لا زِلْتَ تَبْحَثُ عَنْ سَبَب!
مَهْلاً قفي ! خَجَلاً ألقِ السَلامَ ولو
لِمَرَّة أَلْمَسُ الأَشَوْاقَ والشَّغَفَا
أَوِ اصْفَعِينِي ليَجْرِي في العُرُوقِ دَمٌ
كَفَى بِوَجْهِي اصْفِرَاراً لَوْ بِفِيكِ صَفَا
أَتَذْكُرِينِي أَنَا لَمْ أَعْتَرِضْ أَحَداً
وَ لا أُغَازُلُ لا و اللَّه ذُبْتُ كَفَى
نَعَمْ وَ مَا قِلْتِهِ مَا زَالَ يَمْلَأُني
كَالدَلْوِ مَا حِيلَتِي بالنَهْرِ إِنْ وَقَفَا
وَ الشَّمْسُ إِذْ غَرَبَتْ والطَيْر إِذْ رَحَلَتْ
و العَيْنُ إِذْ سَهِرَتْ والقَلْبُ إِذْ حَلَفَا
أَنِّي أُحُبِّ إِذَا مَا شِئْتَ تُكْمِلَهَا
قُلْهَا لِنَفْسِكَ بالمِرْآةِ مُعْتَرِفَا
وَ أَنِّبِ الحَظَّ والأَقْدَارَ لَسْتُ أَنَا
مَنْ حَطَّمَتْ لَكَ رَأْساً قَبْلُ أَوْ كَتِفا
عَجِزْتُ أَنْ أَقْبَلَ النَسْيَانَ حِينَ هَفَا
وَ أَرْفُضُ العِذْرَ لَمَّا ضَجَّ بِي تَلَفَا
وَ لا أَلُومُكِ أَوْ أُدْلِي فَتَقْتَنِعِي
وَلا أَقُولُ ارْجِعِي قَلْبِي رَبيعَ وَفا
مَاذا تُرِيدُ إِذاً ، أَنْ تَذْكُرِي سَبَباً
بِهِ أُعَذِّبُ نَفْسِي كُلَّمَا اخْتَلَفا
قُولِي بِأَنَّكِ يَوماً يا مُعَذِّبَتي
أَحْبَبْتِنِي ، لَنْ يَعُودَ الأمْسُ وَا أَسَفَا
أَعَرْتِنِي الحُبَّ عَاماً فارْسُمِي أَمَلاً
وَ هَا هُوَ الحُبِّ لَمْ يَنقُصْ كَمَا صُرِفا
فَظَلَّلَتْنَا سَمَاءٌ مَا بِهَا قَمَرٌ
وَ صَاحَ بِي الخَوْفُ مَذْلولاً وَ مُرْتَجِفَا
نَظَرْتُ خَلْفِي رَأيْتُ الدَرْبَ يَذْرِفُنِي
خُطَى مُمَزَّقَةً تَسْتَجْدِيَ الهَدَفا
وَ الزَهْرُ يَطْرَحُنِي فِي رَوْضِهِ ثَمَراً
يَعَافَهُ الدُودُ حَتَّى لَوْ لَهُ هَتَفا
يُرَدِّدُ النِيلُ مَاتَ الحُبُّ فاخْتَنَقَتْ
كُلُّ الجُسُورِ فَطَاحَتْ فَوقَه نُتَفَا
فَأسْمَعَ الضِفَّتانِ القَولَ فالْتَقَتا
فَقَيَّدَتْهُ غُصُونٍ عَزَّها سَلَفا
يَا سَادَتِي النِيلُ و الأغْصَانُ غَاضِبةً
و الضِفَّتانِ وَ مَنْ وَلَّى وَ مَنْ وَقِفا
الحُبُّ مَاتَ وَ لِكِنْ ثَأْرُه بِدَمِي
أَيْدِيكُمُ بِيَدِي رَبِي بِنَا رَأَفَا
وَ جُثَّةَ الحُبِّ هَاتُوها أُشَرِّحُها
سَيُثْبِتُ الطِّبُّ دَاعِي المَوْتِ حِينَ وَفَى
وَرُبَّما أَعْرِفُ الـجَانِي فَلا تَسَلوا
مِنْ بَعْدِهَا القَلْبَ فالمَسْتُورُ قَدْ كُشِفا
شعر : أحمد صفوت الديب
السعودية
29 من محرم 1432 هـــ