والقاتل ...أبوه

[b]
القرية هادئة يخيم عليها السكون حين يلفها الليل بعباءته السوداء،ونهارها يبدأ مع خيوط الفجر الاولى ،يخرج الفلاحون فرادى وجماعات الى الحقول من أجل معاشهم ،والقلوب نوايا ،منهم من إرتضى القناعة بما قسم الله له رزقا" طيبا" ،ومنهم من لفه الطمع بخيوطه الواهية ،كان يحلم أن تزداد رقعته الزراعية فيصبح من الأعيان ،واصل ليله بنهاره على جراره الزراعى يدرس القمح فى الأجران ،ويحرث الارض لغيره ،يجمع الاموال ليحقق الحلم الذى راوده فى صحوه ومنامه ،كبر ولداه وزادت رقعته من الارض ،ينهى إبنه البكرى شهادته المتوسطة ،لزم والده فى الحقل ليعاونه ،حتى إعتمد عليه بعد أن أتقن أصول الفلاحة ،كان والده فرحا" به ،فبنى له مسكنا" لزواجه ،ذات يوم كانت سحبه ملبدة بالغيوم يشكو الابن من صداع رهيب وعدم وضوح للرؤية ،إصطحبه والده الى مستشفى القرية ليراه الطبيب ،يتناول العقاقير بإنتظام ،مازالت الاعراض مستمرة ،والرؤية أصبحت ضبابية ،يستشير المقربون من ذويه ،كان بينهم طبيبا" حديث التخرج ،نصحه بالعرض على أستاذ متخصص بالعاصمة ،بعد التحاليل والاشعة المقطعية ،كانت العلة واضحة،ورم بالدماغ يحتاج العلاج السريع ،يجوب به مستشفيات الاقاليم ،يجمع المختصون على إزالة الورم على وجه السرعة ،وأن العملية تكاليفها باهظة الثمن ،كانت الدعاية الانتخابية على أشدها ،يحصل على علاج على نفقة الدولة ، مسكنات وأدوية،الحالة تسوء يوما" عن يوم ، يتدخل الاهل وذوى القربى بضرورة العملية ،كان عذره بأن الاموال لاتكفى ،يسأله أحدهم وهل الارض أغلى من ولدك ، يطرق بنظره أرضا" ولايجيب السائل ،كان يفكر فى حلمه القديم أن يصبح من الاعيان ،وها هو ولده يعرقل هذا الحلم بمرضه المفاجىء ، ينصرف عنه الناس ويبقى مع المرض وإبنه ،ظل يصارع نفسه والايام تمر ،حتى توفى هو مع حلمه القديم ،ساءت حالة الابن لايبرح فراشه بعد أن كف بصره ،يعرضه شقيقه على مختص فى المخ والاعصاب ،إستفحل الورم وإستشرى بالدماغ ولا أمل فى الانقاذ ،واليوم صرخ مكبر الصوت بالمسجد القريب ناعيا" ذلك العريس إلى السماء مع زمرة الاعيان .

الاستاذوالعضو المبدع/تامر محمود
أشكر لك القراءة والمتابعة
واتمنى لك رقيا" فى الابداع وتألقا" فى دنيا الادب
تحياتى وتقديرى

استاذنا الشاعر الكبير/عادل عوض سند
الشكر موصول لك استاذى على جميل المتابعة والقراءة،وتلخيص المغزى والهدف من القصة
تحياتى لك استاذى وعذرا" على تأخرى فى الرد

جميل استاذ حمدى
الله عليك
جمييييييييل

الاستاذ الجميل/سمير عبود
يبدو اننا تشاركنا فى حب الفانلة الحمراء
اشكرك على القراءة والتعليق الجميل،واتمنى منك دوام المتابعة
ومبروك الفوز امس
تحياتى وتقديرى

الرائع الاستاذ /حمدى
الاديب الحق من يكتب ليقول للمتلقى شيئا،وهذا مالمسته فى اعمالك الراقيةفقد تعلمت انا من هذا العمل الكثبر(تذكرت ايام الفوضى واساليب السرقة للعلاج على نفقة الدولة الذى كان مرتعا للصوص ،تذكرت القهرالذى شاع فى الدولةحتى وصلت الامور لغرس اشجار الحقد والكراهيةحتى بين الاهل بل الاب والابناء،تذكرت العمد مع سبق الاصراروالترصد لقتل التعليم والثقافةوتذكرت
العناد المختلط بالياس و0000و00000و00000)
الحديث ذو شجون استاذى الفاضل
تقبل وافر تحياتى

استاذنا الاديب الكبير/احمد اسماعيل
الشكر موصول لك سيدى لتواصلك مع اعمالى وتفهمك للمغزى والمعنى،استمتع بتعليقاتك الذكية التى تجعلنى اواصل المسيرة فى توصيل رسالتى للمجتمع.
تحياتى وتقديرى

استاذ حمدي
لقد أنجزت فى سطور قصه
في غاية الروعه
لك مني كل تقدير

الاستاذ الشاعر/رضا عثمان
أشكرك أخى الكريم على مرورك العطر
وتذوقك برقى الاحساس مانكتب
تحياتى وتقديرى