أين أنا

أين أنا

منذ نعومة أظافري وأنا أجد فى نفسي شخصية قياديه متعددة المواهب والقدرات ، ولست وحدي من تنبأ بهذا فلقد تنبأ لي به الكثير من أساتذتي فى المرحله الابتدائيه والاعداديه ، كنت فنانا أرسم اللوحات وأغني بأجمل الأصوات وعبقريا لا يكتفي فقط بحل المسائل المستعصيه فى الجبر والهندسه بالمرحله الاعداديه بل كنت أضع أنا مسائلا صعبه من عندي وليست من الكتب وهذا ما جعل أستاذي رفيق أن يفخر بي ويتنبأ لي بمستقبلا باهرا، ولكن الفقر الذي كانت تعيشه أسرتى المكونه من خمسة أبناء هما بنتان وثلاثة أولاد أنا أكبرهم، وأمي وأبي وثلاثة بنات أخريات متذوجين يكبرونني فى العمر جعلنى أدخل الثانويه الفنيه لأكتفي بشهادة الدبلوم (دبلوم صنايع) حتى أعمل وأساعد أبي كبير السن فى المعيشه ونفقة اخوتي سواء أكان من تعليم أو ومأكل وملبس ، عملت وشقيت وكافحت وعانيت حتى أن أصبحت تاجرا شاطرا وجعلنى الله عونا لأبى واخوتى وأختيي اللاتين تذوجا، حتى أخي الذي يصغرنى بعام أعطيته محلا برأس ماله وزبونه وشجعته حتى أصبح هوا الأخر تاجرا وكم من شاب عمل معي علمته وشجعته حتى أن أصبحو تجارا ( معلمين )
أنا الأن فى أوائل العقد الثالث من عمري وحظيت بشهره كبيره بين أصدقائي ومن يعرفونني بالحنكه فى التجاره والعمل، والحكمه فى الأمور الحياتيه كل من حولي يظهرون لي دائما أنهم الأفضل وكنت لا أبالي لهذا لأنهم بمجرد أن تواجه أحدهم أية مشكلة أجدنى مستشاره التجاري أو طبيبه النفسي ،
هواياتى كثيره أهمها الكتابه فأنا أعشقها بجنون ، أكتب ذجلا وخواطرا وأغاني ، أعشق الفن وأرانى ممثلا ينقصه الكثير من الجرأه أتمنى أن أكون مصمم معارك لأعمالا سنيمائيه ولدي الخبره في ذالك حيث أننى كنت أمارس رياضة الكاراتيه والكونج فو، كل هذه هوايات فطريه وتنقصني الخبره،عرفت القليل من الوسط الفنى ولم يساعدنى أى أحد أو يمد لي يدى العون ، علمت من أحد أقربائي من والدتى أن لي خالا أسمه أسامه العاصي هوا مخرج مسرحى ولم يخطر ببالي يوما أن أذهب اليه ، فعزة نفسي تمنعني من أن أفرض نفسي على أحد، أنا مرحا بطبعي أعشق الحياه ولكن بداخلى كم هائل من الأحزان ولذالك لقبنى أحد أصدقائي بطائر الفن الحزين ،
بعد أحداث ثورة 25 يناير كسدت تجارتي ولست وحدى من كسدت تجارته فكلنا في مركب واحد وذالك مما جعل من لي عندهم ديون لا يقدرون على السداد ولا أقدر أنا على مطالبتهم بقسوه ، أما من لهم عندى ديون فلم يمهلونني أخذت أسدد واحدا تلو الأخر وأنظر لمركبي وهى تنهار أمام عيني، أصبحت فى أسوأ حالاتى النفسيه ،
أين مستشاري التجاري ؟
أين طبيبي النفسي ؟
أثق بنفسي ولكنها أين ، أنا لا أجدني ، لقد تحطمت معنوياتى وكرهت العمل ،
بدأت ثقتي بنفسي تتضائل ، صرت أمشي فى الشوارع كالتائه ، والناس يمرون من حولي يتحدثون ويضحكون ، وكأني فى حلم ، كأني فى احدى الهلوسات التي كانت تأتيني حين أمرض بالأنفلونزا ، انها الحمى ،
لم يكن للثورة ذنب ، بل هوا قدري ، أعلم أنها مرحله وستمضي ، القادم أفضل وسأفتش عن نفسي ثانية، لأجدني فى مكان لا يعلمه سوى الله ، سأقود من جديد ،
لن أسمح لكي يا نفسي بالانهيار ،
فأنا "
أثق بالله ثم بكي .

القاص الجميل/رضا عثمان
اجمل القصص من يأتى من واقعية شديدة الخصوصية،والقاص الماهر المحنك من يعيد ترتيب الافكار مع رتوش الانبهار،وقد يصادف ماكان هنا كثيرون ،يجدون فى انفسهم ماليس فى الآخرين،وتميزهم هذا يجعلهم اصحاب قدرات خاصة،تزداد آلامهم ومعاناتهم عند اول حجر عثرة فى الطريق ،هؤلاء اصحاب حساسية خاصة تصل حد الافراط ،لذلك حزنهم يكون كبيرا"دون غيرهم ،انت اقتطعت بمهارة شريحة خاصة من مجتمع تشارك فى عمومية الهدف ،وهذه مهارة ان تظهر للناس مالا يروه من اعماق النفس البشرية.
تحياتى وتقديرى

أشكرك استاذي الكبير حمدي البابلي ، ويسعدني جدا رئيك المشرف
والذي اتضح لي من خلاله ، أنني قد أسير بخطى جيده
أو لا بأس بها فى طريقي الى كتابة القصه
ودمت بخير وحب

أستاذي عادل عوض صاحب البسمه الجميله والمداعبات اللطيفه
والله لكم يسعدني دائما أن أراك مار على ما قد أكتبه
ورئيك في كتاباتي دائما وسام أضعه على صدري
وأعترف لك أنها فعلا جانب من قصتي ومسيرتي ههههه
دمت بخير