تعديلات ...أسرية

[b][right]
بهره جمالها،تحرى عنهاحتى علم أنها تريد رجلا"بمعنى الكلمة،هاهى الفرصة سانحة أمامه،فلاينقصه شيئا"ليتقدم لخطبتها،فكل ماعليه أن يتقن دور الرجل من الرومانسية الحالمة الى الصرامة القاطعة،نجح فى الأختبار وتمت مراسيم الزواج بعد فترة وجيزة من الخطبة،بعد شهور الزواج الأولى إكتشف كلا" منهما نقائص الآخر،فهى قد علمت نقطة ضعفه فلعبت عليها بمهارة،وهو علم منها أن والدها كان لاحول له ولاقوة ،وأن والدتها كانت هى الآمر الناهى فى المنزل،لهذا كانت تريد رجلا"تلجأ إليه وقت حاجتهاليحميها من إستبداد الأم الطاغى،علمت أنه أرادها زوجة لجمالهافكانت تعاقبه بالحرمان فى الفراش،حتى رضخ لاوامرهاتنازلا" وراء الآخر،وأصبح صورة كربونيةمن والدها مسلوب الارادة،سارت حياتهما مملة على وتيرة واحدة،أنجبا خلالهاأربعة من الأبناء ،ذكورا" ثلاثة وبنتا" هى آخر سلسلة التوالى فى المواليد،كبر الأولاد،عاشوا التوترات والمشاحنات بين الأب والام،محاولات الأب المستميتة لأنتزاع المكانة والهيبة التى كانت تبوء كل مرة بالفشل أمام العقاب بالحرمان،وتسلط الأم وإنفرادها بالقرار،كان الأبناء يجتمعون خلسة لمناقشة مشاكل الأب والأم لايجاد حل ينتصرون فيه لأنفسهم المشتتة بين الطرفين،لم يكن بيدهم وسيلة للخلاص تحت هذا الحكم الذى يكفل لهم المأوى والملبس والمأكل،حتى إتفقوا فيما بينهم على قرار حكموا فيه العقل والمنطق،أن يستكملوا دراستهم أولا"حتى يتخرج الأبن الأكبر وينهى تجنيده الألزامى ويلتحق بسوق العمل،حينها سيملك قراره بيده ويعلن حالة التمرد على الأستبداد القائم،إنكب الأخوة على التحصيل حتى تحقق الحلم الأول ،كانت حركات التمرد سلمية بعدم إطاعة الأوامر التى تحد من الحرية،كانت المساعدات المالية تتسرب الى جيوب الأخوة لمواجهة قرارات الأم الإقتصادية ،أحست الأم أن أسلحتها تفقد قوتها يوما" بعد آخر،كان رفض الأبناء مهذبا" وفى صمت ،حتى لجأت الأم إلى الزوج لمعاونتها فى كبح جماح التمرد،شعر الزوج أن له دورا"فى الأسرة بعد أعوام طويلة من التهميش الجبرى ،لكنه لم ينس سنوات القهر والعسف ،تظاهر بالموافقةلكنه كان يبطن الأنتقام،جمع أولاده على مائدة الطعام وإحتل منها المقدمة،بدأ حديثه بلهجة حادة آمرة بأن كل مايفعلونه نهايته الفشل الذريع وأنهم سيحتاجون إلى معاونة الأسرة مهما طال بهم الزمن،النظرات الجانبية بين الإخوة تفصح عن علامات الإستفهام فى سر التحول المفاجىء وتقمص دور الزعامة على ريادة الأسرة ، بينما هم يعلمون السر الدفين لسبب الإطاحة به عن عالمهم الأسرى،ينفض الإجتماع ،ويدلف كل الأعضاء إلى الغرف يوصدون الأبواب عليهم ،يطرق الأب باب الإبن الأكبر،يجلس على حافة الفراش ،يلوح بعلامة النصر،تنفرج اسنانه عن إبتسامة كبيرة،يؤيد ويشجع بكل قوة ذلك التمرد ،يحصل على الموافقة بالانضمام إلى الحركة حين يحتضنه الإبن إنتصارا" للرجولة الغائبة والتى حرم منها طويلا"،يكرر مافعله فى غرفة الأبن الثانى حتى وصل الى غرفة إبنته وتردد فى أن يطرق بابها ،خشى الأب أن تنقل إبنته ماسيدور بينهما إلى أمها فيكون عقابه وخيما"،لكنه استجمع شجاعته وتفاؤله من الجولات السابقة وطرق الباب ثم ولج فى خفة الى مقعد إستقر عليه ،ثم نظر إلى إبنته نظرة فاحصة أعقبها بسؤال فورى (هل أنت مع ماتفعله أمك بنا؟؟)،يتلقى الأب إجابة فورية(ولماذا تركت لها الحبل على الغارب؟؟)،ثم إستطردت فى الحديث (لقد كنت فى غاية الحزن والأسى وأنا أراك فى هذه الصورة التى لاأرضاها لك أبدا"،لماذا ياأبى لم تقم بدورك معنا كأب نحس معه بالحنان والحماية من أى عدوان علينا؟؟)،يصمت الأب واضعا" رأسه بين كفيه،ناظرا" الى قدميه ،تتلاحق الدموع من عينيه،إنه صمت الأعتراف بالخطأ،تقفز إبنته من مكانها ،تحيطه بذراعيها فى حنان بالغ ، تقبل الرأس المنكس بالأنكسار ،تقول له :لا لا يا أبى لا أريد أن أراك بهذه الصورة ...أنت تزيد من عمق آلامى ..لايجب أن تكون هكذا أبدا"...إنتصر لنا ياأبى ...أريد أن أحكى عنك لأصدقائى كما هم يحكون، لقد حرمتنى أن أذكر عنك شيئا" سنينا" طويلة )،يمسك الأب بيد إبنته ،يرفع رأسه لينظر إليها مليا"،يقف منتفضا"،يخرج من الغرفة،يقف فى ردهة المنزل، ينادى على الجميع بالحضور،يأتى كل واحد منهم متثاقل الخطى و فى شبه دائرة يحطيون بالأب ومعهماالأم التى وقفت تمصمص الشفاه فى استنكار وحين حاولت الكلام ،كان صوت الأب جهوريا"،(من الآن فصاعدا" من يريد شيئا" فليطلبه منى أنا،من له مشكلة فليفتحها معى أنا،لاتخجلوا من أى شىء ،وأنا كفيل بوضع الأمور فى نصابها)،يصفق الأبناء لوالدهم أمام الأم التى إنفجرت فى وصلة كلامية متلاحقة تصب فيها جام غضبها على الجميع ،تنسحب وهى تشيح بوجهها عنهم ،تعلو ضحكة من الإبنة لاتصدق ماتراه عينيها،يتأبط الأبن الأكبر ذراع والده إلى خارج المنزل،يعودا بعد وقت قصير،يحملان سريرا"ومشتملاته ،يفرغ الابناء فى وضع الفراش فى مكانه الجديد بغرفة المكتبة،قرر الأب أن تكون غرفته الخاصة،تمر الأيام بين سكنات وإضطرابات ،تقاوم الأم حركة التغيير دون جدوى ،أثناء طعام الغذاء على المائدة المستديرة،تقترح الأم رغبتها فى تغيير أثاث المنزل لكسر الملل والرتابة،يستفتى الأب الأبناء ،يوافق شعب المائدة على الإقتراح ،تسأل الأبنة أمها(مارأيك ياأمى لو وضعنا غرفة نومك مكان غرفة المكتبة؟؟ سيكون جميلا"أن تشرق الشمس عليها كل صباح)، تهز الأم رأسها بالقبول.

المبدع الجميل /حمدى
كلما قرات لك احسست اننى امام اديب كبير انهل من ابداعه الرائع الذى يجعلنى اعمل فكرى
واشعر باننى امام عمل ادبى يحتاج الى الفكر
وتتزاحم لدى الافكار واسال :ماذا يقصد الاديب حمدى ؟
واقرن العمل (تعديلات 000اسرية)بالتعديلات التى حدثت فى ثورة 25 يناير000و000000ووهذا سر ابداع حمدى البابلى

القاص الرائع/خالد نور
يدهشنى استنباطك لما يدور فى فلكى الحالم بالسماء الصافية،تسبح فيها النجوم حول القمر فى تناغم وإنسيابية لاتخطىء فيها المدار.
هكذا أنشد انا من وراء أفكارى التى تنطق بها السطور،لنتقرب من حد المثالية فى كل شىء،وليس عيبا" أخى العزيز أن أحلم كما تحلم انت بالضبط
جمعة مباركة ان شاء الله على مصرنا الحبيبة
تحياتى ومودتى

استاذنا الاديب الكبير/احمد اسماعيل
جمعة مباركة ان شاء الله عليك وعلينا وعلى شعب مصر الابى الذى ادهش العالم معه ،وأراك سيدى الكريم قد لمست المغزى الدفين من القصة،ربما وضحت الصورة أكثر عندما قلت شعب المائدة.
هكذا هو ماتوقعته سيدى.
اشكرك من قلبى على كلماتك التى تنعش فؤادى المتعب .
تحياتى وتقديرى واحترامى

استاذنا المهندس والاديب الكبير/ممدوح عزت موسى
يسعدنى حقا" ويشرفنى أن أحظى منك بالتعليق الذى يدفعنا قدما" الى الامام،ويكفينى شهادتك فى حقى فهى من مشرف قسمنا الذى نبوح فيه بأفكارنا على ورق المشاعر، ومن دعاة سرورى متابعتكم الدؤوب لكل مبدعى المنتدى الرائع.
تحياتى وتقديرى واحترامى

استاذنا ومبدعنا الكبير/عاطف الجندى
مرورك وتسجيلك الممهور بتوقيعك هو إضافة لنا،وكم يدهشنى متابعتك الدؤوب على كل ركن فى بيتك الكبير هنا ، تتفقد أحوال مواطنيك ،وهذا سر من اسرار تواضعك ،لهذا سنرشحك لرئاسة منتدانا مدى الحياة،بما اننا نعيش فترة الفراغ الدستورى ،ومادمت توافق هوى الشارع ،فلتتقدم بأوراق ترشيحك مع برنامجك الانتخابى،فهنا منتدى الثورة.
تحياتى وتقديرى واحترامى

استاذنا وشاعرنا الكبير/عادل عوض سند
قصدت هناأن تبدأ الثورة من كل منزل،لايجب أن نربى ديكتاتوريات صغيرة فى كنف الاسرة،وقصدت بالمائدة أن تكون ملتقى الحوار لافراد الاسرة الواحدة، يجب أن تنتشر ثقافة الثورة فى كل أسرة،حتى لايطول الوقت بنا إن إحتاجت الضرورة لثورات قادمة،أن نكون على أهبة الاستعداد،هى ثقافة التغيير القادمة فى كل موقع كان على أرض مصر، كفانا فراعين جدد حتى ولو كانوالفصيلة دم واحدة ويوصد عليهم باب واحد.
الروعة والشكر لك ياسيدى على جولاتك المكوكية بين جنبات منتدانا الرائع ، فهكذا يكون المسئول الحق مع شعب يستحق.
تحياتى وتقديرى واحترامى