نسيتُ فذكّرني..
كيفَ القمرُ دونَكَ طَلّ؟
والبيوتُ البيضُ تفيضُ بالفلّ
وكيف نذوقُ الهوى والقلبُ يهابُ الكلَّ والكُلّ؟
الياسمين الأمهقُ يُكسِّرُ الندى في الفجر
فقُلْ يا هذا لمَ لا يسلحبُ الندى إلا بكَسر؟
قلْ كيف تحتمل الديار المضرّجة بالهجر؟
وأنتَ راحلٌ لم تعُدْ ترانا
وأنتَ باقٍ راحلٌ لم يعُد هواكَ على هوانا
وأنتَ مشقرٌّ لم يعُدْ يعنيكَ انعكاسُ الأمسِ في مرايانا
وأنتَ مصفرٌّ لم يعُد يخضرُّ لوجده قلبُكَ حين يسمعُ أغنيةً تذكّرُ بالبلاد
قلْ فما عاد بالبال أيّ جوابٍ أيُّ اعتقاد..
قد نسيتُ فذكّرني..
كيفَ الحياةُ قبلَ "أنت"؟
وكيف كنتُ قبل" أن كُنت"؟
أنتَ كم لا أريدُ قلت؟
وكم مرَّ من رحيلٍ على إرادتكَ تلك؟
قُلْ..
ما هدفُ الإصابة بحبّة رملٍ في الوريد
وما جدوى مضيِّ حياتي كما أريد؟
وما سيكسبُ قوس قزحٍ لو تخلّت عن لونها فراشة
ولو بدّل الجلّادُ شراستهُ بعاطفةٍ والتفاتة؟
أنا يوماً لن أعودَ أنا, دودٌ سينهشني وصديد
لكن ماذا عن تلك الروح الناعمة؟
تلك الطفولةُ التي ترسم فتاها على طرف جدار
وتغنّي العشق وشوشةً لكن بتصميمٍ وإيمانٍ وانبهار
تقول: أحنت سوسنةٌ ثغرها على شفتي وغنّى لي هدهدٌ "سلامٌ عليكِ يا ديار"
تنبئني الطفلةُ في الصورة سيأتي حبيبي اليوم, لن يمضي سهواً هذا النهار..
بل فعلاً سأرقصُ ويرقصُ حتى الحصار...
فامضِ يا حياةُ كما تشتهين..
لن يعلم أحدٌ ,بشكلٍ دقيق, معنى ماقلتُ في ذاك الحوار!
أهو إسرافٌ وإنهاكٌ للقصيدة؟
أم أنّهُ الحنينُ لبلادٍ خياليّةٍ سعيدة!
فقل..
ما هدفُ الإصابة بحبّةِ رملٍ في الوريد؟
وما جدوى مضيِّ حياتي كما أريد؟
قد أريد وقد أحصلُ على ما أريد..
لكنَّ المنتهى بعيدٌ بعيد
والّليلكيُّ ليسَ كحليّاً ولا رماديّاً, إنه منفردٌ مثلي ومثلي وحيد..
وما عِبرةُ أن تريد كما أريد؟
والتيارُ يجري والحوارُ عنيد
الكلامُ مضنٍ بينما الخرسُ مفيد
واليأسُ عمليٌّ والإيمانٌ شفويٌّ سلطويٌّ وعليهِ ألفُ رقيبٍ عتيد..
ذكّرني فقد نسيت..
مارقٌ منّي
مارقٌ عبري
مارقٌ قُربي
هائمٌ مثلي
تذكّر!
واضحٌ مثلي نسيت!
لا ميزةَ في ولهِ العاشقِ إن لم يمُت حين يَخيب
ولا ميزة إن لم يخِبْ وإذا أرادَ فأُجيبْ!
وما غرضُ الفكرة إذْ عصفتْ, فجفَّ الحُلمُ وانطفأتْ
وأعادَ القصّةَ ليلقاها وأنا سأعيد..
ماهدف الإصابة بحبّةِ رملٍ في الوريد؟
وما هدف مضيِّ حياتي كما أريد؟
وما أريدُ هو نسجُ الحواسِّ إذا أردتَ
وهو الرحلةُ الأولى إن الأحبارُ قُرأت كما يُقرأُ ,غريزةً, وجعُ الوليد..
قلْ..
كيفَ تريدُ ولا أريد؟
وأريدُ ولا تريد؟
ونريدُ ولا يجرؤ أحدٌ أن يريد؟
وما جدوى مرور العمرِ بدونِ موعدٍ أنتظر فيه حبة رملٍ في الوريد!
فأُمضي حياتي حلوةً بلْ مرّةً
إنما حرّةً كما أريد
فامضِ يا حياةُ كما تشتهين
فأنا أريدُ
وأريدُ
وأريدْ.....