لو كنت رئيساً

لو كنت رئيساً

لو كنتُ رئيساً لما لممتُ الأمّة
لما جمعتُ طيراني وأسلحتي وهممت
لما استثرتُ جنودي وجنوني والدّولَ النّصيرة
لو كنتُ رئيساً لما صنعتُ قنبلةً ذرّيّة
ولا محرقةً مهولةً صهيونيّة
لم أكن لأسمو بنفسي عن المهزلةِ العربيّة
كنتُ سأتمرّغُ فيها أكثر
وأدفن رأسي في ذلِّها أعمق
كنتُ لأبتهلُ في حضن الكرسيِّ العاجيّ
وأدوسُ على رقاب شعبي المنسيّ
فأزرع يوماً آخر لحكمي الديكتاتوريّ
نعم, لم أكن لأكون أفضل
لم أكن لأدعو لأيِّ قمّة
كنتُ سآكلُ الرّشاوي لقمةً وراء لقمة
وأرشُّ ملح عهري على رأسِ الأمّة
وأحفرُ لي ولهم قبراً خفيّاً
تحتَ التاجِِِ أو تحتَ العِمّة
فلا بوش ولا إرهاب ولا أصابع متّهمة

لو كنتُ رئيساً لاستبحتُ الصّبايا
وسرقتُ ثدي الرِّضّعِ من المرايا
لو كنتُ رئيساً لجوّعتُ شعبي
واغتصبتُ عمّي وأمّي
لشيّدتُ القصور
و نحتُّ وجهي على الجبالِ والوديانِ
وسمّيتُ بإسمي كلّ الفصول
لو كنتُ رئيساً لامتهنتُ الآدميّة في كلِّ العصور
كنتُ لأُحييهم ثكلى وجوعى
يتضرّعون اللّقمةَ فلا تتسعُ القبور
لو كنتُ رئيساً لاستأصلتُ "اللا" من الكلمة
وزرعتُ "إلى الأبد" في الملتحمة

وأنتْ
ماذا لو كنتَ رئيساً؟
ماذا كنتَ ستفعل؟
أقولُ لك:
لو كنتَ رئيساً لما لممتَ الأمّة
بل كنتَ لتركب الجي إم سي
والطائراتِ الفخمة
لو كنت رئيساً يا عزيزي لخنقتَ الأمّة
لشربتَ بترولاً وبوَّلتَ نقمة
وسُعِِدتَ يوماً بلقائنا
حول موكبكَ البعيد
ولوّحتَ لنا بمقصلةٍ
وتمنّيتَ بؤساً سعيد
لو كنتَ رئيساً لأرحتَ قفاكَ على الريش
وقلتَ الحمد لله الذي أراحني من شظفِ العيش
لو كنتَ رئيساً لقتلتَ جيلاً ودجّنتَ جيل
لتستحقَّ وحدكَ كلَّ التبجيل
لو كنت رئيساً لأذللتَ الجيشَ والعسكر
ونهبتَ البارودَ والحدودَ والجلودَ
وصِحتَ "قد أُعذر من أنذر"
لو كنتَ رئيساً لحرمتَ شعبكَ الإيمان
ولباتَ الأملُ تهمةً
قد ولَّ ذاك الزّمان

لو كنتَ رئيساً ياهذا
لصادقتَ كاتب التصريحات والبيانات
فلا وقتَ لديكَ لهذا استشهد وهذا عليلاً مات
ولا وقتَ لديكَ لآلامِ اللاجئينَ أوالعاطلين
فهم هامشٌ
هم مجرّدُ نفايات

الآن أنتَ الرئيسُ أو أنا
فما نحنُ يا ترى فاعلون بنا؟
لو كنّا رئيساً لنشرنا السُّقم
ليلتهي الشعبُ باستيرادِ دواءٍ للعقم
لعمّرنا السجونَ لنلتهي نحنُ بالمجون
لو كنّا رئيساً لضربنا بالسّوط
وقيّدنا التنفّسَ بالسّكوت
لحكمنا بالتّنصّتِ والجواسيسِ
وملكنا الأرضَ والناسَ
وما في البنوكْ

لو كنتُ رئيساً
كنتُ لأفهم
كم لذيذةٌ هي السيادة
كم لذيذٌ أن تكون سلطاناً
والجواري حولكَ
ينابيعُ تجري في جيوبكَ
ولا ترى الإله فوقكَ
كم عليلٌ نسيمُ جهنّمَ
كم قريبٌ نسيمُ جهنّم
لو كنتُ رئيساً لأدركت
لكنّي كافرٌ ولا شكّ
فلا تنتظروا توبتي لكن
انتظروا الرؤوسَ وقد أينعت للفكّ
فلو كنتُ رئيساً لما لممتُ الأمّة
لو كنتُ رئيساً
لكنتُ رئيساً
ولكنتم مواشٍ أذبحُها وأشويها
ثمّ أفرشها للكروشِ المتخمة
عظامكم عقيق
لحومكم دسمة
قفوا للقائد
قائد الأمّة
أنا الرئيسُ إلى الأبد
يا رعاعُ
التصقت بالملتحمة

رشا لؤي الجندي

الابنه الرائعه

رشا الجندى

أهلاّ وسهلاّ بك فى بيتك ووسط عائلتك الادبيه

قلم واعى وثائر ووطنى للنخاع .

احييكِ على بهاء حرفك .

تحيتى وتقديرى ...