إلتفت الساق بالساق

[b][code][justify]
تقول التوراة لمعتنقيها،إقتلوا كل جيرانكم القريبون من دياركم،النساء والاطفال والرجال،وأما من يبعدون عنكم،فأقتلوا ذكورهم،كانت الأنباء تتواتر سماعا"لسكان القرى العربية،أن اليهود قد قتلوا من وقع تحت أيديهم من الرجال والاطفال فى القرى المجاورة،وأنهم يسلبون النساء حليهم الثمينةوالأموال،وأنهم على مشارف القرية،هرب الرجال خوفا"من المصير المحتوم ومعهم أبنائهم تحت ستار الليل ،شعرت النسوة بالحزن واليتم الذى خيم على البيوت ،باتت كل واحدة منهن تفكر كيف تخفى حليها ومصاغها قبل أن يأتى الجنود بحثا" عنها،طرقت إحداهن باب جارتها للتشاور معها فى الأمر،لكنها وجدت الحل أمامها حين رأت جارتها تدس مصاغهامع إبنها المعوق ،لم تفكر وبادرت بخلع حليها وأحكمت عليه الوثاق بقطعة من قماش ودسته معه إيضا"،وهمت لتخبر بقية النساء بالخبر،حتى أصبح ذلك الطفل المعوق كنزا"ذهبيا"يحتوى على كل نفائس القرية،فمن هو الذى سيفكر فى إيذاء ذلك الطفل أو الإقتراب منه،داهمت القوة المنازل بحثا" عن الرجال دون جدوى ،جن جنونهم ،حتى وصلوا إلى دار الطفل المعوق ،سألوا أمه عن المكان الذى هرب اليه الرجال ،وبادرتهم بالنفى ،لم يجدوا بدا" من إنتزاع الطفل من أمه لحثها على الإعتراف ،لكنها صمدت كالجبل الشامخ أمام الرياح العاتية ،حمله الجنود إلى السيارة ثُم غادروا المكان ،إنقطعت الأخبار عن الرجال وذلك الطفل المسكين ،الأم أضناها البحث والإستعلام فى كل مكان يدلها أحدا" عليه بإحتمال تواجد طفلها فيه ،حتى يأست تماما" وأسلمت أمرها لله ،مرت السنوات والسنوات ،حتى كادت ذكرى تلك الليلة أن تمحى تماما"،ففى ليلة من ليالى الشتاء إجتاحت السيول القرية لتجرف معها الرمال والكثبان،حتى هدأت قوة ذلك السيل الجارف ،وأصبح للناس حرية الحركة والتنقل ، لتقع عينهم على مقبرة جماعية كانت على حدود القرية ،مجموعة عظام عرتها الرمال التى جرفها السيل ،كانت العظام تحمى بعضها البعض ،توافد الناس على المكان ، كل أسرة تبحث عن فقيدها ،حتى صاحت أم الطفل المعوق (هاهو إبنى ،لقد عاد إلىّ مرة إخرى ) ،كانت ساقيه على بعضهما تحمى إحداهما الأخرى ،كانت كل القرية تعرفه بعلامته المميزة ،بل كان هو الدليل الأكيد على أن تلك المقبرة لرجال القرية الذين قبض عليهم إثناء عملية الهروب ،حملت العظام والجماجم لدفنها فى مقابر القرية بعد إعادة مراسم الدفن الشرعية،بينما حملت الأم ساق إبنها الخشبية ،وتبعتها كل نساء القرية.

صديقى الاديب المتميز/خالد أبو النور
وهنا عرفت أن للنور أبا" خالدا،وجديد الاضافة ،هو جديد التميز للقاص المبدع خالد ابو النور،فعندما أقرأ لك ايضا" أشعر بمن عجن المشاعر ودغدغها لتصبح بين يديه سهلة التشكيل،لاتخرج من بين الابهام والسبابة ،والحركة بينما فى تناغم يؤكدها نعومة الملمس،هكذا تذوب المشاعر ماءا"هو أداة الربط القوية لتماسك ذلك العجين ،سوته نار الفكرة التى ولجت آتونها المشتعل ،لتخرج لنا لقمة سهلة الهضم ،لا تسرف فى الثناء لنا وأنت أهل له،كما هى الصحبة الرائعة من الزملاء فى هذا القسم من كتاب القصة القصيرة ،تنوع الافكار والسرد والاسلوب يضفى زخما"تتنوع روافده لترضى كافة الاذواق .
اشكرك من القلب اخى خالد
واتمنى لك دوما" صالح الاعمال
وبالتوفيق ان شاء الله تعالى
تحياتى وتقديرى

تاالقاص اتلمتميز حمدى البابلى
جميلة هذه القصة القصيرة التى شدنى إليها الغنوان.
ثم تمتعت بقراءتها
فلك الشكر

الشاعر الجميل/ محمد القبيصى
اهلا" وسهلا" بك زائرا" كريما" لمتصفحى ،وشكرا" لك على كلماتك العذبة
تقبل منى وافر التحية والسلام

الاستاذ الشاعر الكبير /عادل عوض سند
اشكرك على القراءة والتعليق ،كما اهنئك على بلوغك الستين وانت ترفل فى حلل الصحة والسعادة.
وأما عن سؤالكم فيما ورد بسياق القصة ،عن دس النفائس مع الطفل المعوق ،وأعتبارها على أنها من نافلة القول ،ولاتصح مع فرض متن الحديث ،فاسمح لى أن اوضح لسيادتكم الآتى :
بما أننى قد أوردت صحيح مايعتقد هؤلاء الأوغاد ،وأنهم إلى يومنا هذا يطبقون تلك التعاليم بحذافيرها ،فأهل غزة ،ودير ياسين ،وقانا بلبنان ،هما البرهان الساطع والأكيد على سوء النية والطوية .
ورد فى متن القصة أنهم يقتلون الرجال فى القرى المجاورة ويسلبون المتاع والحلى والنفائس .
كما يقتلون الارواح البريئة يسلبون أهلها المال حتى لايشتروا العتاد ويعدون العدة لقتالهم مرة أخرى ، وتظل هذه القرى العربية تابعة لهم وفى حاجة دائمة إليهم ،فيجعلون من العرب هم الخدم والعبيد ،وتتحقق نبوءة التوراة بأنهم هم وحدهم الملوك والجنس السامى الذى يسمو فوق كل أجناس البشر .
كانت نقطة الضوء التى بنيت عليها فكرة القصة ،هى هذا الطفل المعوق ،وكيف يكون هو رغم الاعاقة عنصرا" فاعلا" فى الأحداث بالسماح لمن أرادوا أن يكون هو كنز النفائس المتحرك رغم علمه بالخطر الذى قد يصيبه من جراء ذلك ،وصمته الذى يستنتجه القارىء فى نهاية القصة بعدم الاعتراف لمن أسروه بما يحمله داخل ساقه الخشبية أو أن يشى بمكان هروب رجال القرية ، هو بطولة فى حد ذاتها .
أما عن عودة النفائس مرة أخرى ، فيبدو أستاذى الكريم أنكم لم تستنتجوا أنها عادت بالفعل لاصحابها ، فقد حملت الام الساق الخشبية وتبعتها كل نساء القرية التى يعلمن تماما" أنهن وضعن كل حليهم فيها ،وبما أنهن قد تبعن الام ، فهم فى طريقهم الى دار الام لتأخذ كل واحدة منهن حليها ،وهنا نؤكد على المعنى الدفين لفكرة القصة ، أنه مهما طال الزمن فإن الحق سيعود حتما" الى أصحابه مهما كانت التضحيات .
وهنا يبرز عنوان القصة جليا" ،بأن هذا الطفل المعوق قد رفع ساقه السليمة ليحمى بها الأخرى التى لا حول لها ولا قوة ،تأكيدا" على حمايته لكنز القرية كلها.
اتمنى أستاذى الفاضل أن أكون قد وضحت الاجابة على سؤالكم ،وأنا هنا لاوضح لكل قارىء ما غمض عليه من نقاط.
فقط أردت أن أقول أن ماكان من سرد فهو من فروض القصة ، فلم نقصد أبدا" أن نرهق القارىء بالنوافل التى هو محل الاختيار فيها.
وسعيد أنا بك والله استاذى الفاضل لهذه الاسئلة وهذا النقاش الثرى.
تحياتى وتقديرى ومودتى

الاستاذ الرائع /حمدى
اترقب دائما اعمالك وكذلك الشاب الذى بدا رحلة الشباب من جديد الحبيب عادل عوض 0
وقد وجدت مااتمنى حيث اجتمع الاحبة فى عمل واحد (التفت الساق بالساق)0
واتمتع بحوار الاحبةواتعلم على ايديهم كيف يكون العطاء الادبى
اسمح لى ان اشد على يدك لهذا الابداع الرائع
الذى جعلنى اقف مندهشا من عمل جمع بين الحبكة الجميلة والتاريخ والفلسفةوالثقافة الواسعة000ولكن ليس هذا ببعيد على استاذ مثل حمدى البابلى0
تقبل موفور التحية

استاذنا المبدع الكبير/احمد اسماعيل
بزيارتك لنا تزداد بقعة النماء بواحتى الخضراء، كقطرات الندى ساعة الفجر،نغسل بها هموم دهر ،اشكرك سيدى الكريم على كلماتك الطيبة، فمنكم نستلهم حروفنا لتتشابك معها المعانى ،لننسج عباءة بيئتنا،نستظل بها احيانا"،ونلتمس منها الدفء أوقاتا"،ونتركها خلفنا تراثا"كل الوقت.
اشكرك استاذى على مامنحتى اياه ما أبهج يومى معه.
تحياتى وتقديرى واحترامى