سرقة الأفكار الأدبية

بالأمس وبالصدفة البحتة إشتركت فى حوار على صفحة الدردشة، كنت على صفحتى بالفيسبوك حين بزغت تلك الصفحة أمامى ، فوجدت شاعراً يستعرض قصيدته لطرف الحوار ، وجدتنى أتابع القصيدة سطراً سطراً فأعجبت بها ، فأقحمت نفسى وكتبت معلقاً له ، فشكرنى الشاعر، ورحب بى الطرف الآخر ، كانت سيدة لا أعرفها ، فقدمت نفسها رداً على الشاعر بأنها كاتبة وصاحبة دار للنشر ،هنا وجدت ضالتى بالتعرف عليها لانها تشاركنى الهواية والصفة ذاتها ، فربما وجدت عندها مالم أجده عند غيرها ، ولم يسعفنى الوقت لأطلب منها ذلك ، فقد إستعرضت موهبتها هى الأخرى بقصة قصيرة رداً على قصيدة الشاعر ، وبدأت فى قراءة القصة ، بعد عدة أسطر منها نبهتنى الذاكرة بأنها قد قرأت ذات القصة فى موضع آخر ، قلت ربما تكون النهاية مختلفة عما قرأت ، وكانت دهشتى أنها بنفس تسلسل الأحداث حتى النهاية ، هنا لم أتمالك نفسى المنفعلة والثائرة ،كيف يكون هذا والقصة قد قرأتها منذ سنوات مضت ، فكتبت لها التعليق الصدمة ، بأن هذه القصة منشورة بموقع آخر منذ زمن مضى ولكاتب آخر ، ثارت وإنفعلت وطلبت منى إسم الكاتب وإسم القصة ، فقلت لها سأستدعى ذاكرتى حالاً لتقودنى إلى الموقع الذى قرأتها فيه وحين العثور عليها سأوافيها بمتنها ، قالت سأنتظر هنا على الصفحة ولن أبرحها حتى تعثر عليها ، لأننى سوف أقاضى هذا المحتال حتماً،الحقيقة وجدت نفسى فى مأزق ، وماذا لو لم أجد تلك القصة ؟؟؟، إستعنت بالله وكتبت إسم قصتها التى كتبت عنوانها ، فلم أجد قصة تحمل هذا العنوان بكل المواقع التى دخلتها ،إستجمعت أفكارى مع فكرة القصة ،ولو أنى أنا كاتبها ماذا سأختار لها ليكون عنواناً لها ، فوجدتنى أكتب عنوانين لا ثالث لهما ، ودخلت الموقع الأكيد الذى تدلنى وتوجهنى حواسى إليه ، وكتبت فى محرك بحثه الأسم الأول الذى خمنته كعنوان للقصة ، ظهر لى أكثر من عنوان لقصص عديدة ، قرأت كل العناوين حتى إستوقفنى إحداها ، وهنا عادت الذاكرة لأوج نشاطها وقالت هى بالتأكيد هذه القصة لانى قرأتها والعنوان يدل عليها، وكانت المفاجأة أنها هى ذات القصة بشحمها ولحمها ، كانت سعادتى كبيرة بالعثور عليها ،كان تاريخ نشرها فى يناير للعام 2003، على الفور نسختها وعدت إلى الكاتبة وصاحبة دار النشر، وجدت على البريد الخاص بها أنها قد ملت من الإنتظار وأنها قد تركت عنوان بريدها الألكترونى لأرسل القصة اليها حال العثور عليها، بالفعل أرسلت القصة لها وإنتظرت الرد منها ، طال إنتظارى لدقائق عشر ، حتى جائنى الرد بالدهشة والاستغراب ، كيف يكون توارد الخواطر هكذا بهذه الصورة والاسلوب المتطابق ، وعللت ذلك بأن معظم أعمالها يتم السطو عليها ،الحقيقة أنى لم أصدقها ، فقد قالت أن القصة منشورة بكتاب لها صدر عن وزارة الثقافة منذ ثلاث سنوات، أى أنه صدر فى 2008والقصة التى عثرت عليها لكاتب اردنى ومنشورة فى2003 فكيف يكون هذا؟؟؟فكتبت لها ذلك وأن كاتبها الحقيقى هو أردنى الجنسية عربى الهوية ، وأنه هو الأحق والأولى بأفكاره ، فأكدت أنها قصتها وهذا هو أسلوبها ، وقالت مازحة الأ تخشى أن تسرق أعمالك ؟؟؟فقلت لها أنا لا أخشى ذلك لأان أسلوب الكاتب وطريقته فى السرد علامة مسجلة ، فقالت أنا أسجل أعمالى بالشهر العقارى ، فضحكت بينى وبين نفسى ، لأن مانملكه من أصول وعقارات غير موثقة بالشهر العقارى خوفاً من قيمة الرسوم العالية ،بينما هى تسجل اعمالها ...حقاً إن الأفكار أغلى من الذهب ، فقد بقيت الألياذة وأساطير الملاحم ، وأشعار المتنبى وأبو تمام بينما مات العلم الذى كان فى زمانهم .