مكتبة الأسكندرية

خمس سنوات مضت علي افتتاح مكتبة الاسكندرية.. وكان في مقدمة عوامل إنشاء
المكتبة الجديدة بعد مئات السنين من غياب مكتبة الاسكندرية القديمة هي وصل
ما انقطع. واستعادة الاسكندرية لموضعها القديم كعاصمة ثقافية مهمة ليس
لمصر فحسب. وانما علي مستوي العالم كله. ونسأل عن الايجاب والسلب في تجربة
السنوات الخمس؟

الاديب الكبير يوسف الشاروني يختارلدور مكتبة الاسكندرية اسم الصناعة
الثقيلة. فهي مؤسسة عالمية. ودورها ليس شعبيا. مع ذلك فإن آلاف الطلاب
يتمرنون فيها. وتفيد مدينة الاسكندرية اكثر من اية مدينة مصرية اخري. وهي
تعد مكانا سياحيا. يتردد عليه زائرو مصر.. وهي صناعة ثقيلة. لانها تضم
اعدادا هائلة من الكتب والقاعات المتحفية عن تاريخ الاسكندرية. هذه
الصناعة الثقيلة غير ممتدة داخل مصر. ولا استطيع ان اطالبها بغير ذلك.
فمجلس ادارتها مكون من مثقفين عالميين. ولها وظيفة محددة. المكتبة وجه
حضاري جميل اضيف الي مدينة الاسكندرية. بل هي اعادة احياء للوجه الحضاري
لهذه المدينة منذ العصر الروماني.. يتبدي في دورها كهمزة وصل بين
العالمين.

ويري الراصد في تقدير د. عبدالمنعم تليمة ان مكتبة الاسكندرية في هذه
السنوات الخمس التي مرت منذ بداية نشأتها الثانية. بدت منارة ثقافية وطنية
عالمية. عكست في أدائها وارادتها وخططها أمورا جليلة من تاريخها العريق..
لقد صارت في هذه السنوات القليلة القريبة منفذا حيا واسعا. يصل ثقافتنا
المحلية بالدوائر الثقافية العالمية. وصارت في الوقت نفسه دائرة جاذبة
للفاعلين من مفكري العالم وعلمائه ومبدعيه. ولاشك ان مثقفي مصر سعداء ان
صاروا بدورهم الراهن وموروثاتهم الخالدة في قلب العالم. حيث تجري المحاورة
التاريخية العظمي بين كافة الابنية الحضارية والابداعية الانسانية. وتتم
سعادتنا عندما نتقبل ماننبه اليه هنا. وهو ملاحظة ان بعض فعاليات المكتبة
تكاد تتخذ خبرة عالمية خالصة بمشاركة بعض المصريين ونحن بداهة مع التفتح
علي كل ثقافات العالم ومثقفيه. انما ينبغي ان ينهض هذا علي الوعي بالموروث
الثقافي المحلي. قديمه وحديثه. وعلي الرصد اليقظ لحاجاتنا ومشكلاتنا
العلمية والثقافية في حاضرنا الاتي.

ويذهب د. عاطف العراقي الي ان مكتبة الاسكندرية يمكن ان يكون لها
دورها الرائد مستقبلا. بحيث تكون اكثر ازدهارا مما هي عليه الان. وفكرة
مكتبة الاسكندرية تعيد التاريخ الينا. لانها كانت اكبر مركز ثقافي فلسفي
في تاريخ مصر. واذا اردنا ان نحدد دور مكتبة الاسكندرية المستقبلي
الريادي. فلابد من السعي بكل قوة نحو الحصول علي جميع المخطوطات القديمة
في مجالات عديدة. من بينها علي وجه الخصوص: الفلسفة واللاهوت. ويمكن
الاستعانة في هذا المجال بالخبراء في اعظم مكتبة في مصر الان. وهي مكتبة
دير الدومينكان. التي كان يشرف عليها الاب جورج قنواتي. ان بها مئات الكتب
النادرة لاعظم الفلاسفة والمؤرخين ولابد من عمل زيارات متصلة الي المكتبات
التي لها تاريخ وتراث. مثل مكتبة الاسكوريال بأسبانيا. وايضا المكتبة
الاهلية بفرنسا. لاننا نجد ان مكتبة الاسكندرية حاليا. وبكل امانة تكاد
تكون مقطوعة الصلة بالعديد من المكتبات العالمية في الكثير من دول العالم.
كما ينبغي ان تسعي مكتبة الاسكندرية الي ارسال بعثات لمدد محددة الي جميع
المكتبات التاريخية الكبري. حتي نعيد وصل ما انقطع. لان الدور الذي قامت
به المكتبة قديما يعد افضل بكثير من الدور الحالي لمكتبة الاسكندرية.

خطوة علي الطريق

وفي تقدير د. ماهر شفيق فريد ان مكتبة الاسكندرية قد حازت منذ اللحظات
الاولي لانشائها علي اهتمام عالمي تمثل في رؤساء الدول وكبار المثقفين
الذين شاركوا في افتتاحها في مثل تلك الايام منذ خمس سنوات. وهي الان تذكر
جنبا الي جنب مع المراكز الثقافية الكبري. مثل مكتبة الكونجرس. والمكتبة
البريطانية. ومكتبة جامعة هارفارد. والمكتبة الوطنية بباريس لكن هذا
لايعني بالضرورة ان الاسكندرية قد اصبحت مدينة للثقافة العالمية كما كانت
في عهد البطالمة. فقد تغيرت خارطة المواقع الثقافية. واسهمت عوامل سياسية
واقتصادية وحضارية في جعل من الثقافة العالمية في عالم اليوم ثلاثة او
اربعة علي الأكثر. لكن مكتبة الاسكندرية خطوة علي طريق علي مازال طويلا
ولاشك ان المكتبة قد حققت انجازات مهمة بما اقامته من ندوات فكرية ومعارض
فنية. اذكر منها مثلا مؤتمر المخطوطات الذي عقد خلال هذا العام. فضلا عن
تقدم مقتنياتها الفنية والمكتبة. وكونها علي قمة العمل الرقمي في بلادنا.
وفي الفترة الاخيرة اقامت بالتعاون مع لجنة جائزة اغاخان للعمارة مؤتمرا
عن العمارة والمجتمع. وانشطة ثقافية واجتماعية مهمة اخري. ولكني اشعر ان
المكتبة لم تنفتح بعد بالدرجة الكافية علي نبض الحياة الثقافية الممتدة من
الاسكندرية الي اسوان والشاملة الصحاري والسواحل والواحات. فضلا عن اعماق
الصعيد والدلتا. واقترح مثلا ان تقام حلقات دراسية كاملة. تمتد كل منها
لمدة يومين او ثلاثة للروائيين والشعراء المصريين الذين كتبوا عن
الاسكندرية. أو كانوا من أبنائها. أحياء وراحلين. بحيث يشارك فيها عدد من
الكتاب. يتناولون علي نحو معمق الاعمال الادبية التي اتخذت من الاسكندرية
مسرحا لها ويمكن ايضا اقامة ندوات مماثلة عن الادباء الاجانب الذين كتبوا
عن الاسكندرية مثل كافافي وفورستر وداريل وانرايت واونجارتي. ودعوة نقاد
غربيين كبار للتحدث عنهم في جلسات مشتركة مع نظرائهم من كبار النقاد
المصريين والعرب. وقد يكون من المفيد ايضا ان تسن المكتبة تقليدا يتمثل في
أن توجه في اكتوبر من كل عام الدعوة الي الفائزين بجائزة نوبل في المجالات
المختلفة. الي القاء محاضرة عامة في المكتبة. والالتقاء بجمهور مصري متطلع
الي التعرف الي منجزاتهم الفكرية التي اهلتهم للحصول علي الجائزة واسهمت
في تقدم الحضارة الانسانية.

ويري د. ايمن فؤاد ان دور مكتبة الاسكندرية كمركز ثقافي اقوي من
دورها كمكتبة. بمعني انها عقدت العديد من المؤتمرات والندوات الدولية
المتخصصة. وبعض الندوات الخاصة بالملكية الفكرية والسلام والقضايا المهمة
المطروحة الان. ظني ان هذا ما جذب الانتباه لدور المكتبة وانشطتها اكثر من
دورها كمكتبة. وان كانت قد استطاعت ان تجري اتصالات بالمكتبات الوطنية
لتوفير المطبوعات الحديثة. والاصدارات الجديدة. والحصول علي المستنسخات
والمصورات الرقمية للكتب القديمة. دور المكتبة انها توفر المطبوعات
والدوريات. وجميع الاصدارات المتخصصة في مقر المكتبة للباحثين والدارسين.
وهذا دور موجود. الفكرة الاصلية للاحياء التي دعا اليها مصطفي العبادي ان
تحمي دورها في مجمله الشرق الاوسطي. الثقافة الخاصة باليونان واللاتين
والمرتبطة بالعصور الوسطي. بحيث يمكن ان يقصدها كل الباحثين لتخصصها
الدقيق. المفروض ان يكون في المكتبة الوطنية كل المطبوعات في كل المجالات
الانسانية. اما ان نعد مؤتمرات وملتقيات فهذا يخرج عن دور المكتبة.

ويشير الكاتب المسرحي عاطف الغمري الي ان مكتبة الاسكندرية حظيت
باهتمام دولي ملحوظ. ومارست انشطة تستحق التقدير. وبخاصة في عدد من
المؤتمرات التي عقدت بها.

ولعل اهمها المؤتمر الذي تناول الديمقراطية في مصر والعالم العربي
قبل ثلاث سنوات تقريبا. بالاضافة الي تجهيزها بكميات من المصادر والمراجع
التي يصعب لجهة اخري ان توفرها في مصر. لكن كان من المتوقع ومكتبة
الاسكندرية تحمل اسم المكتبة القديمة التي ذاعت شهرتها في العالم. واثرت
علي عدد من المفكرين الذين كانوا بارزين في دولهم آنذاك. وكانت ايضا تعد
منارة ثقافية عالمية. يتجاوز دورها الحدود الجغرافية لمصر كان المتوقع ان
يكون دورها مماثلا الي حد ما لدور مكتبة الاسكندرية القديمة. بأن تجري
فيها مناقشات تتناول قضايا محلية واقليمية ودولية. تمثل مشاركة فيما يجري
في الخارج بالفعل من حوارات تتناول هذا العصر الذي نعيشه. ولايقتصر الامر
عند المناقشة. لكن ان يكون له مردود يصل الي الداخل في مصر. ولايتوقف عند
حدود النخبة.

شكرا الغالية نسمة
على روعة موضوعك

بارك الله فيك
رااااااائع

» مكتبة الأسكندرية تستضيف من هاجم الأسلام !!!!
» الأسكندرية ترحب بالجندى
» عاشقة الأسكندرية معنا
» حمل مكتبة العفاسي
» فى مكتبة القاهرة بالزمالك