انتهت ساعات العمل, باوقاتها المتعبه,مضايقات المدير,منافسة الزملاء,طلبات العملاء.
اخذت نفس عميق,جلست منتظر الاتوبيس استعدادا لبدأ رحلتى الى البيت,وبعد طول انتظار وصل غير ممتلا بالركاب اعتقدت للحظه انه يوم حظى ,لكن سرعان ما تداركت ان اليوم اذاعة مباراه مهمه بين احد الفرق,صعد كل المنتظرين الى الاتوبيس كلا فى مكانه,كم تمنيت ان اصور هذا المنظر المنظم لأطلع عليه كل اصدقائى.
بدأ كل الركاب دفع الاجره فى صوره من الهدوء و التناغم, استلقيت برأسى على الكرسى, تحاول اذنى ان تجتذب اصوات الطيور من على الاشجار اغمضت عينى , ارحت عقلى,فمازالت الرحله طويله, , فجأه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.....................
صوت عالى يقتحم الهدوء قائلا: "ما هذا تعطينى باقى الاجره نقود معدنيه؟!!"
ادرت رأسى اذ هو صوت لرجل عجوز نظرته قاسيه, ابتسامته باهته,يداه ترتعشان , ينظر اليه مساعد السائق بذهول متسائلا :" أ انا صانع هذه النقود؟؟؟"
يشكى الرجل" بصوت مرتفع" انه اخذ باقى الخمس جنيهات نقود فضيه, وهى دائما تضيع او تسقط منه,حتى عندما يضعها فى جيب مخصص لها...... يطلب تبديل النقود المعدنيه بغيرها ورقيه.
رفض مساعد السائق ...... بعد ازدياد شدة جذب الكلمات بين مساعد السائق و الرجل العجوزتدخل احد الركاب , استبدل نقوده الورقيه بنقوده المعدنيه,احتراما منه لسن الرجل الكبير.
عاد الهدوء مره اخرى .....انظر من النافذه التى بجوارى على الشارع ,الماره, السيارات , يتوقف الاتوبيس , يمسك الرجل العجوز بعصاه,يتكأ عليها,تساعده فى النزول من الاتوبيس.
يستكمل الاتوبيس رحلته, يشير له احد بيديه ليركب, يدخل مسرعا, يجلس على الكرسى, يلتقط شئ من الارض , بصوت عالى متعجبلا يسأل:"اسقطت من احد عدة جنيهات ورقيه....؟؟؟؟؟؟؟؟"