غريب
في روضتي (مدينتي) زرعت ألآس والياسمين , فتفتحت ورودها وفرح الجيران شجونا لألوانها وعطرها الفواح , كان يشمها الصغار والكبار يشمها الحفاة وأصحاب الجيوب الثقيلة . ما كانت لروضتي أسيجة ولا جدران يدخلها من يشاء ويستأنس فيها من يشاء حتى تجمعت بها ذوي الجيوب الثقيلة وأصحاب السيارات الفارهة فبدأوا بقطع أغصانها وطرد الضعفاء والمساكين منها وافترشوا أرضها فما بقيت ورودها تفوح بأجمل العطور بل بروائح تزكم الأنوف – روائح الفساد المالي والإداري والاستغلال وبدأت أسراب الجراد تفتك بها فأضحت قاحلة وأصبحتُ في روضتي (مدينتي) غريبا وفي طي النسيان .
بقلم
كنعان عباس عبيد