ساقية الحلم القديم

رايتها
امامى وانا لا اصدق انها هى ...ابعد كل هذه السنوات..تأتى لتوقظ الماضى
كله..تغيرت كثيرا لم تعد ملامحها نفس الملامح القديمه التى كنت اسبح فيها
دون خوف..رأيت فى يدها عربه صغيره..يرقد بداخلها رضيع..بينما يجرى فى أثرها
اخر...أهذه رفيقه الساقيه التى حملت لها يوما اسمى معانى الحب ولم اجد
عندها ما يسد الرمق..أهذه(صفاء) التى امسكت بكفى-كان ذلك منذ عشر
سنوات-وابتسمت لتعلن عن حب لاينتهى...(ليتنى كنت حبه رمل تساعد فى بناء
مجدك)...(انت مجدى الذى اريده ..لااعرف لما لاتصدقبن انى اريدك
انت)....(انا متأكده من صدقك...لكن خائفه)..(منى )
(بل عليك..صدقنى اخاف عليك اكثر من خوفى على اى شئ اخر....) وذابت كما يذوب قرص الشمس
عند الغروب ولازالت ابتسامتها تعانق وجهى...
قبل ان ترحل قلت لها (اين القاك بعد ذلك) قالت(انافى كل شئ حولك..فى شجرة
خضراء..فى قطرات الندى..فى قصائدك..عند ساقيه الحلم القديم سوف ترانى وسوف
انتظرك..وعلى وجهى ابتسامه ضفائرى متدليه على كتفى ويداى ممدودتان كى تاخذا
بيديك ونذهب سويا الى زمن الحلم الضائع
سوف ترانى فى ابتسامه طفل...فى دموع مولود جديد....
( أهذه (صفاء) التى رحلت وتركتنى عند الساقيه وحدى ابثها احزانى...
نظرت فى عينيها التى غاب بريقها والى شعرها الحنائى الذى ظهرت عليه بوادر الزمن المتهالك..حقا
لقد قاست طويلا بعدى...هى اختارت لم يجبرها احد..تركتنى على اول الطريق
وانا احوج ما اكون ليد تدير معى الساقيه...التقت العيون..دون ان
تتذكرنى..تاخر طفلها قليلا..نادت عليه(.......) لقد صدقت فى وعدها...يوم
رحيلها اقسمت ان اول مولود لها يحمل اسمى..وناشدتنى ان افعل..
دخلت الى المبنى الذى تسكنه..رايتها تنظر خلفها حيث اقف..لتلتقى العيون من جديد وتبتسم هى
ابتسامه جعلتنى اتذكر اخر كلماتها لى ..قبل الرحيل..حين..ضمت يدى واحتوتها
بين كفيها..وكتمت دمعه ارادت الانحدار على خدى وخدها..وخرج صوتها واهنا وهى
تقول(شاعرى الحزين...ابتسامتى
منك..وعزائى فيك...وشقائى انت..وسر عذابى من نفسى....من...الماضى)
(قصه قصيره للشاعر عزيزموسى)