ربع كفته وكباب

اخى العزيز الاديب والمبدع الكبير المتميز جدا
الاستاذ ممدوح عزت موسى

تحياتى وتقديرى وشكرا على امتاعنا بتلك القصة
القصيرة الرائعة 0 يعنى المدير القصير المكير اكل
كفته وكباب مع ناكر الجميل واحبطوا الموظف
صاحب الضمير ولا حول ولا قوة الا بالله العلى
العظيم وهكذا دائما يكون الصراع بين الخير والشر0

دمت استاذنا بكل خير ومحبة وسعادة ودام ابداعك الرائع 0

الاديب الكبير والمبدع القدير المهندس /ممدوح عزت موسى
استمتعت بالقصة وشخوصها بالخصوص وشمولها بوجه العموم ،فهذه هى الحياة بدربيها الخير والشر ،وهما بين يدى الانسان (وهديناه النجدين) ،ويبقى الشر والخير الى قيام الساعة ،ودلالة الرمز للعموم يقبله الصغير والكبير .
اهنئك استاذى القدير على هذه القصة وما حوته من رسالة هامة للضمير.

كما أود أن أقدم هنا عملا" من أعمالى التى أعتز بها وهو قصتى الطويلة ( الود الضائع ) ولا أعرف إن كان يجوز لى نشرها هنا على حلقات ، أم يتعارض ذلك مع لوائح المنتدى ، كما أنها فرصة طيبة للغاية لتقييمها برؤية نقدية قد تفيدنى جدا" فى تنقيحها .
أود رأيكم الذى أعتز به مقدما".
تحياتى وتقديرى ومودتى

يتكىء الأستاذ ممدوح عزت موسي على عنصر الحكي في إنجاز قصته الموسومة بـ " ربع كفتة وكباب " ، إذْ يبدؤها بداية جدّ تقليدية " إخواني كان يا ما كان يا سعد يا كرام .. كان في زمان مضى .. " ..
نحن في المبنى أمام حكاية تقليدية رصينة ، بل وجميلة أيضاً ، هي تصلح كحكاية تعليميّة من جهة ، وهي - إلى ذلك - تنضوي على حسّ فانتازيّ بالكوميديا السوداء ، غير أنّها في أسّها العميق تنجز معنى بالغ الأهمية ، ما يشي بذكاء لا متناه من الموسي في التناول ، ولنلاحظ مثلاً كيف اشتغل على دوائر المرموز عبر تمرير كلمة عادية ، إلاّ أنّها تقدّم الكثير " كان في زمان مضى وما زال " ، إذ ما معنى إيراد مُفردة " ما زال " هنا ، ولماذا أدرجت في سياق جملة تنتمي إلى الماضي !؟ أليست مواربة تقول بدوام حال لا تسرّ ؟!
على هذا سيغدو مفهوما لنا كيف اشتغل على دلالات الأسماء في مُوارباتها وإشاراتها ، فـ " مبحوح " - وهو الشخصية المحورية في المتن - ذو صوت غير مسموع في مناخ فاسد ومُفسَد ، ولذلك أطلق عليه اسم مبحوح ، هذا حالنا مع " ناكر " ، فهو قطعاً شخص ينكر الجميل ، ويشي بأنّنا كثيراً ما نصنع المعروف في غير أهله ، أو مع " طالح " مُدير المكتب الذي يعمل فيه مبحوح ، وسنلاحظ تسرباً للتصورات الشعبية حول سمات الشخوص ، فالمُتعارف عليه أنّ قصار القامة أذكياء ، حتى أنّنا نتهم الطوال بشيء من السذاجة ، ولذلك وبغضّ النظر عن السمات الخلقية ، أسند إليه حنكة ودهاء كبيرين ، ولا يبعد " أفهم " زميل " مبحوح " عمّا تقدّمَ ، فهو يفهم ما يجري ، ولكنّه لا يُحرّك ساكناً ، فيما ينضوي " حسينين " على شخصيتين ، ظاهرة كعامل مثله في ذلك مثل غيره من عمّال المُؤسّسة ، وباطنة تقوم على نقل سلوكات زملائه إلى الإدارة وأعوانها !
والمعنى شديد البساطة كما هو حال المبنى ، غير أنّه يتسّم بالأهميّة ، ناهيك عن حسن التخلص من الرقيب العالمثالثيّ العتيد ، فـ " مبحوح " موظف بسيط ومستقيم ، وحين يضع يده على خطأ " ناكر " ، يمتنع هذا عن إصلاحه ، ما يجبر " مبحوحاً " على إخبار مدير المؤسسة ، يحاول " ناكر استمالة " مبحوح " بالكفتة والكباب ولكن لا جدوى ، وإذاك فقط تلقى خطاباً بطعم الكباب والكفتة من مديره القصير !
مبنى كالذي تقدّمَ الحديث عنه ، لن يتطلب لغة مُجنحة ذات أفياء وظلال وتوريات ، بل - على العكس - سيتطلب لغة تعبيرية دالة ، مشغولة بدلالة اقتصاد لغويّ صارم ، ذلك أنّ " موسي " سيجمع سمات الحكيّ إلى سمات القصّ ، ربّما مخافة الوقوع في مطبّ الترهّل ، ليس هذا فحسب ، بل أنّ لغته لن تخلو من الاشتغال على تفصيح المُبسط بهدف وقعنة العمل من جهة ، وللإبقاء على خيوط الحكيّ جلية من جهة أخرى !
ومبنى كهذا لن يتطلب المكان المُحدّد ، ثمة مُؤسّسة ، ولكن ما هي هذه المُؤسّسة ، وإلى أيّ بلد تنتمي ؟! قطعاً هي تنتمي إلى عموم العالم الثالث في فساده ، واحتكامه - في علاقة الحاكم بالمحكوم - إلى عصا الراعي المسيحية بحسب ميشيل فوكو ..
ولا نظن أنّ الإشارة إلى الاشتغال على زمن فيزيائيّ ، تسير سيالته من الماضي نحو الحاضر فالمستقبل ، نقول بأنّنا لا نظنها ضرورية ، ليس ثمة تقديم وتأخير إذن ، وليس ثمة لعب على الزمن ، لهذا سيحضر الفعل الماضي في إحالته إلى ضمير الغائب الشهير " هو " ، ذلك أنّ السرد التقليديّ يُشكّل سدى الحكي ولحمته !
وإذن .. هل ما تقدّم سبة في العمل ؟ قطعاً لا .. فنح إزاء عمل جميل وذكي كما نوّهنا ، شريطة ألاّ يحكم هذا الأسلوب مُجمل إنتاج " موسي " ، لأنّه إذاك سيُحيل إلى رؤية تقليديّة للفنّ والحياة ، ما قد يقتضي التنويه !

القدير الاستاذممدوح عزت موسى
تحياتي
الرمزية دائما ما نتعلمها منك لكونك قدير في هذا النوع من الإبداع إما للكبار أو الصغار
شدني ما قرأت من بواطن الأمور يا صديقي وعلى الباغي تدور الدوئر كما نرى على الساحة
لك تحياتي أخي الفاضل
أخوك