شؤون وشجون
يبثها لكم:
محمد خضر الشريف
إرهاب أم حق مشروع.. يا «نتنياهو» ؟
المعادلة فيها من الصعوبة أو التلاعب بالألفاظ ما فيها، فالذي يفعله الفلسطينيون والذي يفعله الإسرائيليون،هل هو إرهاب أم حق مشروع.. وهي تذكرني بحكاية «البيضة والفرخة»..أيهما جاء أولا، وأيهما له حق الوجود قبل الآخر؟ وكذلك الإرهاب والحق المشروع، أيهما له حق الوجود قبل الآخر؟
ف«نِتِنْ يَاهُو» يرى أن الحق المشروع للفلسطينيين في الدفاع عن سيادتهم إرهابا لابد أن يُواجه بشكل جدي وسريع، وأن على السلطة الفلسطينية وجوب تعقب كل من يريد أن يدافع عن أرضه وعرضه ووطنه، فتسجنه أو تقتله أوتنفيه من الأرض، وبهذا تثبت أنها عى قدر المسؤولية، في الوقت الذي يستخدم هو الإرهاب المشين الصراح الذي يقضي بأن يتعقب كل فلسطيني وطني غيور لتصفية دمه وإزهاق روحه، على أي أرض, وفي أي مكان على البسيطة، ويعتبر هذا حقا مشروعا له لا يدخل في حكاية الإرهاب هذه من قريب أو من بعيد!
و«نتن يا هو» لا يزال يؤمن تماما أن الاغتيالات السياسية هي الحل وأن التصفية الجسدية لا بديل عنها أبدا في تثبيت المشروع الإسرائيلي أيا كان، وهو لم يأت بجديد، لأنه يؤمن تماما أن المسألة تدخلها العقيدة اليهودية التي تبيح ذلك، وكان لسلفه اليهود محاولات عديدة على مدار التاريخ كادت أن تطول سيد البشر صلى الله عليه وسلم يوم أن اتفقوا على أن يرموا على رأسه الحجر من فوق سطح منزل أحدهم, بل امتدت من قبل ذلك لأنبيائهم الذي قتلوا بعضهم وآذوهم كثيرا..وقد ذكر القرآن الكريم هذا في آيات عدة.
وليسمح لي الكاتب الأمريكي د. "بول فيندلي" أن أستعير بعض كلماته من مقاله عن الاغتيالات السياسية حيث يقول: «إن حكومة نتنياهو استجابت للعاصفة التي هبت عليها نتيجة لمحاولة الاغتيال الفاشلة بأن أعلنت أنها في حالة حرب مستمرة مع حماس من واجبها أن تستعمل فيها كل الوسائل المناسبة ضد الإرهاب.. وفي 6 أكتوبر صرح نتنياهو قائلا: من حقنا مقاتلة الإرهاب حيث يكون وألا ندع له مكانا يأمن فيه، ذلك نوع من الدفاع المشروع عن النفس فلا تسويات ولا أنصاف حلول مع الإرهاب».
وهذا الكلام جاء بعد أن استعرض كلام الأمريكي"فرانكلين فورد" المؤرخ المتقاعد من جامعة «هارفرد» الأمريكية الذي قال في هذه النقطة :«إن التاريخ يثبت عدم جدوى الاغتيالات السياسية وأن مثل هذه الأعمال تولد المشكلات ولا تحلها وغالبا ما تسفر عن كوارث».. ويوافقه على هذا الرأي " موشى ماوز" الأستاذ بمعهد« ترومن» بالجامعة العبرية بالقدس:« الإرهاب المضاد ليس جوابا مناسبا على الإرهاب.. الجواب المناسب يكون عن طريق طرح مخرج بديل للمشكلة عن طريق حل سياسي يزيل معاناة 30 عاما من الاحتلال».
وأنا أتساءل: هل لا يزال الـ"نتن ياهو" مصرا على أسلوب الاغتيالات السياسية الذي لم يعد يسمن أو يغني من جوع؟
إن موت مثل« خالد مشعل» ليس نهاية حماس أو نهاية الصراع الفلسطيني؛لأن القضية ليس قضية شخص واحد، بل قضية آلاف وآلاف من الفلسطينين، وملايين من المسلمين، وإن اغتيل مشعل فإن هناك آلاف من «المشاعل» التي لا تحيد عن الجهاد المقدس ضد العدو الغاشم المتصلت، وإن أطلقوا على هذه الجهاد إرهابا أوحتى «كبابا» !!