رفرف /عاطف عاشور

رفـرف

رفرف

ورفرف

ورفرف..

هي الآن ذي اللحظة الحاسمة

فلا نهرَ عشقٍِ وردتَّ لتُروي

ولا الصفوَ في لحظةٍ حالمةْ

وما لك في الأرض شبـرٌ صدوقٌ

ولا عهدَ للقلبِ بالأوسمة

رفرف لتنثر هذى الدماء

على كل صوب

دماؤك تجرى....

ولا ثـــمّ ذنـب

سوي أن حلمت بفجر جديد

فلم تنـجُ من شفرة ظالمــة

اضرب جناحك لا كي تطيـرَ

بل كي تصيرَ لهذا المصير

وتلقي إلي ظلمة الخاتمة

بنفس الأيادي التى قــد أمدتك

بالحب والضوء ...

بالعيشة الناعمة

رفرف بكل الذي قـد وهبت من العنف

حتى تثيـــر الغبـــار

وتنهــار لطمــاً

لهذى الجدارِ وتلك الجدار

فتبصر ما ليس يبصره المبصرون

قبيل انصهارك في الإنصهار

رفرف

ورفرف

فلن تنكـر الروح عمق المآسي

ولن يدركَ الغائبــون الـدوار

فكلٌ على زيفـهِ قـد تهاوى

وكلٌ إلي الملهيات استـدار

هو الموتُ طهراً

إذا ما تمطّي قبيحُ الخبثْ

فأسلم إلي الله روحًا شفيفــًا

ومزِّق عن الصـدرِ ثوبَ العبثْ

وقـل للذي قـــد تأسّــي بموتـِك

لا تبكنى ذات حزنٍ جهول

بل ابـك الذي

هــدّه الجبنُ يومـــًـا

فلم يتخـــذْ

مثلَ هـذا القـرار

عاطف عاشور