قصيدة (عرس الطبيعة) للمرحوم الشاعر/ محمد عبد المنعم الغرباوى

(عرس الطبيعة)

هذى الطبيعة كلها أنغام
فإلام تنهب نفسك الآلام ؟
هشت (لآذار) الربي ، وتبرجت
فزهت بسحر جمالها الأيام
ياللطبيعة قد أقامت عرسها
فانظر إلى الأعراس كيف تقام
من كل ناحية جمال يجتلي
وبكل أيك محفل ، ومدام
غنت به الأطيار ألحان الهوى
في مهرجان زانه الإلهام
الورق فيه حوامل أعوادها
تشدو فتخفق حولها الأعلام
والجدول الثرثار قد أصغى لها
سكران ! ترقص فوقه الانسام
والروض بسام ..تضاحك زهره
فسبى البلابل زهره البسام
ومن الورود عرائس مجلوه
بيض ،على سرر الغصون نيام
مس النسيم خدودها فاستيقظت
خجلي ترف بوجنتيها الجام
الفجر عانقها فبل قميصها
دمع الندى ،وتفتحت أكمام
وعلى المروج الخضر حله سندس
الله وشاء لها رسام
ترعى بها الأنعام في نعمى ، ومن
فضل الربيع الجود والإنعام
******
وعلى الغدير من السواقي رنه
تبكى لمصلوب (1) عليه سلام
يقضى الليالي في تبتل ضارع
أفضى به شوق ، ولج هيام
عريان ،معروق الأشاجع ،مطرق
في الحقل يكنفه أسى ظلام !
****
وعلى البيادر فرحه البشرى بأعـ
ياد وأسمار بهن تقام
فالقمح آذن بالحصاد ، ونكست
منه رماح شرع وسهام !
ذكر الصبي أيام ترقصه الصبا
فيميس عطف ، أو يلين قوام
تهفو حواليه فراشات الضحى
وتدف فيه قنابر ، ويمام
فازور للذكرى واطرق خاشعا
وعليه لاحت كبرة وسقام!
واصفر من وجل المناجل حيثما
قد أعجب الزراع منه حطام
يتنظرون به ربيع حصادهم
فلهم صلاه حوله وقيام
***
هذى هي الدنيا ..وكل نعيمها
وهم ..وكل جمالها أحلام
فاغنم جمال العيش وانهل صفوه
فغدا سيدرك ناهليه فطام
وارضع أفاويق الطبيعة واضطجع
فبحضن أمك راحة وسلام
وغدا سهدأ في ضلوعك نارها
وترى عصى جراحها يلتام
********************