الأمثال العربية كذلك : "إذا أكلت الخنزير، فكل سمينا"،،،، ومعناه إذا كنت لابد مرتكبا ما تلام عليه من إثم وخطيئة ، فليكن إقدامك على أمر عظيم ، يتناسب مع الملام . ونظم بعضهم هجاءً ،، فقال : وإني وتزييني بمدحي معشراً *** كمن علَّقُوا دُرّاً على جيد خنزير
والخنزير فقط من دون الحيوانات يأكل الخبيث المستقذر الذي تعافه النفوس ، وتنفر منه الطبائع السليمة ، كالروث والعفونات والغائط والجثث المتعفنة والدم المتجلط والصديد ، بل ويأكل برازه وينغمس به ،،
وهو بذلك مخزن كبير، وحضن رءوم لما في كل هذه الأشياء من الفيروسات والبكتيريا والطفيليات ، وغيرها من كل ضار فتاك ، وبذا يكون الخنزير مصدرا ثمينا جدا، ومباشرا لجميع الأمراض والأوبئة ، مما نعرف ومما لانعرف ، ومما سيكتشف قابلا علي مر الدهور،
وفي هذا يقول العلماء و أهل الطب :
أثبتت الأبحاث العلمية والطبية أن الخنزير من بين سائر الحيوانات يُعَدّ أكبرَ مستودَع للجراثيم الضارة بجسم الإنسان ، إذ أنه :
• يحمل عشرات الأمراض الوبائية ،
• دهنه ولحمه يساهم في انتشار سرطان القولون والمستقيم والبروستاتا والثدي والدم .
• دهنه ولحمه يسبب الإصابة بالسمنة وأمراضها المزمنة التي يصعب معالجتها.
• يسبب تناول لحم الخنزير الحكة والحساسية وقرحة المعدة . وكذا الإصابة بالتهابات الرئة ، الناتجة عن الدودة الشريطية ودودة الرئة ، وغيرها .
ومن أشهرالأمراض التي تنشأ عن أكل لحم الخنزير ما يأتي :
1 ـ الأمراض الطفيلية ،،، ومنها تلك التي تنشأ عن "الدودة اللولبية" التي هي من أخطر الديدان علي الإنسان، والتي لا يخلو منها لحم الخنزير، وتتركز هذه في عضلات آكِلِ لحم الخنزير المحتوي على هذه الديدان ، وتسبب له آلامًا شديدة ، تُشِلّ حركة هذه العضلات، كما تتركز بالحجاب الحاجز ، وكثرتُها به قد تؤدي إلى وقف التنفس، ثم الموت .
وأيضا "الدودة الشريطية" التي يصل طولها إلي عشرة أقدام ، دورتها لا تتم إلا في الإنسان والخنزير ، و تسبب الأنيميا وفقر الدم ، وكذا الإضطرابات الهضمية المزمنة ، وقد تصل حويصلات الدودة الشريطية في جسم آكل لحم الخنزير إلي خلايا كبده ورئتَيه ونخاعه الشوكيّ ، فتسبب كثيرا من الأضرار و الأوجاع الشديدة .
"وديدان الإسكارس" التي تسبب الالتهاب الرئويّ وانسداد الأمعاء وغيرها.
و"ديدان الإنكلستوما والبلهارسيا والدوسنتاريا" التي تسبب النزف وفقر الدم وغيرها من الأمراض التي تنتهي بالوفاة.
ويكثر وجود مرض طفيل الزحار البلنتيدي عند رعاة الخنازير ومخالطيهم ، ومن ثم فقد ينتشر بصورة وبائية ،، إلى غير ذلك من الطفيليات الكثيرة التي تزيد عدَّتها على الثلاثين ، والتي تُخلّف أضرارًا شديدة في مواضع مختلفة من جسم متناول لحم الخنزير.
2 ـ الأمراض البكتيرية ،،، كالسل الرئويّ والكوليرا التيفودية والباراتيفوئيد، والحمَّى المالطية وغيرها.
3 ـ الأمراض الفيروسية ،،، كالتهاب الدماغ، والتهاب عضلة القلب، والأنفلونزا، والتهاب الفم البقريّ ونحوها.
4 ـ الأمراض الجرثومية ،،، مثل جرثوم "التوكسو بلازماجواندي" الذي يسبب الإصابة بالحمى والإنهاك البدنيّ ، وتضخم الكبد والطحال ، و التهاب الرئتين وعضلات القلب ، و التهاب السحائيّ ، بالإضافة إلى مرحلة فقد السمع والبصر.
5 ـ الأمراض الناشئة عن التركيب البيولوجيّ للخنزير ،،، وذلك كزيادة نسبة حمض البوليك في دمه ، منفردا بهذا الأمر ، ومختلفا فى ذلك عن سائر الحيوانات جميعها ،
فالحيوانات الأخري تفرز هذا الحمض عن طريق البول ، وأما جسم الانسان فيفرز 90 % منه بمساعدة الكليتين.
ولأن الخنزير لا يُخرج من هذا الحمض ( حمض البوليك ) إلا نسبة 2% فقط ، والباقي يصبح جزءًا من لحمه ، لهذا السبب فإن الذين يأكلون لحم الخنزير يَشكُون من آلام المفاصل المبرحة ، إذ يشعرون بآلام روماتيزمية ، والتهابات المفاصل المختلفة.
يضاف إلى كل هذا إحتواءُ لحم الخنزيرعلى الدهون المشبعة ، بخلاف دهون سائر الحيوانات الأخري ، ولذا يجد أَكَلَةُ لحم الخنزير ترسيبَ كمية كبيرة من الدهون في أجسامهم ، وتزايد مادة الكوليسترول في دمائهم ، مما يجعلهم أكثر عرضة لمرض تصلب الشرايين وأمراض القلب والذبحة الصدرية التي قد تفضي إلى الموت المفاجئ .
هذا بالإضافة إلى إصابة آكلي لحم الخنزير بعسر الهضم بسبب بقاء هذا اللحم في المعدة قرابة أربع ساعات حتى يتم هضمه ، خلافًا لبقية لحوم الحيوانات الأخرى، وكذا ، امتلاء جسم متناوله بالبثرات والحبوب والأكياس الدهنية ، وتسببه في ضعف الذاكرة .
وإنه لموجز لبعض أقوال العلماء والأطباء والباحثين في أضرار أكل لحم الخنازير،،
وكما بدأنا عجالتنا بأن الخنزير محرم بالنص في شريعتنا الإسلامية وفي الشريعة اليهودية والمسيحية ، نختم بإيراد بعض هذه النصوص ،،،،
ورد تحريم الخنزير في الشريعة الإسلامية علي سبيل القطع مطلقا غير مقيد ، فجاء النص المقدس في القرآن الكريم في عدّة مواضع في :
سورة البقرة و سورة المائدة وسورة النحل وسورة الأنعام ،
قال تعالي :
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . البقرة 173
وقال تعالي :
{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . المائدة 3
وقال تعالي : { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . النحل 115 وقال تعالي : { قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . الأنعام 145
وإذن ،، فقد جاءت الآيات القرآنية واضحة قاطعة بتحريم لحم الخنزير ، ولم يبح الله تعالي أكله إلا لمَن ألجأته ضرورة الخوف من الموت ، وهو غير ظالم , ولا متجاوزٍ حدَّ الضرورة , فإن الله سبحانه غفور له , رحيم به .
حكى الإمامان النوويّ وابن قدامة رحمهما الله إجماع المسلمين على تحريم تناول أي جزء من الخنزير، وقال ابن حزم : أجمَعَت أقوال العلماء على حرمته ، فلا يَحلّ أكلُ شيء منه ، سواءٌ في ذلك لحمُه أوشحمُه أو عصبُه أو غضروفُه أو حُشْوَتُه أو مخُّه أو أطرافُه أو غيرُ ذلك منه. وفي السنة النبوية المطهرة جاء تحريم الخنزير ،، روي أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : { إن الله حرم الخمر وثمنها ، وحرم الميتة وثمنها ، وحرم الخنزير وثمنه } , وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: { مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ } . رواه مسلم (النَّرْدَشير: الزهر) .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : فإذا كان هذا التنفير لمجرد اللمس فكيف التهديد والوعيد من أكله والتغذي به ؟
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنه } . رواه أبو داود
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ ، وَهُوَ بِمَكَّةَ : { إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأصْنَامِ} . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ, فَإِنَّهَا يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ, وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ, وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ. فَقَالَ: { لا ، هُوَ حَرَامٌ. } . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ : { قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ } .
رواه البخاري ومسلم
وقال الفخر الرازي رحمه الله : أجمعت الأمة الإسلامية على أن الخنزير بجميع أجزائه محرم ، وإنما ذكر الله تعالى اللحم لأن معظم الانتفاع يتعلق به .
وقال ابن حزم الظاهري رحمه الله في المحلى : لا يحل أكل شيء من الخنزير لا لحمه ولا شحمه ولا جلده ولا عصبه ولا غضروفه ولا حشوته ولا مخه ولا عظمه ولا رأسه ولا أطرافه ولا لبنه ولا شعره، الذكر والأنثى، والصغير والكبير سواء. ولا يحل الانتفاع بشعره لا في خرز ولا غيره . ثم قال : فالخنزير بعينه رجس وهو كله رجس. وبعض الرجس رجس حرام يجب اجتنابه
ونقل الإمام السيوطي رحمه الله حكم من أكل لحم خنزير،،، فقال : أخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة ، قال : إذا أكل لحم الخنزير عرضت عليه التوبة ، فإن تاب ، وإلا قتل .
وقد ورد تحريم الخنزير في اليهودية والمسيحية في العهد القديم والعهد الجديد مما جاء في الكتاب المقدس ،، في سفر اللاويين وسفر اشعياء وسفر التثنية وأيضا في إنجيل متي وإنجيل لوقا وإنجيل مرقص ورسالة بطرس الثانية .
فالعهد القديم ينص صراحة على تحريم لحم الخنزير،،،، بل وتحريم لمسه :
[ لا تأكل رجسا ما؛ هذه البهائم التي تأكلونها ... والخنزير لأنه يشق الظلف، لكنه لا يجتر، فهو نجس لكم، فمن لحمها لا تأكلوا، وجثثها لا تلمسوا ] .
التثنية 14: 3- 8
[ والخنزير.لأنه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجترّ.فهو نجس لكم. من لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا.إنها نجسة لكم ] . لاويين 11 : 7 – 8
ويذكر في ذلك أن قانونا اسرائيليا ( يهوديا ) صدر في 13 يوليو سنة 1963 م يحرم تربية الخنازير في المستوطنات اليهودية في فلسطين المحتلة ، إذ يُحرم أكلها وفق الشريعة اليهودية .
وفي العهد الجديد جاء :
[وعندما جاء رجل ملبوساً بالشياطين يطلب من يسوع أن يخرج منه الشياطين ، فإن الشياطين خرجت من جسد الرجل ودخلت فى أجساد الخنازير : [ فسأله يسوع قائلا ما اسمك.فقال لجئون.لان شياطين كثيرة دخلت فيه. وطلب اليه ان لا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية. وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل.فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها.فأذن لهم. فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحيرة واختنق ] . لوقا 8 : 30 – 33
[ وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. فطلب إليه كل الشياطين قائلين أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها. فأذن لهم يسوع للوقت.فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير ] . مرقص 5 : 11 – 13
وهكذا ،، وجدنا الخنزير في التاريخ ، وفي الأدب ، وفي التراث ، وفي الطب ، وفوق كل هذا وذاك في الشرع والدين ، وجدناه حيوانا لعينا ، ملعونا ، مستقذرا ، ضارا ، محرما في كل الملل والشرائع ، مما يجعلنا نكرر بإلحاح سؤالنا الآنف ،،،، ( لماذا إذن يربي هذا الحيوان المحرّم في مصر ؟؟؟؟؟!!!!! ) . ألا فبعدا له عن مصر، أرض الكنانة المحروسة ،
وبعدا له عن أرض المسلمين في كل مكان ، وإلي أبد الآبدين ، وسلام الله علي المؤمنين المتقين ، ويحسن في كل آخر الحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سلام