رحيل أمى

center] رحيل أمي

جاء القدر

حكم الإله المقتدر

وتعددت أحكامه بين البشر

والحكم كان رحيلك

الحكم أن تغدو الحياة بدونك

الحكم أن أبقى غريبا في الحياة

فأنا الغريق وأفتقد طوق النجاة

الحكم أن شاب فؤادي في صباه

والعمر قد ضاعت أقدامه وتبعثرت بين الدروب خطاه

وانهار سرحي بعد تشييد عظيم عمري قد بناه

فأنا اليتيم وأفتقدك يا أماه

وأنا الشريد قد ضل مأواه

ماذا أقول لإبنتى وهى التي ؟

سألتني أين جدتي؟

أين التي كانت تداعب مهجتي؟

أين التي كانت تعانق فرحتي؟

تحنو وتمسح دمعتي

يا ويلتى

جاء الرحيل بنيتي

والمولى قال وديعتي
أودعتها في دنيتي وأخذتها في رحمتي

فالكون من صنع الإله صغيرتي

***

وأبى تخبط في الدجى

فهو الرفيق لدربك

فقد الحبيب بفقدك

وهو الذي يشدو عفافك وقد تغنى طهرك

أراه قد مل الحياة بدونك

أراه قد فقد الأمان فدفئه من شمسك

فتساقطت أوراقه

وتمايلت أغصانه

فهو الذي قد ضاع منه ردائه

وهو الذي الحزن يملك قلبه

أرى خطاه تبعثرت وتناثرت

أرى بحور الدمع من عينيه ترقرقت

أراه أجسادا تعذبت وتألمت

فالجرح يا أماه أعمق من أبى

الجرح أقدر أن يشيب وينحني

***

هذا الرضيع بن أخي

قد كان يسكن حجرها

عرف السكينة والوئام من ملامح صوتها

وتجرع الدفء الحنون بحضنها

كم قبلته بثغرها

كم ظللته بظلها

كم داعبت أحلامه فهو الصغير لابنها

أراه يبحث في العيون عن ملامح وجهها

أراه صمتا أو سهادا أو سؤالا حائرا

أراه صرخات تعالت أراه صوتا ثائرا

أراه تائه في الوجود

أراه قد عرف الصمود

أراه قد علم الحقيقة أنها أبدا وأبدا لن تعود

فالشمس في محرابها قد أيقنت وقت الغروب

والليل في سكناته ياتى النهار لكي يذوب

ورياح العمر مهما تأخرت لابد أن يأتي هبوب

أيامنا معدودة لكننا نبغي الهروب

ونعانق الآمال والأحلام كي تزداد خطواتنا وسط الدروب


***

ما عاد للآلام جرح بعدها

فهي التي حوت الآلام بأسرها

كل ألامي نزفتها في فقدها

ستغيب عن أيامنا شمس الوجود

ستحاط دنيانا التي نحيا بها بالمخاطر والجمود

فهي التي من أجلها الرزق يأتي بلا حدود

وعزائنا في فقدها أن الحياة بلا خلود

فالخلد لله الذي خلق البرية والوجود