لماذا لا يكون دستورنا شرع الله ؟
إن لم يكن الوقت الآن مناسباً لتطبيق شرع الله فمتى يكون؟ نحن في أمس الحاجة إلى العودة إلى الله ، وإلى دستوره القائم على أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،حتى تطمئن قلوبنا وقلوب كل من يعيش على أرض بلادنا الطيبة التي كرمها الله وذكرها في كتابه عدة مرات، قال صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي».فمهما بحثنا لن نجد أفضل من دستور الشريعة الإسلامية لإقامة العدل والاستقرار في البلاد ،لأنه دستور إلهي يخاطب كل البشر بمختلف عقائدهم في كل زمان و في كل مكان و لأن الشريعة الإسلامية تمتاز بصفات الكمال والشمولية والسمو في تنظيم العلاقة بين المسلم والغير مسلم بما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه نفسه ودينه ووطنه يعرفها الجميع .فعلى المستوى الاجتماعي نجد أن الشريعة الإسلامية قد نظمت العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين فحثنا الإسلام على البر بهم والإقساط إليهم، أما عن الجانب الاقتصادي واستثمار الأموال فلعل ردود أفعال خبراء الاقتصاد في العالم عقب الأزمة المالية العالمية الأخيرة ودعوات الكثير منهم إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وإلغاء النظام الرأسمالي لخير دليل على قوة وعظمة الشريعة الإسلامية في إدارة التعاملات المالية بكل فئاتها وتخصصاتها وفي المحافظة عليها من الانهيار ، وهذا ما دعا إليه وأكده رئيس تحرير مجلة (تشالينجر) الفرنسية, الذي طالب في افتتاحية عدد المجلة الصادر بتاريخ 11 سبتمبر 2008 , بتطبيق النظام الإسلامي لإنقاذ العالم من الأزمة الاقتصادية ، وحتى تنتهي موجة الفتن التي أحاطت بالبلاد والعباد ، وبات المرء لا يعرف الحق من الباطل ولا يفرق بين المنكر والمعروف فصارت الفتن قائمة ولن تخمد إلا بالعودة إلى المرجعية الربانية والسنة النبوية الشريفة من خلال الحكم وتطبيق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا ) لذا ليس لدينا مخرج إلا كتاب الله ففيه الخير كله لنا جميعا، لأن هذا الكتاب يأمر بالعدل للمسلم وغير المسلم على حد سواء فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(
فإن هذا الكتاب الذي نزل من السماء على خير البشر فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا ،فقد وصانا النبي صلى الله عليه وسلم به فقال : " كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَة ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) ، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " فأي أفضل من ذلك الدستور الذي يملأ الأرض قسطاً و عدلاً وينقذ البشرية من الظلم والطغيان ، فتعالوا بنا جميعا نلتف حول دستور الشريعة الإسلامية لتحيى به القلوب والأجساد في أرضنا الطيبة بمسلمها وغير مسلمها ، كما عاش يوسف عليه السلام في أرض الكنانة والسلام يحكم فيها كوزيرا للمالية في هذه البلاد بعدله بين الناس فعاش الناس في عهده في رخاء واستقرار وأمن وآمان، فهل أخذنا من قصة يوسف العبرة والتذكرة كما أخبرنا المولى عز وجل في كتابه فقال : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
أحمد محمد أحمد مليجي
المصدر الاهرام
http://gate.ahram.org.eg/User/Topics...87-%D8%9F.aspx