على مقهى قِسُّ بن ساعدة .

على مقهى قِسُّ بن ساعدة

على شاطئ النيل ,في القاهرة.
بنى ابن الإياديُّ مقهىً له
ليخطب في القوم
أنّى يشاء.
ويروي النبوآت للمثملين وللأسوياء
وفي ليلةٍ من ليال الشتاء
اعتلى منبره.

وصاح ثلاثا
أيا قوم... ياقوم... ياقوم
ألا فاعلموا أن ما فات فات
وما سوف يأتي بلا شك آت
وأردف بعد أن مزّ إرجيلته.
ألا واعلموا أن في كبد هذي السماء خَبر
وفي الكون للعاقلين عِبر.
فصاحوا جميعا
عليك من الله لعنة عاد
ألا زلت تنعق ما فات فات ..؟
أزحتَ من الرأس ما عمّّره.
فصاح بهم
(ليلٌ داج ...ليلٌ داج )
...
(وسماءٌ ذات أبراج )
؟
فردّ عليه رفيع المزاج..!
(الله يسهل عليك ...ما تروح تنام يا حاج )
وفي غمرة الهرج والثرثرة.
ٍينادي مناد
بصوتٍ يشق عنان السماء
رحلْ بن علي...
رحل بن علي...
رحل بن علي...
ففاق الجميع
وكلّ نزيلٍ بمقهى الإياديّ قد غادره.
وعادوا يغنّون
(إذا الشعبُ يوما أراد الحياة )
فَشيِّّدْْْْ لحكّامه مقبرة.
ٍٍٍٍوعادوا لقس ٍ
ينادونه
أعد خطبة الأمس
أكمل
وماذا بقي في السما من خبر ..؟
فزمجر قسُّ وقال عليكم
من الله أنتم وحكّامكم .....؟

سأقرأ يا قوم أبراجكم
ومزّ تجاويف إرجيلته
وقام خطيبا
ألا فاسمعوا
هناك عنيدٌ
وفردٌ وحيدٌ جوار العنيد
وآخر يعثو بأرض الوليد
وأرض السّواد
اتّشَحت بالسّواد
وغيماتها لم تعد للرشيد
و تلك الرمال
مضارب إبلٍ
ٍلها ألف راعٍ
فلاشيء فيها وما من جديد
وتبّع يرجف ُ مابين بين
وما عاد ذاك السعيد سعيد
ألا فاسمعوا إنّ هذا نذير ....؟
ألا فاسمعوا ... ألا فاسمعوا
وياسارية البعير... البعير
تحاشوا البعير
فصاحبكم جاءه العون من
ديارِ ابن وائل ألفي بعير
وبغلٍ وقاطرة ٍ من حمير.

!..ولم يسمعوا
فقد غادروا إثر ذاك الهدير
(الشّعبُ ...يريد , الشعب ...يريد)
وصار لأصواتهم حنجرة
على ضوئها انزاح ذاك العنيد

فعادوا لقسٍّ ينادونه
أيا قس ...ياقس بن ساعدة
تنَحّى البعير ..؟
لا لا ...نريد نقول تخـَلّى العنيد..!!
على كل حال ٍ فليس المهم
تنحّى ... تخلّى... تنَخـّى ... أناخَ ... أنيخ ....؟
ففي آخر الأمر نخ ّ البعيد
ونادوا على قسّ ها نحن عُدنا
فَقلْ يا خطيب
وأكمل ْنبواءتك المبهرة
بقي بيننا ألفُ من بن علي
وألف عنيدٍ وألفُ بليد
متى كلّ طاغ ٍ بأخفافنا
على عَجْزِه - قلْ - متى نمْهَره.
ولكنّ قساً توراى وغاب
وأطلق للريح ساق الرؤى
فمن يقتفي يا تُرى أثره
وصاحوا جميعا
عليك من الله ما تستحق
لماذا مضيت.؟
تبقّى لأشعارنا نصف بيت
إذا الشعبُ يوما أراد الحياة
........................؟
فقل من يلي بن علي والعنيد .؟
وأكملْ ... لماذا .؟ ..لماذا اختفيت ..؟
وقسّ الإياديِّ ما من مجيب
فقد أدرك القسّ سوء المآل
كأن قرينا له أنذره
فهَبوا يصيحون
يسقطـُ قس .. يسقط قسّّ
يسقطـُ ... يسقط ُ ما أحقره.

* * *
* *
*
تحيتي
لكل
العابرين

أستاذ عبد الله الزهرانى قصيدة تفعيلية جميلة حقا وقد استطعت توظيف الاقتباسات بشكل رائع فعلا
شكرا لك أخى الكريم

الله الله قصيدة روعة و الله
أعجبتنى كثيرا أستاذ عبد الله

أخي عبد الله الزهراني
لا فض فوك أيها الشاعر الرائع
كتبت فأبدعت و اتيت بالجديد
و المدهش
بدون مجاملة
تقبل خالص ودي

وفردٌ وحيدٌ جوار العنيد
وآخر يعثو بأرض الوليد
وأرض السّواد
اتّشَحت بالسّواد
وغيماتها لم تعد للرشيد
و تلك الرمال
مضارب إبلٍ
ٍلها ألف راعٍ
فلاشيء فيها وما من جديد
وتبّع يرجف ُ مابين بين
وما عاد ذاك السعيد سعيد
ألا فاسمعوا إنّ هذا نذير ....؟
ألا فاسمعوا ... ألا فاسمعوا
وياسارية البعير... البعير
تحاشوا البعير
فصاحبكم جاءه العون من
ديارِ ابن وائل ألفي بعير
وبغلٍ وقاطرة ٍ من حمير.

من أجمل المقاطع
فى قصيدة جميلة

عماد عنانى عنانى كتب:: أستاذ عبد الله الزهرانى قصيدة تفعيلية جميلة حقا وقد استطعت توظيف الاقتباسات بشكل رائع فعلا
شكرا لك أخى الكريم

الفاضل عماد عناني
لي شرف سطورك
ولك الإمتنان على مرورك
شكرا لك أخي .

الوردة الحمراء كتب:: الله الله قصيدة روعة و الله
أعجبتنى كثيرا أستاذ عبد الله

الوردة الجميلة
الروعة في عينيك حين نظرت متصفحي