البداية (1)

قرية مصرية هادئة نهارها كد وتعب على تحصيل الرزق وعمارة الارض ،معظم ابناؤها

يمتهنون الزراعة والقلة يعملون فى باقى المهن

وليلها يخيم عليه السكون بعد صلاة العشاء ،فلم تكن تعرف سوى جلسات السمر على المصاطب الطينية امام منازل الفلاحين فى عتمة الليل ونسمته الطرية ثم يدلفون الى المضاجع ليستقبلوا يوما" آخر من الشقاء.

يحيط بها فى شبه دائرة شارع رئيسى يسمى داير الناحية وباقى المسالك الى البيوت الطينية

دروب ضيقة وملتوية لا تسع الا الدواب والمارة ،وعلى اسطح البيوت صوامع الغلال والحبوب واعواد الحطب الذرة والقطن واقراص فضلات الحيوان الجافة لاشعال الافران فى المنازل ،وفى أحد هذه البيوت الطينية عاشت اسرة هذه القصة ،باب البيت

عملاقا" مصنوع من الخشب السميك يصل طوله الى ثلاثة امتار ويحكم من الداخل بلسان خشبى سميك يسمى (الضبة)،تمتد امام الباب من الداخل ممشى بسيط ينتهى الى حجرة الاستقبال وكانت تسمى (المندرة) وهى انظف الاماكن فى البيت ،غرفة فسيحة حوائطها من الطين الناعم الاملس وبها شباك يطل على الشارع مدعم بأسياخ حديدية وفى أحد الحوائط فراغ على شكل مستطيل بحجم شباك المنور الداخلى الان كانت توضع فيه لمبه ذات شريط قطنى بدون زجاجة كانت تسمى (أم شعلة) وفى القرى المجاورة يطلقون عليها (الصاروخ).

وفى ارضية الحجرة شريط من الحصير يغطى ارضيتها بالكامل وتسمى (الحصيرة)،وفى الداخل صالة فسيحة ايضا" تفتح عليها اربعة حجرات الاولى كانت البيات الشتوى للاسرة وهى عبارة عن فرن فتحته من الصالة وبارتفاعه داخل الحجرة سطح المكان ليعتليه

اهل البيت للنوم فى الشتاء بعد ان يحمى الفرن

وفى اعلى السقف توجد فتحة فى منتصفه مغطاة بآنية من الفخار تسمى (الشالية) لتهوية الحجرة ليلا" من الحرارة الزائدة والحجرة ككل كان يطلق عليها (القاعة).

يليها حجرة الطعام واوانى الالبان والجبن ومعدات الطبخ وكانت عبارة عن قالبين من الطوب الاحمر بنيا فى ارض الحجرة بينهما فراغ لاعواد الحطب لزوم الاشتعال وتوضع على القالبين آنية الطعام (الحلة) وكان هذا الموقد يطلق عليه اسم (الكانون).

والحجرة الاخرى للنوم اثاثها حصيرة وبضع وسائد قطنية واغطية قطنية وصوفية (اللحاف والحرام)،والحجرة الاخيرة حظيرة للدواب.

اما افراد هذه الاسرة فهم ،الام كفيفة البصر وتدعى نبوية والابناء الاكبر سيد والاوسط انس والصغرى فاطمة الذى توفى ابوها بعد ولادتها بشهرين، سيد كان عمره ثمانية عشر عاما" وانس ستة عشر وفاطمة اربعة عشرسنة، الحظيرة كان بها جمل يعمل عليه أنس لعوده النحيف الذى يؤهله للعمل فى هذه المهنة وسيد كان بدينا" نوعا" ما فعمل خفيرا" على حنفية المياه الوحيدة بالقرية للشرب نظير اجر ثابت من الخاصة الملكية ، وفاطمة تعين امها الكفيفة فى البيت.

وتمر الايام سراعا" وبعد عامين يقرر سيد ان يفاتح امه فى امر هام .

الأخ العزيز حمدي البابلي قرأت البداية تملك ثراء في الوصف واخترت موضوعا يبدو أنك قد أعددت له وأنك تملك تفاصيل كثيرة له وعلى ما يبدو أنه ربما يكون ينتمي لأدب السيرة الذاتية ولكن أتمنى أن تقرأ روايات كثيرة فطريقة السرد تحتاج منك لبعض الاهتمام وعند تقديم شخصية كيف تنسج مع الاحداث سأواصل القراءة وأتمنى أن تقرأ هذا الفصل وتراعي البداية والنهاية تحياتي

الاستاذة الدكتورة/عطيات ابو العينين
الحقيقة انى سعيد اليوم لتفضلك بالقراءة والتعليق النقدى ،وقد قصدت ان تكون البداية هى اول ماخطه القلم حين هم بالنزف على الاوراق،وقتها كنت فى منتصف المرحلة الثانوية،ادون خواطرى فى كراسة المشاعر،وحين تذكرتها بعد أن إصفرت اوراقها ،فضلت ان اكتبها مرة اخرى كما هى ،دون إطناب وتنقيح ،كانت بضع فصول لم تكتمل بعد ،فقررت أن أكمل مابدأت فى مرحلة الصبا ،وهنا قبل الركض على السطور البيضاء ،كان جميلا" أن أتذكر مرحلة المهد والحبو ثم تعثر الخطوات ،لكن متعتى هى بعض كلمات الثناء التى نالها قلمى منكم لمرحلة بعينها ،لكن ثقتى فى موضوعية نقدكم لباقى الفصول سيكون جميلا" وممتعا" أن تواصلى معى قراءة بقية الفصول .
اشكرك جدا" سيدتى على هذه اللفتة الطيبة.
تحياتى وتقديرى

الاستاذ الشاعر المبدع /محمود الشامى
اولا":شرفت بك والله على متابعتك لعملى هذا ،والشكر لك لكلماتك الطيبة التى تدفعنا للمزيد.
ثانيا":هذا العمل كتبته منذ سنوات طوال مضت ،وقصدت اعادة نشره هنا بذات الصيغة لاعرف ان كنت امتلك قدرا" من موهبة لاكمل مابدأت أم لا.،والحمد لله كان ما قرأته لكم ومعكم د. عطيات ما يدفعنى لكتابة بقية الفصول .
ثالثا": صديقى العزيز هذه رواية طويلة وليست قصة قصيرة ،ارجو ان تتابع حلقاتها التى سأنشرها تباعا" ان شاء الله ، طلما وجدت من يقرأ لى ،وذلك مايتمناه أى كاتب من وراء اعماله.
تحياتى وتقديرى واحترامى