رجل لا يعرف الضحك

عادة ما كان يجلس إلينا فهو صديقنا ، ورفيق أيام خلت كنا فيها نجلس في المقهي الذي إعتدنا الجلوس فيه ،أو نمشي من حلوان الى مدينة 15 مايو لحضور ندوة بنادي الأدب هناك ، أو نجمع جنيهاتنا القليلة لنشتري " طعمية سخنة " وعيش لنأخذ وجبة كنا نفرح بها كثيرا ، أيضا هو رفيق ليال كثيرة سهرنا فيها نقول الشعر ونقرأ إبداعاتنا وكثيرا ما كنا نروي نكاتا أو تأخذنا هستيريا الضحك ،خاصة إذا كان أحدنا قد أتى بسيجارة حشيش أو زجاجة خمر من أحقر أنواعه إن لم يكن أحد أصدقاءنا قد منحنا واحدة من الزجاجات المستوردة كهدية ، لم نلحظ أبدا أن صديقنا هذا في العادة لا يشاركنا الضحك ، كنا نضحك ونتمايل وننثني وننفرد وربما يرمي أحدنا برأسه على حجر صاحبنا هذا خاصة إذا كنا نجلس على الأرض عند أحد أصدقائنا لكنه لم يشاركنا الضحك أبدا ، والغريبة أننا إكتشفنا ذلك اكتشافا كأنه غريب علينا ففي ذلك اليوم كنا نجلس على المقهي وضحكنا كعادتنا خاصة أننا لم نلتق منذ فترة ، ضحكنا كثيرا وبعد أن قمنا ذهبت الى البيت مباشرة ولأنني لم أنم منذ يومين كاملين قررت أن أنام مباشرة سمعت تليفوني يضرب قمت ونظرت فيه فإذ بأحد أصدقائي الذي كان في السهرة معي على القهوة قد اتصل بي أكثر من خمسة عشر مرة ، ولأنني كنت متعبا جدا يبدو أنني لم أسمع الجرس في المرات الاربعة عشر الأولى ، وقبل أن أرد انقطع الجرس ، طلبته أنا مباشرة فقد تملكنى الخوف أن يكون حدث مكروها لأحد ، عندما سمعت صوته في الطرف الآخر وجدته يقول بتعجب : ألم تلحظ أن " عادل " لا يضحك أبدا ، بهت كما بهت الذي كفر فيما حدثنا الكتاب الكريم ، وجدتني أقول لصديقي مندهشا
- تصدق
ثم أضفت
- إحنا ليه ملحظناش الحكاية دي قبل كده
ذهب النوم من عيني تماما ، أغلقت التليفون دون أن أودع صاحبي أو أقول له : مع السلامة ، ووجدتني غارقا في أفكار لا أعرف هويتها ، لكن تملكني خوفا عجيبا فقررت أن أنزل الى الشارع وأمشي وسؤال يلح علي بشدة هل يمكننا أن نفقد استطاعتنا على الضحك ؟
تمت

بالتوفيق اخى فى المسابقة
قصة جميلة أحييك عليها

أخى ناصر
بالتوفيق أيها الرائع
تقبل خالص ودي