افتراءات المستشرقين على الرسول

يحاول بعض العلماء والدعاة التصدي للحملة الشرسة التي يشكك من خلالها
أعداء الإسلام في الدين الحنيف والقرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه.. وفي شخص الرسول محمد صلي الله عليه وسلم.

يدعي المستشرقون والملحدون ان محمداً كان أمياً.. فأي فضيلة في هذه الأمية؟

ويسألون أيضاً كيف تقولون ان محمداً أشجع الشجعان مع انه خرج متخفياً
في الهجرة بينما خرج عمر بن الخطاب علانية.. ألم يكن الأجدر بمحمد أن يفعل
مثل عمر؟!

يرد الداعية الإسلامي الشيخ محمد ياسين علي هؤلاء المشككين قائلاً:

نحن لا نفضل الأمية ولا نفتخر بها. إذن لتخلفت أمتنا عن ركب التقدم
والحضارة كما حدث اليوم في كثير من البلدان الإسلامية ولكن أمية الرسول
صلي الله عليه وسلم كانت ميزة لان الذي علمه هو الله ولم يعلمه أحد من
البشر. فكل متعلم له معلم. فالذي حصل علي الدكتوراه في أي مجال من مجالات
العلم ولو في الذرة فإن معلمه بشر يصيب ويخطئ أما رسول الله صلي الله عليه
وسلم فقد علمه الله سبحانه وتعالي "حتي لا يتفاخر أحد بأميته ويقول أنا
أمي مثل الرسول" ونعلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يفك الأسير
المشرك مقابل تعليمه القراءة والكتابة لعشرة من المسلمين ولو علمه القراءة
والكتابة أحد من البشر لقالوا انه هو الذي علمه القرآن فقد قالوها وهو
أمي.. فكيف لو تعلم من غيره؟!

أما الشجاعة التي يتحدثون عنها فإن الرسول كان قدوة لكل الأمة
أقويائها وضعفائها فقد خرج علانية علي الشباب الواقفين ببابه وهم مدججون
بالسلاح ليقتلوه.. غير خائف منهم بل كان متوكلاً علي الله سبحانه وتعالي.
ولم يكتف بذلك بل حثا علي رءوسهم التراب وقرأ عليهم "وجعلنا من بين أيديهم
سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لايبصرون" ""يس:9" فكان في خروجه هذا
أقوي وأشجع من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أما خروجه من عند أبي بكر رضي
الله عنه فكان خفية. ولهذا يكون الله عز وجل قد جمع له بين الأمرين.. خروج
الأقوياء وخروج الضعفاء ليكون قدوة لكلا النوعين من المسلمين. وفي خروجه
متخفياً فوائد أخري غير قدوته للضعفاء. فقد علم الأمة التخطيط الدقيق.
والأخذ بالأسباب مع التوكل علي الله سبحانه وتعالي. حين قال لأبي بكر :
"يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟" "صحيح مسلم" فالمطلوب من العبد
أن يبذل كل ما في وسعه من الأسباب التي مكنه الله منها. ولكن لايتوكل
عليها. بل يتوكل علي الله جل وعلا لأنه هو الذي يكلل سعيه بالنجاح "إلا
تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ
يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا" "التوبة:40" ولو خرج الرسول صلي الله
عليه وسلم للهجرة بغير تدبير ولاتخطيط لما كان قدوة لأمته في التدبير
والتخطيط وإعمال العقل والأخذ بالأسباب ولقالوا لقد خرج بحفظ الله له لأنه
نبي. وأني لنا بذلك؟ وليس معني هذا أن الأسباب التي اتخذها هي التي نجته
أو أن الله لم يحفظه ولكنه فعل أقصي ما في وسعه. فقد وصل المشركون الي
المكان الذي أختبأ فيه في غار ثور ولولا الله سبحانه وتعالي ما نجا. وهناك
دروس أخري كثيرة من الهجرة المباركة يرجع اليها في كتب السيرة.

لك جزيل الشكر

الكلام ده لا يؤثر فى الاسلام و المسلمين