ثورة التحرير هى الثورة التى قام بها شباب 25 يناير وقد اطلقت عليها ذلك الاسم لان هذه الثورة نبعت من ميدان التحرير فكان الميدان هوالقلب النابض لشعب مصر وكان الام التى احتوت ابناءها فميدان كان محلا مختارا من قبل شباب 25 يناير لعله من اسمه فهو ميدان التحرير الميدان الذى سيشهد تحريرهم من هذاالنظام بل تحرير مصر من الفساد وبالفعل فمن اشرق صباح يوم الثلاثاء وظهرت الشمس بنورها العظيم تغطى ارجاء البلاد حتى خرج الشباب من كل مكان خرجوا فى انتفاضة عظيمة خرجوايهتفون قائلين
نحن شباب مصر مازالنا احياء ومازالت مصرى تجرى فى عروقنا وهتفوا فى صوت عالى اهتزت له مصر
"لن نسمح بعد اليوم ان نكون مغمورين تحت التراب فقد خرجنا ولسنا بعودة الى مكاننامن قبل سنظهر على وجه الارض ونسير على تراب مصر "
وهتف الشباب فى صوت واحد نريد حرية عدالة اجتماعية حياة انسانية
هتفوا معلنين انهم يرفضون الفسادالذى قد تجلى فى بلدنا فى العقود الاخيرة واذداد فى هذا النظام لاسيما فقد عان هؤلاء الشباب من الفساد فى كل مكان واصبح الفساد ملموسا لاى انسان ان يراه سواء كان طالبا اوعاملا اواى طائفة من طوائف الشعب المصرى فقد عانت الكثير والكثير ففى العقود الاخيرة تربعت كلمات الظلم والفساد على عرش السيادة بينما اصبحت كلمات العدل والمساواة مدفونة فى التراب فى من يعيدها الى عرش السيادة مرة اخرى وعندما كنت ارى الرياح التى تهب على مصر وهى تحرك هذا التراب وتحمله من مكان الى اخر كان يساورنى ان هذه الكلمات التى دفنت منذ زمن بعيدتسير مع الرياح تطلب من اى شخص تقابله ان يهب لها الحياة وان يعيد اليها الروح مرة اخرى ولكن مااحد يرد عليها فقد صارت اذنهم صماء والسنتهم عاجزة عن الكلام وقلوبهم ينبع منها الخوف بدلا من الدم . فتعود هذه الكلمات بعد ان تهدا الرياح الى مكانها وتكتم انفاسها فى انتظار من يتجرا ان يعيد اليهاالنبض فاذا بشباب مصر يخرجون يوم الثلاثاء االعظيم وبالفعل تبدا الروح تعود الى هذه الكلمات يوما بعد يوم فقد خرج الشباب معلنين انهم قد صمتوا طويلا واغلقوا افواههم كثيرا ولكن قدحان الوقت الان لدفن الكلمات التى تربعت على عرش السيادة واذا بى ارى منظرا غريبا ارى السماء بيضاء جميلة قدعادت اليها الحياة بخروج هؤلاء الشباب وارى تراب مصر يهتز ويرقص كانه فتاة جميلة . وبدات القنوات المصريةوغير المصرية تتحدث عن هذه الانتفاضة التى قام بها الشعب . ولكن عندما اخبر االرئيس مبارك بما فعله الشباب من قبل الحكومة ورجال المال والفساد ضحك ساخرا قائلا
اطمئنوا اطمئنوا لاتخافوا فان هؤلاء الشباب ماهم الا عبيد عندنا ومالهم حقا عندنا فمكانهم تحت التراب وليس فوقه
اطمئنت الحكومة ورجال االمال واعتقدوا ان الثورة ستخمد بعد ساعات قليلة ولكن ذكاء الرئيس قد خانه هذه المرة فما ان يعلم الرئيس ان الانتفاضة مازالت مستمرة وانها قد دخلت يومها الثانى حتى بدا القلق على وجه الرئيس ان يفقد عرشه الذى امتلكه اكثر من 30 عاما وبدا الرعب على وجوه الوزراء يضعون ايديهم فوق صدورهم يدعون ربهم فى الليالى المظلمة قائلين استرنا يارب لايعلمون ان الله لايتقبل دعوة من هؤلاء الظالمين الذين سعوا فى الارض فسادا وينفرد الرئيس وحده ويفكر فى حجرته المذهبة ويحاول ان يقنع نفسه ان هذه الثورة ستنتهى قريبا ولاتترك لها اثرا ودخلت الثورة يومها الثانى يوم الاربعاء وكما يسميه البعض بيوم الشهداء يوم ارتوى فيه تراب مصر بدماء الشهداء ففى اليوم الثانى خرج الشباب يستكملون مسيرتهم نحوالاصلاح والقضاء على الفساد وبالفعل بدات جميع المدن تشهد مسيرات يقوم بها شباب مصر وتبدا الحشود فى التوجه الى ميدان االتحرير يهتف الشباب بمطالبهم فاذا بمنظر غريب يشاهده كل مصرى ويفاجا به كل شاب متوجه الى الميدان اذا برجال الامن المصرى كما يسمون يتدخلون لفض هذه المسيرات ويستخدمون االعنف والقوة مع هؤلاء الشباب المسالم الحر وتبدا الكاميرات المختفية التى تعمل لقنوات عدة فى التقاط صورا بشعة صور يمثل فيها رجال الامن وهؤلاء الشباب كانهم اعداء يحاول ان يقتل كل منهما الاخر واذا بميدان التحرير يصرخ وينادى رجال الامن
ماذا تفعلون بحق السماء ماذا تفعلون؟
ويسقط امامنا وعلى مراى من اعيننا شهيدا بعد شهيدا وميدان التحرير يبكى وتسيل دموعه لتختلط مع الدماء الشريفة التى ارتوى بها تراب مصر . كل هذا كنت اراه على احدى القنوات العربية فاذا بى وانا فى اندهاش عجيب ارى كل مصرى يتسال اهذا يحدث فى مصر ويحاول ان يكذب نفسه فاذا بى اتجه الى قناة التليفزيون المصرى فاجد انها حقيقة وقد اعلن التليفزيون ان هناك اشتباكات عنيفة بين رجال الامن والمتظاهرين وتعرض بعض القنوات صورا من هذه المشاهد فارى منظرا محزنا ارى شاب يمسك فى يديه الحجارة يحاول ان يقذف بهارجال الامن ورجال الامن بدورهم يطلقون عليه الرصاص وكانى ارى مشهدا مجددا من مشاهد الاشتباكات بين الشعب الفلسطينى والعدو الصهيونى واحاول ان اكذب نفسى بان رجال الامن المصرى ليس بعدو صهيونى ويحل الظلام هذا االيوم الذى شهد قتل الابرياء على يد اخوتهم من رجال الامن وارى القمر يبعث بنوره ليواسى كل ام فى كل بيت فقدت ابنها وارى نوره يبعث الامل فى نفوس الشباب ويشرق يوم جديد وتطل الشمس بنورها وتتكرر المشاهد فى يومها الثالث واذا بالشمس تغرب عن هذاالميدان تريد ان تخفى وجهها تريد الا تكون شاهدة على قتل المصرى لاخيه وتدخل مصر يوم الجمعة اليوم الذى شهد انتفاضة قوية فاذا بشعب مصر بعد ان ينتهوا من صلاتهم يخرجون من كل مسجد فى طريقهم الى ميدان الحرية وتشتد فى هذا اليوم الاشتباكات وبحلول الليل اذابمقرات تحترق واقسام شرطة تشتعل واذا بسجون فتح ومساجين تفر وذعر وخوف يملا القلوب والعجيب هو انسحاب الشرطة من ارجاء البلاد بعد نزوح القوات المسلحة الى الميدان واستقبال الشعب المصرى لها كانها الفرج الذى سيحل بالشعب وتمنىالشعب ان يتدخل الجيش وان يطلق كلمته التى تغير مصير مصر من الاسوا الى الاصلح والغريب عندما تسير ولاتجد رجل من رجال الامن تتسال
اين هم رجال الامن ؟ اهجروا البلاد ام قتلوا ام انشقت الارض وابتلعتهم
كل هذه التساؤلات دارت فى اذهان كل مصرى ولكنه لايجد لها اجابة لايجد سوى مساجين فرت وذعر يملا القلوب ومحلات تسرق واذا بى اسمع فى احدى القنوات صراخ ام تسنجد وتطلب العون فهى لاتستطيع انتحمى ابناءها وصراخهايدوى فى السماء وتدخل مصر فى حالة من الفوضى والذعر وفى نهاية الليلة اذا بالرئيس يخرج من حجرته المذهبة بعد تفكير طويل دام ساعات كثيرة بعدان اعلن صمتا وكان يقنع نفسه فى كل ساعة تمر وكل ثانية تدق ان هذه الانتفاضة ستختفى بمرور الايام وتزول بزوال الليل ولكن هذه الانتفاضة منذ25 يناير قد بعث اليها الروح وقد ارتوت من دماء الشهداء ويخرج الرئيس ويقرر انه سوف يقيل هذه الحكومة وبعد نهاية الخطاب تصرخ كل ام وكل شاب شهد قتل اخيه ويقف ميدان وسط الجموع يتسال
اهذا ثمن الشهداء
اهذاثمن الدماءالتى سالت
وبدات بالفعل المسيرات تستمر وتدخل فى يومها الخامس مع انسحاب رجال الامن واصبح كل شاب وكل شابة ينادى برحيل النظام وعلى راسه الرئيس وتستمر المظاهرات الى ان يخرج الرئيس مرة اخرى ويعلن انه كان لا ينوى الترشح لفترة رئاسية جديدة ويعلن انه يدعم حرية التظاهر فيقف المعارضون بعد نهاية الخطاب يتسالون
اين هى حرية التظاهر ا الحرية فى نظر الرئيس ان يقمع المتظاهرين وان تسال الدماء وترتفع الاصوات باى ذنب قتل هؤلاء الشهداء اذنبهم الوحيد انهم خرجوا من تحت التراب واذ ينطلق بعض المؤيدين للرئيس وخاصة بعد الخطاب يرددون فى جماعات ماذا تريدون اكثر من هذا فقد اعلن انه لن يترشح
فيقف ميدان التحرير مدافعا عن دماء الشهداء
اهذا ثمن بكاء ام على ابنها
اهذا ثمن صراخ قلب اخت علىاخيها
اهذا ثمن ام جفت دموعها حتى تاخذ بثأر ابنها
وصرخ الميدان انه فى يوم ما وفى لحظة ما سيشهد هذا الميدان بل ستشهد مصر كلها رحيل هذا النظام وعلى راسه الرئيس مبارك
وفى هذه اللحظة ستنفجر الامهات بالبكاء وتفيض العيون بالدماء وتسيل على تراب مصر لتعيد لدماء الشهداء الحياة وفى هذه اللحظة سيرى كل مصرى الفرحة فى قلب كل ام وكل اب وستشرق الشمس بنورها العظيم وتبعث باشعتها لتطوى ليالى امتلات بالدم والفساد مع هذا النظام
وبالفعل فما ان تدق الساعة السادسة مساء يوم الجمعة الحادى عشر من فبراير حتى يخرج نائب الرئيس عمرسليمان ويعلن ان الرئيس قد تخلى عن الحكم حتى يرى ميدان التحرير الفرحةالغامرة فى قلوبالمصريين وترى القمر يرسل اشعته يريد ان يشارك المصريين فرحتهم بهذا النصر العظيم ويهنىء كل مصرى
ثم يهتف الجميع
لقد صدقت لقد صدقت ايها الميدان !! فقد رحل النظام