السلفيون والإخوان وجغرافيا النفوذ

حمدى البابلى
السلفيون والإخوان وجغرافيا النفوذ
لم يعد خافياً على أحد فى مصر الآن ذلك السباق المحموم بين الإخوان والسلفيون على زعامة المنابر فى دور العبادة،إنتشرت فى القرى الآن الجماعات المنظمة التى تدعو فى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، هذا ماهو واضح للعيان الآن ظاهرياً ، فما من مسجد كبير أو زاوية صغيرة إلا وتراهم الآن لأيام محدودة ثم ينتقلون إلى قرية أخرى ،ويمكن للمواطن العادى التمييز بينهما عن طريق الزى وإعتناق العقائد التى توضح بصورة جلية إلى أى الفريقين ينتمى هذا الداعية عندما يخطب فى الناس داعياً إلى الله ،ومن المعروف أن السلفيون كانوا تحت مظلة الحماية الأمنية إبان العهد السابق ، بل كانوا مرشدين لهم عن أى تنظيم دينى يخالف عقيدتهم ومنهجهم الدعوى،ومن هنا يأتى خوف السلفيون من تقلص المساحة الجغرافية لهم التى كانوا يهيمنون عليها بدعم من الجهات الأمنية،وقد جاءت ثورة 25يناير بمثابة طوق النجاة للأخوان المسلمين بعد عقود من الظلم والإضطهاد والتشريد والنفى والإعتقال ، بل كان نشاطهم محظوراً ويجرمه القانون ،الإخوان المسلمون تنظيم دينى منظم وقوى يمتلك كل اسباب النجاح والاستمرار بفضل قواعده وكوادره ومقراته المنتشرة فى داخل البلاد وخارجها ، لذلك كانت تخشاهم الدولة لدرجة الرعب ، وضح ذلك بعد إنتحابات العام 2005التى حصد فيها الإخوان 88مقعداً من مقاعد مجلس الشعب فى الجولة الأولى فقط ، لهذا تضافرت جهود الدولة كلها للحيلولة دون نجاح أحد منهم فى باقى الجولات ، وقد حدث ولم ينجح أحد ، وأصبح للاخوان كتلة برلمانية مؤثرة فى الرأى العام داخل مصر بصوتهم العالى وحجتهم القوية فى محاربة الفساد وفضح اعوانه ، لكنهم كانوا يحاربون الهواء فى دولة صمت آذانها عن كل رأى معارض وكل ناصح أمين ،ولم يكن نجاح الإخوان فى فرض وجودهم القوى لاول مرة فى البرلمان حباً من رجل الشارع فيهم بقدر ماكان كرهاً فى النظام القائم ومن يمثلونه بعد عقود من الفشل والتزوير والفقر والمرض ، ولم يكن خروج الناس إلى صناديق الإقتراع فى إنتخابات الرئاسة لذات العام إلا نكاية فى الرئيس نفسه ، وقد أوضحت النتائج الأولية للفرز الفوز الساحق للنائب أيمن نور ، الأمر الذى كان بمثابة الصدمة للرئيس وأعوانه من جوقة الفساد الحاكمة فكان ماكان من تلفيق التهم بالتزوير للنائب الذى تجرأ ووقف أمام الرئيس المخلوع منافساً لاول مرة ، كاشفاً حجمه الحقيقى فى عيون الناس ، أقول هذا موضحاً المناخ العام الذى كانت فيه البلاد تحت الحكم الإستبدادى ومعاناة كل التيارات السياسية منه وليس الأخوان فقط ،وأصبح الباب الآن على مصراعية مفتوحاً أمام كل التيارات السياسية ، بل إزداد الأمر إلى ابعد من ذلك بإقحام التيارات الدينية فى السباق الرهيب والمحموم على السلطة ،لذلك فالكل يسعى لزيادة مساحة نفوذه على حستاب الآخر وتناسوا جميعاً وهم فى حلبة السباق وطنهم مصر ، فلو كانت عزيزة عليهم مافعلوا بها ذلك ، فهم يضرمون النار فى كل شبر فيها بعصبيتهم الممقوتة ، وكل فئة بحسابات العقل لاتتعدى نسبتها من بين جموع الشعب كافة العشرة فى المائة ، لذلك فجميعهم نظرتهم ضيقة وأفقهم تالسياسيى محدود ،وسينتهى بكل فريق إلى التحزب والتشيع والجمود والانغلاق والعزلة والتهميش ، ولو أنهم بقدر من الحصافة والكياسة لنظموا جهودهم جميعاً تحت إئتلاف واحد وفكر واحد وراية واحدة ، تكون الإئتلاف الوطنى الأول الذى يمثل القوة والنفوذ فى صنع القرار لمصلحة الوطن ، وأصبح الآن واضحاً للعيان من شارك المجلس الانتقالى فى صفقة او وعود فى مقابل نصيب من رقعة النفوذ ، فالأخوان الذين ظهروا فى الميدان وقت اندلاع شرارة الثورة ، هم الآن الذين إختفوا من المشهد العام فى الجمعة الماضية،والتاريخ يعيد نفسه بصورة واضحة وجلية ، فقد إعتنق نفس الفكر بعض أعضاء مكتب الأرشاد إبان حكم الرئيس جمال عبد الناصر بتأيده ومناصرته إلى أن وقع حادث المنشية وإنقلب عبد الناصر بعدها عليهم ،ولهذا فهم لايريدون أن يلدغوا من نفس الجحر مرتين ، ولهذا كان تأيدهم العلنى فى الأستفتاء على التعديلات الدستورية ، لانهم وكما قلت يمتلكون التنطيم القوى الذى يؤهلهم لكسب أى إنتخابات قادمة وبالتالى فهم الذين سيصنعوا الدستور الذى يريدون تحت قبة مجلس الشعب ، ولهذا ايضاً إنتابت الأقباط المخاوف وأصابهم الذعر من تولى الأسلاميون الحكم وصنع القرارات التى ستقلص حجمهم وتسد عليهم منافذ الرأى على إعتبار أنهم رعايا لا مواطنون بحكم كونهم أقلية ، وكان لهذا الموقف بالذات رأى وطنى مخلص أيام الأحتلال الانجليزى ومطالبة الشعب بوضع دستور جديد للبلاد ، وكانت لجنة دستور 1922 من بينها قانونى قبطى طالب بزيادة تمثيل الاقباط بالمجلس الجديد ، وهنا انبرى عبد العزيز فهمى باشا ليدافع عن الاقباط لكونهم مصريون وليس اقلية رافضاً نسبة زيادة تمثيلهم بالمجلس لانهم مصريون وليس مسيحيون لهم كافة الحقوق وعليهم كافى الواجبات ،وأنهم بهذا المطلب يفتحون الباب لأنقسام الشعب بنسب التمثيل ،ويعطى الفرصة للأحتلال الاجنبى أن ينفخ فى نار الفتنة بتحرسض كل طرف على الآخر ، وهو مايحدث الآن ،قالمتربصين بمصر على الحدود منها ويزكون نار الفتنة بين ابناء الشعب الواحد لإجهاض الثورة وفشلها ، وستكشف الايام القادمة كل متآمر وعميل وحائن لهذه الثورة عندما ستتب لها الامر وتدعم اركان بقائها بالقضاء على كل جيوب العهد البائد،وصفق له الاقباط كثيراً لهذا الموقف الذى نفى عنهم كونهم أقلية تسعى لزيادة النفوذ ، ايها المصريون جميعاً مصر بحاجة الى جهودكم فلا تبددوا طاقاتكم فى لغو فارغ لن يزيدنا إلا فرقة وضياعاً ، وحدوا جهودكم من أجل وطنكم فمصر للجميع.
بواسطة: حمدى البابلى

الأخ الفاضل الاستاذ / احمد عبد الرازق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعيد بك وبمناقشتك الهادئة التى تنم عن إتزان المشاعر والحيادية ، والاختلاف فى الرأى ظاهرة صحية لا مرضية إذا كانت بعيدة عن التجريح والإسفاف ، وإسمح لى أن أوضح وجهة نظرى لتوضيح ماغمض فى هذا المقال عنكم ، أنا لا أنتمى لأى تيار دينى أو فصيل سياسى هذا اولاً ، ثانياً لقد قرأتم المقال وحكمتم عليه من سطوره الأولى فقط ، وتحديداً حين إتهمت السلفيين بالعمالة للنظام البائد ، فلم تكن على الساحة غيرهم بعد حظر نشاط جماعة الإخوان ، فمسموح لهم بالظهور إعلامياً على تليفزيون الدولة لبث تعليمات وافكار بعينها يمليها عليهم جهاز امن الدولة ، هذا بخلاف منهجة الخطب المنبرية للمساجد الأهلية التى يرعاها السلفيون والمساجد الحكومية التى تتبع الدولة ، وكان هذا بما يسمى توحيد الخطاب الدينى ليسبح بحمد الوالى والجوقة الحاكمة ، وكنا نرتاد المساجد ونصاب بالملل والأحباط من أى إصلاح طالما أن المساجد مكلفة فقط لتبنى وجهة نظر النظام ، لا أنكر أن من كان يخالف تلك التعاليم كان يزج به فى غياهب السجون من كلا الطرفين ، ولكن كيف تحارب الفكر بالفكر ؟؟ هذا هو السؤال ؟؟، لقد كتبت فى مدونتى على مكتوب فى عام 2009مقالاً بعنوان ( بعد صلاة الجمعة نظرة نحو تغيير الخطاب الدينى) لهذا الخصوص، كلنا كان يأمل بصلاح الأحوال ، ولكن كيف تنصلح الاحوال ؟؟؟ كان لابد وأن ينصرف الدعاة كافة نحو الفرد المسلم بتعليمه ابسط الأصول العقائدية والفقهية أولاً ، فكيف تنادى بالتقوى والأيمان والقلوب خاوية ولاتعطر فهمها وترطب لسانها بذكر الله ، كنت اسمى ذلك بدق الخوازيق فى الأرض عندما تريد بناء صرح شامخ ، كما يسميه علماء الهندسة المدنية ، فكل مسلم يحتاج إلى أن يتفقه فى دينه أولاً ليعرف كيف يتوضأ وما هى عدد ركعات النوافل قبل وبعد الفروض وهكذا ، ليصلى على اساس سليم ، وصدقنى أن الهداية من الله وكل شباب الأسلام يريد هذه الخطوة الأولى وبعدها سيغيير من نفسه تلقائياً ويبحث ويقرأ ليعلم عن دينه الكثير والكثير ،وهل كانت الدولة أو المؤسسة الدينية هزيلة أو فقيرة لتقيم قناة تليفزيونية متخصصة تشرح مانوهت عنه سابقاً إذا كانت تريد للاسلام والمسلمين الخير؟؟ وهذا ماغفلت عنه المؤسسة الدينية متمثلة فى الازهر الشريف والتيارات الاخرى التى تدعو الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ،ويحزننى أن ينصرف الكل فى نفس الطريق مرة اخرى جرياً وراء الزعامة والريادة والظهور فى بؤرة الاعلام خطباء مفوهون ، لماذا لا ينتمى الجميع تحت إئتلاف واحد وراية واحدة من اجل الوطن ،حتى يتفرغ الجميع لرعاية مصالحه وتحقيق اهدافه ، هل عندما يظهر الاخوان فى بداية الثورة ويحظون بتكثيف اعلامى وظهور على الناس دون قيد او شرط بعدج حظر دام طويلاً ،أن يتغيبوا الآن عن الساحة لمجرد ان الثورة تريد تحقيق اهدافها التى تأخرت حتى الآن ، ألا يدعو هذا إلى التساؤل لماذا غابوا وماهى الصفقة من وراء ذلك وهم الذين أيدوا التعديلات الدستورية ويعلمون أنهم سيحظون بتمثيل مشرف فى البرلمان القادم وبالتالى تشكيل مواد الدستور بما يتوافق مع رغبة فئة دون بقية الفئات ، ألن يكون هذا هو بداية الشجار والخلاف وبالتالى شق صفوف الأمة إلى غاية لا يعلمها إلا الله ، لهذا مازلت عند رأيى بأن يتوحد الجميع تحت راية واحدة من أجل الوطن .
أما ماقصصت عنه من عدم حصولك على عمل لدواعى أمنية ، فأقول لك ياعزيزى لست وحدك من أصابه هذا الأذى ، لقد كنت أرتاد مسجداً للسلفية فى قريتى ، وكنت مواظباً على دروس الفقه بعد صلاة الفجر وحتى السابعة صباحاً، وكنت أعلم أن أسمائنا مسجلة عند زبانية السلطان ، وقد حرمت الترقية وعانيت من المضايقات حتى مطلع ثورة 25يناير ، وكان تليفونى مراقباً ، على الرغم من كونى لست من اصحاب اللحى أو ممن يقصرون الجلباب ، وقد صليت فى المنصورة بلدكم العامر خلف الشيخ محمدحسان بمسجد التوحيد ، وتكلمت مع بعض من يعرفونه عن قرب من بلدته دموه ،ومازلت معجباً بهذا الداعية الفذ ،ارجو ان تكون قد فهمت ما اقصد أخى احمد ، فلا اريد لمصر أن تكون السودان أو العراق أو الصومال بتقسيمها الى كنتونات صغيرة تتحزب وتتشيع تحت عباءة الدين ، فالدين لله والوطن للجميع ، حمى الله مصر من كل سوء والهمنا حسن الصواب والتقدير.
واشكر لك تعليقك الذى اسعدنى بحق وعلى تواصل بإذن الله تعالى.

الاستاذ الفاضل /عبد الرحمن الشاعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت لك النقد الموضوعى لموضوعات فنية هنا ، حقق منها الإفادة جمهور عريض من رواد المنتدى وأنا منهم ، وما عهدتك عصبى المزاج فيها تميل كل الميل لهذا أو ذاك ،وحقيقة قد أصابنى تعليقك بالدهشة والحزن ، حين تتهمنى( بعدم الحيادية والموضوعية وبأن نظرتى عدائية تنم عن كرهى الشديد للتيار الأسلامى فى البلاد)، وأننى (رميت التهم بالكيل لا بالعدد ) ، ثم باغتنى بالسؤال ( لماذا تغالط نفسك؟؟) .
سامحك الله يا أخى ، أقولها بحرقة المظلوم الذى إتهمته زوراً وعدواناً، فما دمت أنا كاره للاسلام بهذه الصورة التى نعتنى إياها ، فربما أنا أدين باليهودية وأنت لاتدرى !!!! لاننى انتقدت فى مقالى السلفيون والاخوان والمسيحيون ، فماذا تبقى بعد الديانتين غير اليهودية ، سامحك الله يا أخى ، انت لم تقرأ مقالى جيداً ، ولم تفهم الفكرة التى بنيت عليها أفكارى ، لأنك لو أحسنت القراءة مابدرت منك هذه الهفوة مطلقاً ، هل شققت أنت عن قلبى ؟؟؟، هل تعلم أنت نيتى ؟؟؟، يبدو أنك كنت تعلم مافى قلبى وما يكنه صدرى ، بل لماذا تغالط نفسك أنت ؟؟؟ ، أنا أعلم تمام العلم ماتعرض له كلا الفريقين من سجن واعتقال واضطهاد ووضحت ذلك فى مقالى ، وأحكى عن تجربة لا تخمين ، أنت قلت أن من بين شيوخ السلفية من يحسن القول فى الوضوء والنفاس ،وماذا بعد القول وغالب شباب المسلمين لا يحسن الوضوء ، إذهب إلى أى مسجد لتشاهد بكلتا عينيك ، هل تفرغ الفريقين لعودة الكتاتيب إلى القرى مرة أخرى كما تربى وتعلم أسلافهم؟؟؟، هل بسطوا الخطاب الدينى ليفهمه العامة بدلاً من الأسراف فى القول عن الترهيب والترغيب ؟؟؟، ماذا فعل الفريقين معاً لتربية جيل يدين بالاسلام الحق؟؟؟ ، تفرغوا فقط للسياسة والخوض فى غمارها وهم يعلمون انها لاخلاق لها ولادين ، هل حينما أنقل ظاهرة شاهدتها بعينى أكون قد تجاوزت الحد والادب ومتهماً بالعداء للاسلام وكرهى له ؟؟؟ماهذا التعصب الأعمى الفج والممقوت ، كيف ترمى الناس بالتهم بهذه السهولة ، وأنت قد قرأت وثائق أمن الدولة التى نشرت على الانترنيت الذى تهاجمنى الآن من خلاله بوجود أسماء لعملاء فى كل مؤسسة وكيان بمصر ، إذا كنت لم تقرأ فأبحث عنها لتتأكد بنفسك مما قلت ، وهل إغلاق قنوات دينية بعينها أزعجك كل هذا الإزعاج وهى التى كانت تمطرنا بسيل من الفتاوى كل يوم أصابنا بالبلبلة وشككنا فيما كنا نعتقد ، نعم هناك قنوات معتدلة تستقى معلوماتها من الكتاب والسنة ولها نسبة عالية من المشاهدة ، وأنت تعلم ماهو الاعلام المفتوح وكيف يتم تمويله من الخارج لبعض القنوات الخاصة المشبوهة ،إقرأ المقال جيداً لتعلم أننى أبغى صالح الوطن ككل ، لا أنحاز إلى فئة بعينها ولا أكره فئة دون سواها ،لأننى قلت ليتحد الجميع من أجل الوطن فمصر للجميع ، هل هذه الجملة فيها شىء من التحيز أو الغموض ؟؟؟ هل التكالب المحموم على إعتلاء المنابر من كلا الطرفين وزيادة الرقعة جغرافياً لمصلحة فريق على حساب الآخر فيه مصلحة للوطن ؟؟؟إذا كان كذلك فلا نلوم الأقباط حين يطالبون ببناء الكنائس وزيادة رقعتهم الجغرافية كذلك ، هل هذا فيه كره للمسيحية أيضاً ؟؟؟ قلت فى مقالى منوهاً عن الخطبة العصماء التى قالها الفقيه الدستورى عبد العزيز باشا فهمى فى لجنة صياغة الدستور الجديد مفنداً مزاعم المسيحيون بزيادة التمثيل النيابى لهم تحت قبة المجلس والتى إنتزع فيها إعجاب المسيحيون وتصفيقهم الحاد ، هذا ماقصدته بالضبط يا أستاذ عبد الرحمن ، وارجع الى مذكرات الشيخ القرضاوى لتقرأ متن الخطبة فى الجزء السادس من مذكراته ، بقى أن تعلم أننى مسلم سنى ، أعبد الله حق عبادته ، أجتهد للحصول على معلوماتى الدينية ذاتياً من فقه السنة للجليل وطيب الذكر المرحوم الشيخ السيد سابق ، ومن قرية خرجت لمصر علماء مخلصون لله والوطن وقد تعلمنا من حصاد فكرهم وعلمهم أمثال العلامة البهى الخولى والشيخ عبد الوهاب النجار ،وقد تلقى الدكتور القرضاوى علمه على يدى العلامة البهى الخولى ، فهل مازلت ترى أخى الفاضل أننى كاره للاسلام واهله ...سامحك الله على قدر ما أسأت الظن بالناس ، وسامحنى الله إذا كنت قد أسأت الظن بك.

الاستاذ الفاضل/حمدي البابلي
احييك اولا علي ادراكك السياسي بالمخططات التقسيميه ووضع الفرقه بين صفوف الامه من الخارج هذا اولا
ثانيا وتعليقا علي ما اسردته لنا من رأي ومواقف اقول لك
حينما تقول وتتمنى بتوحيد صف الامه فهذا والله عين الصواب ولا يوجد عاقل يتفوه بغير هذا الكلام
ولكنك حينما تقول انك كنت ترتاد مسجدا للسلفيه وتعلم بان الاسماء عند امن الدوله وما تلاها من مضايقات لك وانت من لا تنتمي لاي تيار وعندما تقول بانك معجب بالشيخ محمد حسان وتقول ايضا في ردك ان السلفيون في قنواتهم كانوا يتفوهون بما يملا عليهم من امن الدوله طبعا كان كلامهم في الرقائق والاحكام والفقه وغيره من تعاليم الدين التي تبعد عن السياسه ولكن حينما نجمع ما قلته وما صرحت بيه في مقالك الاول من تصريح بين بعمالة السلفيين نجد تناقدا بين التعميم في الاحكام ومعاودتك لاستثناء البعض ممن تعاملت معهم باقتناع
واقول وليس لك وحدك بان السلفيه حينما تكلمت في الدين فقط علي قنواتهم كان هذا بمثابة وصمة العار عليهم عند البعض الان بدعوى انهم لماذا لم يتحدثوا انفا في السياسه ويتشدقون بها الان بعد الثوره
وهناك رأي اخر كما تقول انت مؤمن بحتمية بناء الاسس الدينيه العقائديه اولا ومفاهيم احكام الدين كي ينتقل المسلم بعدها لفروع الحياه والتي منها السياسه التي لا تنفصل عن الدين

وبين هذا وذاك اقول للجميع بانه ماذا كان متاحا للسلفيين حينما اتيح لهم ان يعلموا المسلمين فقط بدينهم دون الخوض في نواحي سياسيه اكان من الماصح لهم ان يرفضوا فرصة السماح لهم بالحديث في امور الدين بدعوى انهم يريدون التحدث قي ىالسياسه اصلا

اري انهم فعلوا الصحيح واستغلوا الفرصه التي فيها مصلحه للامه والتي اتيحت اليهم بل وتطور معهم الامر بعد ذلك للتطرق في امور االسياسه امثال الشيخ خالد عبد الله علي قناة الناس والذي كان من اهم اسباب سخط امن الدوله علي كل تلك القنوات والتي التف حولها الكثير والكثير من المصريون فخاف هؤلاء الذبانيه من قدرة السلفيون علي التاثير في الناس كما خافوا مرارا وتكرارا بمساجد تشهد منع السلفيون من ارتيادها خوفا من الحشود التي تلتف حولهم من الناس

لذا انتهي معك في نهاية حديثي الي حقيقه هامه ان جميع التيارات والاتجاهات الان يوجد بها الصالح والطالخ وللجميع الحق في اعتقاد ما يراه صوابا ولكن دون التعميم بالاحكام علي التيارات الاخرى واري وما زلت عند رايي انك عممت سيدي الفاضل في نفس الوقت الذي ذكرت فيه انك كنت ترتاد مساجدهم وبعض رموزهم انت مقتنع بهم كالشيخ حسان
فحينما تقول بان السلفيون كانوا عملاء لانهم فقط استغلوا فرصة سماحهم بالظهور علي الناس للحديث في الدين فانت هنا ناقدت نفسك واتهمت مثلا الشيخ حسان الذي معجب انت به بالعماله
فطلبي هو بسيط جدا انا مثلا اختلف تمام الاختلاف مع سياسات الاخوان ولعبهم (بالبيضه والحجر) وسعيهم الواضح للجميع خلف السلطه وكان منهجهم هو السلطه والسلطه فقط
ولكني لا اعمم عليهم فها نحن الان نرى انشقاقات داخليه عندهم ونرى شبابهم يرفضون بعض السياسات بل وكبارهم ينشقون عنهم فانا هنا لا اعمم علي الاخوان
لذا لا تعمم سيدي ولتعطي لكل ي حق حقه
دمت بخير

الاخ الاستاذ الشاعر/احمد عبد الرازق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله انك قرأت وتبينت ووصلت إلى نقطة الخلاف وهى كلمة واحدة سقطت منى سهواً وهى (بعض ) السلفيين وليس كل ، وأنا كما قلت لك فى ردى الاول منت ارتاد مساجدهم ومعجب بدعاة بعينهم يتكلمون فى صميم الكتاب والسنة ،ولايعجبنى منهم من يغالى فى القول ويتشدد فيه لاعباً على الترهيب والترغيب ،إما الجنة أو النار ،وهانحن قد وصلنا إلى نقطة جوهرية وهى التخصيص دون التعميم بكل سهولة ويسر مع مراعاة لادب الحوار وعقلانية المنطق ، وهذا مايجب أن يكون بيننا على هذه الساحة الأدبية التى يقرأنا من خلالها جمهور عريض فى الوطن العربى ، بل إننى قد نشرت هذا المقال فى صحف عدة ( حريات ثقافية ، دنيا الرأى ، مراسينا الادبية ) ولم أتلق رداً أو تعليقاً منفراً شاذاً تكمن وراءه شخصية نرجسية تقدس ذاتها وتستعلى على الآخرين ، رغم أن هذه الصحف تصدر فى معاقل السلفيين ، والاختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية ، أنت فهم من مقالى أننى أبغى الوحدة لا الفرقة تحت لواء واحد لابناء الوطن كافة ، وهذه هى خلاصة فكرة المقال ، وكان ينبغى على من يقرأ أن يناقشنى فى الفكرة ذاتها ، ثم يتطرق إلى ما أرقه وكدر صفوه فى مقدمة الطرح ، ولست أدعى هنا إلمامى التام بجوانب هذه القضية بالذات ، ولكنها كانت محاولة لقراءة واقع بعينه ،فأن أصبت كان فضلاًُ من الله وإن أخطأت فمن عندى وجل من لايسهو .
أشكرك أخى الفاضل أحمد عبد الرازق على عقلانية الحوار ولغتك الراقية فيه ، والحمد لله أننا إجتمعنا فى النهاية على الوحدة ونبذ الفرقة وهذا ما نبتغيه لوطننا المفدى فى ظل الاوضاع الراهنة .
كما أدعوك لقراءة الأقتباس الذى وضعته هنا للرد على من إدعى على شخصى دون تمعن أو روية وهو ( نعم كانوا عملاء لامن الدولة) ففيه ستعرف حقائق البعض التى أردت توضيحها فى هذا المقال .
ودمت بالف خير

لاستاذ /عبد الرحمن الشاعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولما لا تسأل نفسك لماذا قلتها هنا ولم أقلها لك ؟؟؟
لانك وبكل عنف واستفزاز وصفتنى بعدم الحيادية والموضوعية وان نظرتى عدائية تنم عن كرهى الشديد للتيار الاسلامى فى البلاد واننى رميت التهم بالكيل لا بالعدد ، وسألتنى لماذا تغالط نفسك ؟؟
اهكذا تعلمت كيف يكون ادب الحوار ، اهكذا تكون سريع الطلقات ترمى لمجرد الرمى ، يا أخى لاتكن هكذا مع الناس مندفعاً متهوراً ، فكان يكفى أن تسألنى هل أتهم السلفية على العموم ، ولو سألتنى لأرحت نفسك وارحتنا معك بدلاً من هذا الجدل الذى جعلك فى موقف المتربص المتصيد للاخطاء ، وهذا حقك أذا كنت ترى فى نفسك الكمال والتنزه عن النقص ، وإذا أعملت عقلك قليلاً لاكتشفت أنه لايجوز أن يكون الأتهام على المطلق لفئة أو جماعة ، فهذا مايتنافى مع العقل ، فليس كل جيرانك أخيار أطهار وأشراف ، وليس بالضرورة كل جيرانى اشرار لهم سوابق فى الاجرام .
لقد خمنت فى نفسى أنك ربما تعانى من مشاكل على صعيدك اليومى جعلتك هكذا متحفزاً تناصب الناس العداء وتتصيد منهم الهفوات .
هذا بالنسبة لما كتب بالمداد الاحمر فى أولاً
اما ماكتب بنفس المداد فى ثانياً
نعم انا غير ملم إلماماً تاماً بكل ابعاد هذه القضية التى شغلت الرأى العام ، وهل فى هذا عيب ، انما هو تكوين للرأى من مجمل متابعاتى اليومية وأطلاعى على بعض الموضوعات التى كتبت عن التيارات الدينية كلها ، فلا انا ولا انت من اهل الاختصاص فى هذه القضية فلايجوز ان تنهانى عن فعل بفتوى منك وكذلك هو الحال بالنسبة لى ، وانما ماكتبته هو اجتهاد شخصى منى وانت تعلم اجر المصيب والمخطىء فيه . وانا لم أقرأ ما كتبته للشاعر الكبير المهندس عطية شواش ولا لاخى وصديقى الشاعر طاهر الصوفانى ، وكما قلت لو كنت بدأت انت بالحسنى لكان منا مايرضيك بالحسنى .
واما ماكتب ثالثاً عنى بالمداد الاحمر
كان يجب ان تدرك من الوهلة الاولى كرجل مطلع ومثقف أن الكاتب لايقصد التعميم وإلا فهو بمعزل تام عن المجتمع الدينى بوجه الخصوص ، فبيننا تعامل يومى ونسمع لهم ونصلى خلفهم ونعتز ببعض شيوخهم ونحمد لهم عدم الانخراط فى السياسة ، لكنهم عشرات الجماعات والشيوخ ولكل شيخ طريقته حتى وان اتفقوا على المنهج ، وانا وانت نعلم ان الاسلام دين ودولة ، ولكن كيف يتم التطبيق العملى لتلك الدولة ، اليوم أو غداً !!!، أم أن امامنا وقت طويل لترسيخ دعائم تلك الدولة اولاً ، بتفرغ الدعاة وعلماء الدين والازهر لترسيخ تلك الدعائم والمبادىء بعيداً عن السياسة ودهاليزها القذرة ، ولو ركزت قليلاً فى عنوان المقال لادركت منذ الوهلة الاولى ماذا اقصد صراحة ، ولكننى قلته فى سياق التعليقات التى تعددت، فما شاهدته فى قريتى يخيفنى بالفعل من صدام وشيك بين الطرفين ، فمنبر المسجد يتصارع عليه كلا الطرفين كل جمعة ، ومن هنا يكمن الخطر ، ويكون للاقليات الحق فى تلك الرقعة طبقاً لمبدأ المواطنة ، ثم نجد أنفسنا نعترف بدولة الجنوب فى صعيد مصر على غرار السودان .
يا أخى ارهقتنى وارهقت نفسك بالبعد عن المغزى والفحوى للفكرة ، وتصيدت منها مايشبع نهمك ويرضى غرور طموحك .
ودعنى اقتبس ما كتبه شاعرنا المحترم /عاطف عاشور
قلمى سيكتب رغم الجراح والالم
رغم الامانى التى تقتات بالعدم
قلمى سيكتب من وجدان قريتنا
وفى المدينة فوق السور والعلم
قولوا لمن حفروا للشعر مقبرة
أن يستفيقوا لحق النون والقلم
**********************
دمت اخى بالف خير وسلامة

الاستاذ الشاعر المحترم/عبد الرحمن الشاعر
اشكر لك هذه المرة لغتك الراقية ونبرتك الهادئة وغيرتك على الاسلام والمسلمين، فكنت اعرف ان النهاية ستكون هكذا ، لان وراء الغيرة والحمية والدفعة فى الحق قلب ابيض لايحمل ضغينة لاحد ،ويتألم للاذى دون قصد ،وإلا ماكنت شاعراً يمتلك رهافة الاحساس وصدق المشاعر ، وما اسعدنى بحق كونك من محافظة الشرقية التى زاملت وصادقتك فيها رجالاً من خيرة الناس ، لمست فيهم حسن النية والطوية ، كراماً يجودون بما لديهم عن طيب خاطر وبشاشة وجه ، ولك الحق كل الحق فى عتابك وانا اقبله منك على اى صورة مادمت ناصحاً اميناً تبغى الخير من وراء النقد،ولكن لى عتاب عليك انا ايضاً وارجو أن تقبله من أخ لك إذا منحتنى هذا الشرف ، أن تكون نبرتك هادئة حتى نفهمك جيداً ، فانت لديك ماتقدمه لهذا المنتدى بما فتح الله عليك به ، فتفيد الناس ويحمدون لك صنيعك ، ولا احد هنا كبير على العلم فهو لاشاطىء له ، ومن النقد الهادف والموضوعى يتعلم من يريد لنفسه مكانة ادبية يتمناها .
دمت بخير وسلامة