من أبطال مصر الذين قاتلوا ببسالة لأجل تحرير سيناء التى احتلتها إسرائيل عام 1967 م البطل عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان .
ولد البطل في الحادي عشرمن شهر فبراير عام 1950م ونشأ في أسرة مصرية أصيلة تعيش في منشأة عباس التابعة لقرية إصلاح شالما بمركز سيدي سالم أحد المراكز الإدارية لمحافظة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية .
والده كان من الآمة والخطباء وحفظة وقراء القرآن الكريم الإمام أما أمه فكانت لاتكتب ولا تقرأ إلا القرآن .
تميز البطل عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان بين أقرانه برجاحة العقل والذكاء وبرع في الخطابة الدينية ولذا اعتلى المنابرَ وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة .
خلال دراسته في المرحلة الإعدادية أشتغل البطل عبد المجيد بالزراعة .
في الخامس من شهر يونيو عام 1967, قامت إسرائيل بالهجوم المفاجئ على مصر وضرب مطاراتها واحتلال سيناء ومن ثم حصلت إسرائيل على نصر لا تستحقه ونالت مصر هزيمة لا تستحقها .
لأن مصر قد تمرض ولكنها لا تموت فقد رفضت الهزيمة وقررت الصمود لتحرير الأرض المحتلة وبالفعل بدأ الكفاح, ففي الثلاثين من شهر يونيو عام 1967 وصلت المعلومات من المخابرات الحربية المصرية , والتي تفيد أن قوة إسرائيلية مدرعة قوامها (15) دبابة ومدرعة سوف تتحرك في منتصف الليل من القنطرة شرق لاحتلال بور فؤاد في الساعة الرابعة فجرًا .
صدرت الأوامر لمجموعة من أبطال الصاعقة بالتحرك إلى بور فؤاد والدفاع عنها ومواجهة القوة الإسرائيلية وفي الموعد المحدد جاءت القوة الإسرائيلية في خيلاء وغرور لدرجة أن كشافات الإضاءة للمدرعات والدبابات كانت مضاءة مما ساعد أبطال مصر في تنفيذ مهمتهم, فبمجرد دخول الدبابات والمدرعات الإسرائيلية كمائن أبطال الصاعقة والتي تعرف بأرض القتل انقض أسود الصاعقة على القوة الإسرائيلية التي أصيبت بالهلع والفزع وتمكن أبطال الصاعقة من تدمير القوة الإسرائيلية بالكامل وقتل 81 إسرائيليًا .
هذه المعركة رفعت الروح المعنوية للعسكرية المصرية والجبهة الداخلية والأمة العربية ولم تفكر إسرائيل مرة أخرى في الإغارة على بور فؤاد .
سُميت هذه المعركة بمعركة رأس العش نظرًا لوجود محطة للسكة الحديد غرب قناة السويس وتبعد عن أرض المعركة بحوالي 200 مترا والمعركة جرت شرق قناة السويس, ولذا سجلت في التاريخ بمعركة رأس العش .
كان البطل عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان يستعجل الأيام للالتحاق بالخدمة العسكرية والمشاركة في معارك الاستنزاف ولكن في الثامن من شهر أغسطس عام 1970 م تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار نظرا لتفوق مصر, وأذاعت وكالات الأنباء تصريحا لابا إيبان جاء فيه :
( لولا وقف إطلاق النار لواجهت إسرائيل تصاعدا في الحرب مع مصر وبالتالي زيادة القتلى والجرحى وتآكل التفوق الجوى الإسرائيلي إن رفض وقف إطلاق النار يضع إسرائيل في موقف أخطر وأشد صعوبة من الآن ) .
كما قال الضابط الهندي ب . ك . ناريان :
( لقد أثبتت حرب الاستنزاف للمصريين أن المثابرة والعزيمة هما الضمان الرئيسي للنجاح , كما اكتسبت القوات المصرية خبرة في مواجهة الغارات الجوية الإسرائيلية والتكتيكات البرية بعد أن استوعبت الأسلحة الحديثة وبدلا من الحرب الخاطفة ذات النتائج السريعة البراقة التي اعتادها جيش إسرائيل اضطرت إسرائيل إلى أن تقوم بحرب دفاعية وتكتيكات دفاعية ضد الإغارات المصرية ولقد حزن الإسرائيليون لهذا الانقلاب في الموقف العسكري والسياسي والذي فرض على إسرائيل إتباع الحذر وأن تصرف النظرعن غارات العمق ) .
بعد حصول البطل عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان على شهادة الدراسة الثانوية الزراعية التحق بالخدمة العسكرية في السابع عشر من شهر سبتمبر عام 1970 .
واصل البطل العريف مجند بقوات بدر الحربية عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان التدريبات والاستعدادات لتحرير سيناء المحتلة وعودتها إلى حضن الأم مصر وعندما حان وقت الحسم أعطاه قائده المقدّم أركان حرب رفعت السعيد العجمي الراية في اليوم السادس من أكتوبر 1973 م العاشر من رمضان 1393 هـ ثم قال :
يا عبد المجيد مصر بين إيديك .. جيش بحاله هيعدي وراك لو نجحت هينجح ولو فشلت هتنهزم مصر كلها .
قام البطل بعبور قناة السويس من الفتحة الشاطئية رقم 11 , 141 وفقا لترقيم قناة السويس لتنفيذ مهامه القتالية ورفع العلم المصريّ وحمايته .
تمكن البطل عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان من تنفيذ مهامه القتالية بشجاعة ونجاح ويعد أول من قام برفع العلم المصري على الضفة الشرقية لقناة السويس في قطاع عبور اللواء 12 مشاة أما البطل محمد العباسي فيعد أول من قام برفع العلم المصري على أول نقطة تم تحريرها وهى النقطة شرق .
واصل البطل عبد المجيد القتال حيث اشترك في أكثر من دورية مع المقدم رفعت السعيد العجمي والملازم أول محمد حسين عطية .
في يوم الثلاثاء التاسع من شهر أكتوبر 1973 م الثالث عشر من شهر رمضان 1393 هـ تم تكليف البطل بمهمة قتالية ونجح في تنفيذها وأسر دبابة إسرائيلية من طراز سونتوريون 7 .
في خضم المعارك على جبهة القتال حيث قصف المدفعية والطيران قام بإمداد أحد مركز الملاحظة المصرية التابعة للواء بالمياه وواصل بطولاته طوال مدّة الحصار حتى الأول من شهر فبراير عام 1974 بعد فصل القوات المصرية عن الإسرائيلية .
في الأول من شهر يناير عام 1975 خرج البطل عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان إلى الحياة المدنية بدرجة رقيب مؤهلات وفي الأول من شهر يوليو عام 1976 تزوّج البطل من زميلته نادية عمارة السيد المعلّمة في مدرسة مسير الابتدائية .
واصل البطل طلب العلم وحصل الحصول على دبلوم المعلمين والمعلمات تخصص الرياضيات والعلوم والأعمال الزراعية للبنين والاقتصاد المنزلي للبنات في عام 1982 .
تنقّل البطل عبد المجيد بين مدارسَ عدّة منها مدرسة مسير الابتدائية ومدرسة سخا الابتدائية ثمّ مدرسة أسماء بنت أبي بكر الابتدائية بمحافظة كفر الشيخ وظلّ يؤدي رسالته بشرف وإخلاص في تربية الأجيال والأنشطة المسرحية والصحفية والخطابية والمجلات الحائطية ومعارض الصناعات الغذائية والدورات الرياضية ومسابقات الشعر والإلقاء وحفظ القرآن الكريم .
في عام 1986 سافر البطل المعلم عبد المجيد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وعمل إمامًا وخطيبًا ثمّ مدرسا للطلاب بالمنطقتين الشرقية والغربية للبلاد .
برع البطل في الخط العربي وأتقن سبعة أنواع منه وأجاد الكتابة على اللوحات الورقية والقماشية والبلاستيكية والخشبية والمعدنية وتربية النحل والطيور والرسام والشعر والزجل .
من كتاباته نذكر ما كتبه تحت حرّ القصف وحرّ الصوم وبأس الحال :
قام البطل بكل حرارة ..
أصدر قراره ...
ولّع شراره
هبّ الرجال ...
عبروا المرارة ...
زحفوا بغزارة ...
وفعزّ نهار الضهريّة ..
عدينا من فوق الميه
وقتلناهم مية المية ..
وقف رفعت العجمي ...
وعطاني راية بلدي
وقالي : أهم إخوانك عدّوا ....
ع الشطّ التاني بيحاربوا
عدّيلهم عدّي
ارفع علمك
حقق أملك
امحي ألمك ...
اغسل همّك ...
حرّر أرضك ...
رجّع فرحك
ازرع ازرع راية بلدك ....
للشطّ التاني وعدّي
الله أكبر .. عديت ..
الله أكبر وديت
كلّ ولاد النصر معايا ...
عبرت ومصر ورايا
قلت لمصر يا مّايا ..
علمك شايله معايا
ردّت مصر بصوت النصر ..
يلا ازرعه يا ضنايا
ارفعه فوق وعلّيه ..
ادفع له دمك وافديه
وخد بالك ..
واحميه علّيه ..
افديه .. احميه ..
يا ولاد الطهر
عبرنا الضهر
خطينا القهر في يوم النصر
وعلمنا فوق زرعنا
لا إله إلا الله
ودفعنا المَهر
فليلة بدر فساعة
بعد ما صاح الشاب الأسمر ..
ندهة مدفع لهبه الأحمر
عدّى لسينا لجل يحرّر
أرض الطهر الرمل الأصفر
عدّى وشايل حقد معكّر
عدى وفات من فتحة معبر
بص وشاف الشمع منوّر
فجر النصر ....
الله أكبر
شالني ومشّى وشايل علمي
ندهتْ ساعتها لخالي وعمّي
يا لّا نغني أعزّ حكاية
بينا نردّد أغلى رواية
يوم ما رفعت لمصر الراية
يوم ما وهبت لمصر صبايا
رزق البطل عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان من الأبناء بـــ ( نوران ) وهى حاصلة على بكالوريوس الزراعة ثم ( نجوان ) وهى خريجة كلية التربية قسم الرياضيات وحاصلة على الدراسات العليا ثم ( جيلان ) وهى حاصلة على بكالوريوس الهندسة قسم الالكترونيات والاتصالات الكهربية بتفوق وكانت من أوائل دفعتها وحصلت لقب ( الطالبة المثالية ) على مستوى جامعتها وتكتب الشعر
وتعشق اللغة العربية وتتقنها وفي عام 1993 فازت بالميدالية البرونزية من كوريا الجنوبية في الرسم وخطوط الأطفال ثم ( إسراء ) وهى حاصلة على ليسانس الآداب قسم الجغرافيا ( تخصص المساحة ) وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الشعر والقرآن كما فازت بلقب الطالبة المثالية على مستوى المحافظة في سنّ مبكرة ثم ( محمد ) الطالب بالمرحلة الثانوية ويكتب الشعر ويحفظ القرآن وتفوق في علم التقنيات الحديثة والالكترونيات .
في صباح يوم الأربعاء التاسع من شهر مارس لعام 2011 الموافق للرابع من شهر ربيع الآخرة 1432 هــ أعلنت عقارب الساعة رحيل البطل عبد المجيد السيد عبد المجيد زيدان إلى الدار الآخرة فرحمة الله على روحه الطاهرة .