(أهكذا الحق قد ضاعت معالمه)للشاعر / محمد عبد المنعم الغرباوى

قصيدة للمرحوم الشاعر/محمد عبد المنعم الغرباوى
بعنوان : {أهكذا الحق قد ضاعت معالمه}
وذلك بعد أحداث سبتمبر 2001
-----
قالوا إلى السلم نسعى قلت ويحكموا..عدوكم ماله في سلمكم أرب
وكيف يرجى لسلم من دويلته.. قوامهاالبغي والعدوان والحرب
بلا حدود أقاموها وقيل متى.. من الفرات وماء النيل نقترب
... فصار هذا شعارا منذ أن ولدت..تسعى لتحقيقه دوما وترتقب
وقيل عن أمها يوما بأن حملت.. بها سفاحا وجاءتنا بها تثب
قالت لها ياابنتى ماشئت فاغتصبي.. من الأراضي التي بك أهلها نكبوا
ولا تبالي أذى من أي معترض..إني لك الأم والفيتو عليك أب
فكيف تسلب أوطان وتغتصب.. أرضا وعرضا ويلقى العون مغتصب
ويقبل الضيم بادينا وحاضرنا..ونحن كنا أباة الضيم يا عرب
جاءوا فلسطين جرذانا مشردة..فاستذأبوا وعلى أرض الهدى وثبوا
وشردوا أهلها من كل ناحية..من كل لاج عراه الهم والوصب
يقيم في خيمة لاشيء يستره.. وداره حاطها الزيتون والعنب
فى دير ياسين لاقوا شر مذبحة. .لم ينطفئ بعد من رمضائها لهب
وكم بصبرا وشاتيلا وغيرهما..من المذابح ما تهمى له السحب
وكم شيوخ وأطفال غدوا حطبا.للنار يلقى بها ذيالك الحطب
وكم فتى كان فى استشهاده بطلا.وكم فتاة قبيل الذبح تغتصب
وكم بيوت على أصحابها هدمت. وكم زروع عليها قد أتى اللهب
ودنسوا المسجد الأقصى بما ارتكبوا. من كل ما تنكر الأديان والكتب
فكيف يرجى لسلم من يصافحني. .وكفه بدم الأطفال تختضب
وكيف إن أبرموا عهدا نصدقهم.. وكل عهد لهم بين الورى كذب
لم يعبأوا بقرارات ولا أمم.. وقد أدانتهم الدنيا بما ارتكبوا
وإن عجبتم لحق ضاع ممتهنا.في مجلس الأمن فالفيتو هو العجب
ويلي على عالم ما بات يحكمه..إلا الهوى وشرور فيه ترتكب
دم على الأرض مهراق بلا سبب. يا قاتلي دون ذنب ماهو السبب
أطينتي من تراب ما له ثمن؟. وأنت طينتك الياقوت والذهب!!
أنا أخ لك..جئنا الكون نعمره. فهل بقتلى سيبنى بيتنا الخرب
قابيل ماذا جني هابيل من قدم؟. أذنبه أنه للشر مجتنب !!!
الأرض صارت بما قد سال من دمه.ميدان حرب به الأقوى له الغلب
وجاء سفاحها شارون مندفعا.. لا يرتوي من دم كالسيل ينسكب
وخلفه من أمركا أيما سند.. بما تقدم من عون وما تهب
وفى جنين أتى مالا يصدقه.. عقل وقلب الورى من هوله يجب
صارت ركاما وأشلاء ممزقة.. وعاث فيها فسادا جيشه اللجب
فظائع لم تر الدنيا لها مثلا.. ولا روت مثلها الإنباء والكتب
لها السموات من هول قد انفطرت..والأرض قد زلزلت واجتاحها الغضب
وليس من أمة في الأرض قادرة..تقول للغول رأس أنت أم ذنب؟
اهكذا الحق قد ضاعت معالمه.والصدق بين الورى أضحى كما الكذب
وراحمتا لبنى الإنسان في زمن..ضاع الأمان به واغتاله الشغب
فهل إلى وقفة للحق غاضبة. تميد أقدامهم منها وتضطرب
وهم من الموت إن فروا بأنفسهم.فنحن للموت سباقون نحتسب
وقد وعدنا بأن الله ناصرنا. .إذا نصرناه أو كنا كما يجب
وقد رمى العنف أمريكا بصاعقة.من هولها طار برج العقل والعصب
تقول من شيعتى من جاء يتبعني. ومن تولى فللإرهاب ينتسب
ولى مع العنف والإرهاب معركة. لاتنتهى قط مهما طالت الحقب
أهدافها سحق من لم يرض هيمنتي.وكل مقصودها الإسلام والعرب
هذى سياسة أمريكا ومنطقها. وما لها عنهما في الدهر منقلب
فوحدوا أمركم ياقوم واتحدوا.فالقدس في القيد تدعوكم وتنتحب
وان ظللتم على خلف وتفرقة.سلاحكم فى الجهاد الشجب والخطب
فما بهذاقضيتم حق أمتكم..وقل سلام عليكم أيها
العرب

- - - -