| تحت التوتة | |
|
+3خالد ابوالنور عادل عوض سند حمدى البابلى 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: تحت التوتة الإثنين يونيو 13, 2011 6:34 am | |
| (1) كانت تسبقه الحمامات التى طالما وقفت على كتفيه فى سلام ،يتابع سيره فى مهل يتناسب و بدانته الملحوظة،بقيت خطوات ويصل إلى شجرة التوت العتيقة التى غرسها أمام حقله من سنوات مضت ،هاهو الحقل خلف داره التى تعلوها ابراج الحمام ، يجلس تحت ظل الشجرة مستنداً على جذعها الضخم ، يرنو ببصره إلى الأمام ليتابع الماشية التى تجر خلفها المحراث الخشبى العتيق ، مازال هناك متسعاً من الوقت كى ينجز إبنه البكرى ماتبقى من حرث للأرض العفية السمراء ،تستدير الماشية فى طريق الاياب والأبن يقبض بيديه على المحراث فى قوة ومهارة ، كان بنيانه قوياً وتنضح من جبهته حبات العرق ،يضع على كتفه السوط القطنى (الفرقلة) الذى يستخدمه لحث الماشية على العمل حين تقاعسها ،كان العرق قد بلل أكتافه فإلتصق الثوب بها ،كان الأب يرمقه بنظرة الحنان والرضا حين إقترب منه كثيراً ، لوح بالسلام والتحية لوالده ،وصل إلى حافة الحقل ليلتقط جرة الماء يتجرع منها مايطفىء نار ظمأه ، يستدير بالماشية لمشوار جديد ، يتغنى الأب طرباً( محلاها عيشة الفلاح ). (2)يميل الأب بجذعه بعد أن تململ من الجلوس والمتابعة ،إستند برسغه الأرض ومال برأسه على ساعده وبسط قدميه ليغفو هنيهة تحت ظل الشجرة الوارف ، كانت الحمامات تدرج أمامه تلتقط ماعن لها من خيرات الأرض المطموسة ،توقف الهواء عن الحركة ، كانت رطوبة الجو زائدة مع حرارة الشمس ، أحسها الأب تحت الظلال بالعرق يتفصد من جبينه ،رمق ببصره مابقى من عمل فى الحقل ،كان الثلث تقريباً ، أحس أن الشمس تتوسط السماء وأن حرارتها لافحة تشوى الوجوه ، أشفق على ولده وأكله قلبه خوفاً عليه ،إعتدل جالساً فى مكانه حتى يستطيع تقدير الموقف ،كان إبنه فى مشوار العودة ،الأب يتابع بشغف منتظراً لحظة الإقتراب منه ، حتى وقف على قدميه حين بدا قريباً منه ، أشار له بيديه ليكف عن العمل ويرتاح قليلاً فى ظل الشجرة ، كان الثوب قد إلتصق بالجسد من شدة العرق ،أومأ له الأبن برأسه بالموافقة ، فجلس الأب مكانه ثانية ، غافله الأبن وإنطلق بالماشية فى مشوار جديد ، جن جنون الأب وهاله عناد ذلك الأبن الذى لايخش حرارة الشمس الملتهبة ، فرفع يديه إلى السماء وقال : ( يانار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم ). (3) ظل الأب يفكر ماذا يفعل ليوقف هذا الفتى الجامح ، فهو يعرف عنه أنه عنيد عصبى المزاج ، إنه إبنه البكرى أول فرحة له فى هذه الدنيا ، وكانت فرحته الكبرى حين ملأ عليه حفيده حياته بالبهجة والسرور ، ماله لايدرك الخطر المحدق به فوق رأسه ،هل يستوقف بعض المارة لمساعدته فى حثه على التوقف عن العمل ، لاشك أنه سيغضب كثيراً لهذا التصرف ، ظلت الأفكار تدور برأس الأب والوقت يمر والشمس تقدح شررها على الرؤوس ، لابد لى من وسيلة ، حتى وقف مبتسماً يمشى فى سرعة لا تتناسب وحمله الثقيل ،كان فى طريق العودة الى داره على مقربة من الحقل ، وهو على عتبة الدار قال ( قلبى على ولدى إنفطر ، وقلب ولدى علىّ حجر) . (4) الأبن مستغرقاً فى العمل لايأبه لحرارة الشمس ولا لتوسلات والده ، رغم أن ملح العرق كان يلهب جلده الخشن،ساعده فتوة الشباب وحميته ، كان يهون على نفسه الأمر بالقليل الذى لم يكتمل حرثه ،الماشية تعلن عصيانها بصيحاتها العالية ، تتوقف عن المسير فيلهب ظهرها بالسوط ، عاد الأب مسرعاً فى الخطى إلى داخل الحقل ، هاهو يقترب كثيراً خلف إبنه ، بسمع الأبن دبيب الخطى خلفه ، يلتفت بنظرة خاطفة مستطلعاً الأمر، حتى جرى مسرعاً إلى والده وهو يصيح : لماذا جئت به يا أبى ؟؟؟ كيف هان عليك والشمس تدنو من الرؤوس ، حتى إنتزعه من على كتفيه وضمه إلى صدره وهو يحجب عنه قرص الشمس ، وهم مسرعاً إلى الدار، فجذبه الأب من جلبابه وهو يصيح به فى نبرة الواعظ ( لعلك أدركت الآن كيف تكون معزة الولد ، وأنا أب يخشى على إبنه مثلما أنت الآن تخشى على إبنك ، وقد هدانى الله لتتعلم الدرس جيداً ) ،وتركه يعدو ليسابق الزمن ,قال وهو يفك وثاق الماشية ( أعز من الولد ولد الولد ، لكن ليس من الامر بد ). | |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الإثنين يونيو 13, 2011 11:02 am | |
| عرفت كيف توصل الفكره بمهاره
وهنا جعلت الاب يأتى بحفيده حت يثنى ولده عن ما يفعله
الله ينور اخى حمدى .
عندك زاوية الرؤيا الواضحه الجليه وتعرف جيداّ كيف تدخل الى
الموضوع
بدون غلبه واسعلاء على الكلمه .
احييك على طريقتك الجميله فى السلسال الرائع للاحداث .
مودتى وتحيتى ... | |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الإثنين يونيو 13, 2011 11:08 am | |
| تُثبت القصه
بعد إذن اخى خالد مشرف القصه
تقديراّ للاديب وروعة الطرح ... | |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الإثنين يونيو 13, 2011 1:25 pm | |
| الغالى الحبيب استاذى عادل سند دائما سباق لكل الخير ولم تفعل لفعلت وثبت القصه لروعتها الصديق الجميل الاديب حمدى البابلى ألم أقل لك قبل ذلك أنك غارق حتى اذنيك فى البيئه المصريه بروعتها وجمال كل ما فيها إنه الثراء الذى تفتقده المدينة ثراء المشاعر والاحاسيس رائع تناولك كالعادة لكن لى سؤال لماذا تدخلت بفلسفة شرح الموقف فى نهاية القصة كنت احب أن يستشف القارىء ما عنيته واسبغت عليه من الفكر الراقى بفعلة الأب وإحضاره لحفيده وكانت ستكون دراما النهايه أكثر سحرا عموما هذا رأى خاص جدا وسؤال أيضا دمت جميلا
| |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الثلاثاء يونيو 14, 2011 5:05 pm | |
| أستاذنا الكبير /عادل عوض سند ألم أقل بأنك صاحب البيت الكبير وشيخ العرب همام ، هذه الهمة وهذا الذكاء ، الغوص فى أحشاء المعنى ، وإلتقاط المغزى ، وأما كرمك فهو وقتك الذى تمنحنا إياه بكل الحب والروعة ، فهكذا يكون رب العائلة ، أن يشعر معه الجميع بعدالة الإنصاف ، وشفقة الرحمة ، وآلام شحمة الأذن ، وهنا كان تفاعل الأب مع الأبن تفاعلاً نحو الهدف ، فكثيراً ماتستتر الأهداف تحت جناح نبل الغاية ، وحين يكون الحب دافعاً ،تكون لمحة عابرة لربانية الهداية ، فتتعمق جذور الحب حتى مع قيظ الظهيرة . أشكرك استاذى على ماتفضلت به لإسعادى تحياتى وتقديرى واحترامى | |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الثلاثاء يونيو 14, 2011 5:07 pm | |
| استاذى الكبير /عادل عوض سند أشكركم على هذه الثقة الغالية التى سأعتز بها دوماً لتثبيت القصة جزاكم الله عنا خير الجزاء
| |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الثلاثاء يونيو 14, 2011 5:31 pm | |
| الاستاذ المبدع والاديب المتميز/خالد نور مشرف القصة القصيرة الذى اسعدتنا إدارة المنتدى به ، فكان أهلاً لمكانة يستحقها،ولا أعرف كيف أثنى على ماتفضلت به من درر الكلمات ، فهذا من نبع شيمكم وعراقة جذوركم التى هى بأرض الحضارة أعمق ولأمجادها أقرب ، فكانت قراءتكم الواعية لمتن النص وحواشيه ، وأما عن سؤالكم فى خاتمة النهاية ،ورؤيتكم التى هى بمحل التقدير والاحترام ، ربما قصدت ذلك حتى لا ينتقص نقداً من الطرح، فمدارس النقد متعددة ، فأنت تميل إلى المفاجأة والأبهار والدهشة التى تترك القارىء لحظات مع المتعة قبل الإفاقة من النشوة ، وهذا مطمح أمل الكاتب ، وربما سأل سائل عن النهاية التى جاء بها العمل مبرراً ذلك بثقافة بطلى القصة ، فهما فلاحان لم تفصح سطور القصة عن تباين ثقافتيهما ، وهنا يفترض الكاتب لنوعية خاصة من القراء هذا التلميح الصريح الذى يرتدى ثوب الواعظ وهو المناسب تماماً لهذه البيئة بثقافتها المتباينة ،فربما لو أخذ الأبن ولده وهرول مسرعاً إلى الدار لعاد مرة أخرى إلى حيث كان بما يتمتع به من عناد تم توضيحه فى سطور القصة ، وهنا كان لابد من وجهة نظرى أن يملى الأب على الإبن هذا الدرس كنوع من التأكيد على أن الحب قد يخرج عمداً بالأفصاح عنه عند الضرورة . اخى خالد ارجو ان تتقبل وجهة نظرى تقبل تحياتى وتقديرى واحترامى | |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الأحد يوليو 24, 2011 10:26 am | |
| لا أعرف مالذى جعلنى أعود إليها اليوم ؟ ربما كانت نصيحتى لأحد أبنائى . إختلاف المفاهيم مع إيقاع الزمن المتلاحق ! أو أن آباء اليوم قد سحقتهم عجلة ذلك الزمن . لا أدرى حقاً ، لهذا عدت إلى مقعدى فى الماضى أجتر معه الذكريات !!! | |
|
| |
دعاء العطــار شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1554 35 نقاط : 1740 تاريخ التسجيل : 18/08/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الأحد يوليو 24, 2011 4:15 pm | |
| الأديب الرائع صاحب كاميرة التصوير القادرة على خلق هذا المشهد الرائع ذو التفاصيل الدقيقة
الأستاذ حمدى البابلي
كعادتك أقرأ أول كلمتين عشان اكتب اي حاجه مجامله كده
فيأخذنى أسلوبك الرائع لاستكمال النص كله
ومازال جل ما يعجبنى ويمتعنى في قصصك أسلوبك الأخاذ وتصويرك الدقيق للمشهد بتفاصيله
تحياتى أستاذى
ولو انى زعلانه منك
حارمنى من نقدك لشوية الحاجات الأخيره بتاعتى
عل المانع خير ان شاء الله
كل عام وانت بخير | |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الأحد يوليو 24, 2011 6:40 pm | |
| الشاعرة القديرة الاستاذة/دعاء العطار مرورك الليلة على عملى هذا له بالغ الاثر فى نفسى ، اشكر لك كلماتك الطيبة التى طوقت عنقى بالجميل ، وهذا من رهافة الحس ورقة الاحساس . واما تقصيرى فى المرور على اعمالك الاخيرة فلك الحق فيه ، ربما اخذتنى دوامة الحياة بعيداً عن بعض اقسام المنتدى . لكن يسعدنى ويشرفنى ان اقف على عتبات نصوصك لنتذوق منها الجمال. تحياتى وتقديرى وامتنانى | |
|
| |
عبدالرحمن الشاعر شاعر
الدولة : عدد الرسائل : 322 50 نقاط : 371 تاريخ التسجيل : 23/06/2011
| موضوع: رد: تحت التوتة الأحد يوليو 24, 2011 8:08 pm | |
| - حمدى البابلى كتب:
- (1)
كانت تسبقه الحمامات التى طالما وقفت على كتفيه فى سلام ،يتابع سيره فى مهل يتناسب و بدانته الملحوظة،بقيت خطوات ويصل إلى شجرة التوت العتيقة التى غرسها أمام حقله من سنوات مضت ،هاهو الحقل خلف داره التى تعلوها ابراج الحمام ، يجلس تحت ظل الشجرة مستنداً على جذعها الضخم ، يرنو ببصره إلى الأمام ليتابع الماشية التى تجر خلفها المحراث الخشبى العتيق ، مازال هناك متسعاً من الوقت كى ينجز إبنه البكرى ماتبقى من حرث للأرض العفية السمراء ،تستدير الماشية فى طريق الاياب والأبن يقبض بيديه على المحراث فى قوة ومهارة ، كان بنيانه قوياً وتنضح من جبهته حبات العرق ،يضع على كتفه السوط القطنى (الفرقلة) الذى يستخدمه لحث الماشية على العمل حين تقاعسها ،كان العرق قد بلل أكتافه فإلتصق الثوب بها ،كان الأب يرمقه بنظرة الحنان والرضا حين إقترب منه كثيراً ، لوح بالسلام والتحية لوالده ،وصل إلى حافة الحقل ليلتقط جرة الماء يتجرع منها مايطفىء نار ظمأه ، يستدير بالماشية لمشوار جديد ، يتغنى الأب طرباً( محلاها عيشة الفلاح ). (2)يميل الأب بجذعه بعد أن تململ من الجلوس والمتابعة ،إستند برسغه الأرض ومال برأسه على ساعده وبسط قدميه ليغفو هنيهة تحت ظل الشجرة الوارف ، كانت الحمامات تدرج أمامه تلتقط ماعن لها من خيرات الأرض المطموسة ،توقف الهواء عن الحركة ، كانت رطوبة الجو زائدة مع حرارة الشمس ، أحسها الأب تحت الظلال بالعرق يتفصد من جبينه ،رمق ببصره مابقى من عمل فى الحقل ،كان الثلث تقريباً ، أحس أن الشمس تتوسط السماء وأن حرارتها لافحة تشوى الوجوه ، أشفق على ولده وأكله قلبه خوفاً عليه ،إعتدل جالساً فى مكانه حتى يستطيع تقدير الموقف ،كان إبنه فى مشوار العودة ،الأب يتابع بشغف منتظراً لحظة الإقتراب منه ، حتى وقف على قدميه حين بدا قريباً منه ، أشار له بيديه ليكف عن العمل ويرتاح قليلاً فى ظل الشجرة ، كان الثوب قد إلتصق بالجسد من شدة العرق ،أومأ له الأبن برأسه بالموافقة ، فجلس الأب مكانه ثانية ، غافله الأبن وإنطلق بالماشية فى مشوار جديد ، جن جنون الأب وهاله عناد ذلك الأبن الذى لايخش حرارة الشمس الملتهبة ، فرفع يديه إلى السماء وقال : ( يانار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم ). (3) ظل الأب يفكر ماذا يفعل ليوقف هذا الفتى الجامح ، فهو يعرف عنه أنه عنيد عصبى المزاج ، إنه إبنه البكرى أول فرحة له فى هذه الدنيا ، وكانت فرحته الكبرى حين ملأ عليه حفيده حياته بالبهجة والسرور ، ماله لايدرك الخطر المحدق به فوق رأسه ،هل يستوقف بعض المارة لمساعدته فى حثه على التوقف عن العمل ، لاشك أنه سيغضب كثيراً لهذا التصرف ، ظلت الأفكار تدور برأس الأب والوقت يمر والشمس تقدح شررها على الرؤوس ، لابد لى من وسيلة ، حتى وقف مبتسماً يمشى فى سرعة لا تتناسب وحمله الثقيل ،كان فى طريق العودة الى داره على مقربة من الحقل ، وهو على عتبة الدار قال ( قلبى على ولدى إنفطر ، وقلب ولدى علىّ حجر) . (4) الأبن مستغرقاً فى العمل لايأبه لحرارة الشمس ولا لتوسلات والده ، رغم أن ملح العرق كان يلهب جلده الخشن،ساعده فتوة الشباب وحميته ، كان يهون على نفسه الأمر بالقليل الذى لم يكتمل حرثه ،الماشية تعلن عصيانها بصيحاتها العالية ، تتوقف عن المسير فيلهب ظهرها بالسوط ، عاد الأب مسرعاً فى الخطى إلى داخل الحقل ، هاهو يقترب كثيراً خلف إبنه ، بسمع الأبن دبيب الخطى خلفه ، يلتفت بنظرة خاطفة مستطلعاً الأمر، حتى جرى مسرعاً إلى والده وهو يصيح : لماذا جئت به يا أبى ؟؟؟ كيف هان عليك والشمس تدنو من الرؤوس ، حتى إنتزعه من على كتفيه وضمه إلى صدره وهو يحجب عنه قرص الشمس ، وهم مسرعاً إلى الدار، فجذبه الأب من جلبابه وهو يصيح به فى نبرة الواعظ ( لعلك أدركت الآن كيف تكون معزة الولد ، وأنا أب يخشى على إبنه مثلما أنت الآن تخشى على إبنك ، وقد هدانى الله لتتعلم الدرس جيداً ) ،وتركه يعدو ليسابق الزمن ,قال وهو يفك وثاق الماشية ( أعز من الولد ولد الولد ، لكن ليس من الامر بد ). الفاضل الكريم حمدي البابلي تلك القصة القصيرة السنيمائية الرائعة لا تخرج من أديب بل تخرج من مخرج سينمائي محترف مارس السيناريو والحوار والتصوير والإضاءة وفنيات الصوت. أنا وبصدق لم أكن أقرأ بل كنت أشاهد ، وهذا التناول السينمائي العبقري لا يتوفر للأسف هذه الأيام لكتاب السينما ولا مخرجيها ، ولقد ذكرني مشهدك هذا الذي استوعب حياة الريف كاملة لا من حيث الفلاحة فحسب ، ولكن من حيث الأصالة أيضا؛ أقول لقد ذكرني بمبدعين عالميين ، يوسف شاهين في فيلم الأرض في آخر مشهد الذي لم يترك لي فيه فرصة ليرتفع صوت أنفاسي حتى لا أفقد لحظة منه لشدة اهتمامه بكل تفصيل دقيق في الحدث من لحظة سقوط محمود المليجي وحتى توقف المشهد على الأصابع التي تحفر في الأرض وتنكسك بشجرة القطن ، أما الآخر فهو ستيفن سبلبرج الأمريكي في فيلم انقاذ الجندي رايان أول مشهد في الفلم " مشهد الإنزال " ببراعته في تناول كل التفاصيل فوق الماء وتحت الماء. أما وجه التشابه لكي لا يتهمني أحد بالمجاملة فهو كوني شعرت ببلل الأرض من عرق الرجل ، وبحث الحمامات وتوقف الهواء والوصف الدقيق للابن وحرارة الشمس والرطوبة والظل . هذه الإمكانية لا بد أن تستغل أحسن استغلال لأنها موهبة ندر أن توجد في عالمنا اليوم بل كل معاهد السينما والفن تركز عليها ، وهي الآن في النقد يسمونها " الكاميرا " أخي الفاضل أهنئك على تلك الهبة الربانية ، وأسأل الله أن يديم عليك الخير كله . أما ملاحظاتي على النص فهي قليلة جدا ومنها " مستندا على " والأفضل " مستندا إلى " الملاحظة الثانية هي نهاية القصة كان من الممكن أن تكون مفتوحة بلا حوار ، فتكتفي بأن جذبه مع سؤال بسيط مثلا " ألست ابني كمنا هو ابنك ؟ " وتترك لي أن أفهم المقصود . ولكني أعذرك فهو اهتمامك كالعادة بالمتلقي ليشاهد المنظر كاملا وهذا ليس عيبا . أخي الكريم لست ناقدا كما تعلم ولكني قارئ أخوك عبدالرحمن الشاعر | |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الأربعاء يوليو 27, 2011 4:42 pm | |
| الأخ الكريم والشاعر القدير/ عبد الرحمن الشاعر من امتع اللحظات أن ترى من يقرأ بهذا العمق والفهم ، سعيد جداً بك والله اخى الكريم بسعة أفقك وثقافتك التى تعدت حد تصورى ، فها انت ذواق بدرجة قدير جداً للسينما العالمية والمحلية ، لك قدرة على التوقف عند اللقطة التى قد تمر على آخرين مرور الكرام . احييك واشكرك على هذا التحليل الرائع الذى سعد به نصى يوم أن وقفت عليه. وأشكر لك ملاحظاتك القيمة التى سنأخذها موضع الإعتبار والجد . شكراً لك هذا العمق وهذا الفهم وفتح الله عليك من واسع فضله ورحمته وكل عام وانتم بالف خير اخى الكريم
| |
|
| |
شرين مصاروه أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 519 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 20/01/2010
| موضوع: رد: تحت التوتة الخميس أغسطس 11, 2011 4:39 am | |
| الاستاذ المبدع دائما حمدي البابلي تصوير متقن للريف المصري ...الارض...وتجسيد اروع للمشاعر والاحاسيس والتي عشقناها من خلال الافلام المصرية( خاصة القديمة ) دمت بكل ابداع بانتظار جديدك
| |
|
| |
احمد اسماعيل أديب
الدولة : عدد الرسائل : 352 76 نقاط : 395 تاريخ التسجيل : 15/07/2010
| موضوع: رد: تحت التوتة الخميس أغسطس 11, 2011 9:18 am | |
| الصديق العزيز /حمدى 1- كل عام انت والأسرة بخير 2- أجمل تحية لمصور رائع رسم لنا بحروفه وكلماته لوحات تحمل فى ثناياها المصداقية وفى نفس الوقت الدروس التربوية والانسانية التى منحها الله لكل انسان من مشاعر وعواطف تتدفق فى وقتها دون أن يكون للانسان افتعال تحية مرة اخرى للفنان الرائع حمدى البابلى تقبل وافر تحياتى | |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:46 pm | |
| الاديبة الفلسطينية الرائعة/شيرين مصاروة اهنئك وشعب فلسطين بتحرير الاسرى من سجون الاحتلال ، واجمل مافى القصة الباكية الضاحكة، ان العالم قد عرف ان ابطال المقاومة والتحرير قادرون على الانجاز فى الوقت المناسب ، وأنهم من البراعة والحنكة والاخلاص لتراب الوطن ، لم يفطن العدو رغم اجهزته الجبارة وعيونه وعملائه ، الى مكان الجندى الاسير ، وهذا انتصار عظيم للعقل الفلسطينى والارادة الحقة. اشكرك على كلماتك التى تدفعنى قدماً إلى الامام تحياتى وتقديرى | |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:47 pm | |
| الاديبة الفلسطينية الرائعة/شيرين مصاروة اهنئك وشعب فلسطين بتحرير الاسرى من سجون الاحتلال ، واجمل مافى القصة الباكية الضاحكة، ان العالم قد عرف ان ابطال المقاومة والتحرير قادرون على الانجاز فى الوقت المناسب ، وأنهم من البراعة والحنكة والاخلاص لتراب الوطن ، لم يفطن العدو رغم اجهزته الجبارة وعيونه وعملائه ، الى مكان الجندى الاسير ، وهذا انتصار عظيم للعقل الفلسطينى والارادة الحقة. اشكرك على كلماتك التى تدفعنى قدماً إلى الامام تحياتى وتقديرى | |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تحت التوتة الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 2:53 pm | |
| استاذى الاديب الرائع/احمد اسماعيل لا اعرف ياسيدى كيف اعبر لك عن امتنانى وتقديرى لشخصكم الكريم ، ففى كل مرة تعطينى الامل بأن بذور الوفاء مازالت صالحة للإنبات ، هذا التواضع وهذا الأدب الجم مع الجميع ، يؤكد لنا ان الأصالة لها بريق خاص مهما اطلت علينا بهرجة الألوان الزائفة. تحياتى وتقديرى لشخصكم النبيل وعذراً لتأخرى فى الرد | |
|
| |
| تحت التوتة | |
|