وإن شَـعــوَذَ الجُـهـلاءُ - نصر الدين سالمان

شَـكَــــتْ الـلَّــدِيــغَ الـحـيَّـــــةُ الـــرقْـــطـاءُ شـكــــتْ الـهـــوانِ وراعـهـــا الإصـــغـــاءُ
ولقد تـعـجَّـبَ مُــسـتـــبــيــحٌ غَــــاصِــــب أنَّ الـمُـبــــــاحَ ديــــــارهــــمْ رحـــمــــــاءُ
مُــتَـــنَـــمِّــــــرٌ يـخـشـي الـقِـصـاصَ كـأنه مُــتــنــسِّـــــكٌ مُــســتـــرهِــــبٌ بَـــكَّـــــــاءُ
حِـــقَــــبٌ تـوالــتْ والـكِـنـانـــةُ تَـكـتــــوي والـنــيـلُ يَــشْـخَــبُ والــنـــفـــوسُ تُـســــاءُ
دِيــســتْ كــــرامــة أمـــــــةٍ فـإذا هــمــــو إمَّــــــــا عِـــبــــــادٌ نُــــــــــوَّمٌ جـــهـــــلاءُ
أو مــن تعــبَّــــد فـي رحــابِ بَـلاطـهــــمْ جُـبــنٌ ســـبَــــاه ونـــفـــسُـــــه الحـمـــقــاءُ
يجـتـثُّ مــن قَـعــــرِ النـفــوسِ إبــاءَهـــــا وأجَـــلُّ مــــا يـبـنـى الـشـعـــــوبَ إِبــــــاءُ
ويـــدبُّ فيـهــــا الـيــأسَ أن تـسـمــو بـهـا حـــــالٌّ لـهـــــا أو أن يُـــقـــــومَ بــنـــــــاءُ
أو أن يــسـيــر بـغــيـــرِ مـا يـوحي بـــــه فَـلَـــــكٌ لـهــــا أو أن تُـطــــــالَ سَــمـــــاءُ
والـــذلُّ يَـعـتـصِـــرُ الــرجــالَ وتـمـتـطـي هــــذا الـحـلـيـــمَ سـفــاهـــــةٌ وجَـــفـــــــاءُ
قــد لاذَ نــاسٌ بـالـسـكــوتِ وأفـصـحـــــتْ عــن غـيــــرِ مــا عُـــرِفَـتْ بـه سُـفَـهـــاءُ
وتـعـطَّـلَ الـقـانـــــونُ عـــن أحـكــامِــــــه مِــــنْ فَــــرْطِ مــا أَلــــوَي بــه الـزُعـمـاءُ
فـالـهـمــسُ جُــــرمٌ .. والـتَـدَيُّـــنُ سُــبَّــــةٌ والـحــقُ جّــهـــــلٌ .. والـســمـــــومُ دواءُ
وســـري بـأوصــالِ الــشـعـوبِ يـأجُــهــا الــفــــقــــــرُ والــتــــفـــــريــــقُ والأرزاءُ
وزوتْ كـرامــاتُ الـرجـــالِ فـأُقــبِـــــرتْ حـتـي تـسـيـــرُ مــع الـقَـطـيـــعِ الـشَــــــاءُ
وانـصــاعَ يـغــزو أهــلَـــــه وذِمــــــــارَه جــيــشٌ مــن الـمـتــنـطِـعـيـنَ .. جِـــــرَاءُ
ولـقــد تـحـيَّــــرَ فـي الـشـفــاهِ تَـسَــــــاؤلٌ أَخَــلَـــتْ بــلادي مــا بـهـــا شُــرفـــــاءُ ؟
أَعَـلـي ضـمـيـــرِ الـمُـخـلصـيـنَ غِـشــاوةٌ وعـلـي عـقــــولِ الـعـالِـمـيـن غِــطــــاءُ ؟
وتــراكـمَ الـصــبــرُ الـطـويـلُ بـســاحــــةٍ مـــن حــولِـهــا تَـتــرصــــدُ الأعــــــــداءُ
حـتـي إذا قَـــــذَفَ الــوغـــي بُـحـمـامِــــهِ ورَمَــــــتْ بــأشــبـالٍ لـهــــا الـغَــبْـــــراءُ
وتـنـافـــس الــفَــــادونَ لـــم يـتـمــنــنــــوا وفَــــدوا الـكـرامــةَ بـالـحـيـــاةِ وفَـــــاءوا
حَملوا الرَصاصَ علي الـصـدورِ وُسامَهم فـعـلـي الصـدورِ مـن الـدِمـــاءِ ضـيــــاءُ
بَـــاءوا وقـد صانــوا الـحـمـي ومَـعـاشــرٌ تَـركـــوا الـحـمـي لـلـطـارئـــاتِ فَـبـَـاءوا
دالَ الــزمـــــانُ وبُـــدْلَـــتْ نُـظـــــمٌ بــــه ولـكـــلِّ عــصـــــــرٍ دولـــــةٌ وفَــنــــــاءُ
هـــذا زمــــــانٌ مــن مـكــارمِ أهـــلِــــــهِ الـسـجـــــنُ والـتَـنْـكـيــــلُ والإِيــــــــــذاءُ
الصـادعـونَ بـمــا يـــراهُ زَعــيـــمـــهـــم فــهــــمُ مـتـي يــدعـوهــــــمُ أُسَــــــــرَاءُ
هَــوَتْ الـعُــروشُ وقـد تـداعــي ربُـهــــا فــي الـقـيــدِ يَـرفُـــلُ هَـــــدَّهُ الإِعــيــــاءُ
أشــبـــابَ مِـصـرَ مـتي تُــرِدْ إنطـاقَـهــــا تَـنـطِــقْ وتُـفـصِــحْ نِـقْـمَــــةٌ شَــعـــــواءُ
واصـمـــدْ فَـدربُـــك واعـــرٌ حُـفَّــت بــه هــذى الـضِـبــاعُ وحَـامَــــتْ الـعَــنـقـــاءُ
فـالـلـه فـى عــونِ الـنـفــوسِ وإنْ رمــى - يــأسُ الـظـنـونُ – وشَـعــوَذَ الجُـهـلاءُ

الاستاذ الشاعر الرائع

نصر الدين سالمان

لى شرف المرور الاول على قصيدتك .

واسمح لى بثبيت النص اولاّ .

واى عودة له إن شاء الله ...

مودتى وتحيتى...

شكرا للقصيدة الجميلة

أخى نصر
بارك الله فيك
قصيدة عصماء
أحييك عليها
أيها الراقي

» على باب الرجا - نصر الدين سالمان
» فى انتظار عودة الغيث نصر الدين سالمان
» في مكمن القنص - نصر الدين سالمان
» رمضان آهو جــه - نصر الدين سالمان
» إوعــك تـرحــل - نصر الدين سالمان