من يشتري عشقي بآه..؟
شعر:محمد الزينو السلوم
---------------
قد خاب شعري فيكِ..
لا ورداً شممتُ ولا رأيتُ، ولا قطفتُ
وجدتُ قلبك جرّح الأحلام،
أدمى القلب، فابتدأ النزيفْ
مهما تراءى السحر برّاقاً،
وأوغل في الدلال، وفي الجمال، وفي الكمالْ
لا بدّ تكشفه العيون، أو القلوبْ
يمضي، ليعلن عريه بعد الخديعة والضلالِ..
يلوب في بحر الضياع، يصير وجهاً لانزياحات الخفايا، وانكسارات المرايا في انعكاسات الضياءْ
*
قد خاب شعري فيكِ، يا أمّ
العيون السود، والقدّ الجميلْ
تتلوّنين كأنك الحرباء، في ظل المعاني،والأماني..
تدّعين الحب والإخلاص، لكن لا دليلْ
من علّم الأنثى اللعوب، تجيد ألوان الغناء،
كعندليبٍ..أتقن التغريد في صوتٍ رقيقْ..؟
هي زقزقات لا تمرّ على الخبير بكلّ أصوات الطيورْ
يا فرحتي كُشِفَ النقاب،
ولم يعد للسحر فعلٌ في القلوبْ
ألقى العصا "موسى" فجرّ السحر
خيبته وغاب عن العيونْ
عادت عجوزاً..قد بدت تمشي
على عكّازها، والظهر محنيٌّ..
كقوس دون أن تُرمى السهامْ
*
قد خاب شعري فيكِ، يا أنثى غزلت لها
من الأشعار ما يكفي لنشوتها،
فعاثت بالفساد مرائيةْ
هي في الحقيقة غير ما تبدو لعين المرء..
لا سحرٌ غدا ينفع..ولا عينٌ غدت تدمعْ..
ولا شعرٌ لها يُسمعْ..ولا عذرٌ بدا يشفعْ..
أحبّ الشعر، أغزله، وأجدله حبال الودّ والإخلاصْ
أمدّ به جسور الحب كي ألقى، وكي أرقى،
لنخل العشق، أقطف تمره حلواً..
لكي أسقى رحيق الوجدْ
ألوّنه بألواني، بفيض الحب ألقاه، ويلقاني..
ليسكن فيه وجداني..
أحب الورد، أعشق عطره،
أغنى به بحديقة الأحلام حيث الطير تشدو..
والفراشُ يحطّ فوق الزهر والأغصانْ
ليزهو الغصن بالألوان..يغنى القلب والوجدانْ
*
قد خاب شعري فيكِ، آه يا بنت الزمانْ
من يشتري وقتي بآهٍ؟ بعدها تجري الدموع،
وتشعل القلب الحزين، فتصهل الروح الجريحة،
تركب الريح الشديدة للمدى..تنسى الجراحْ
تمضي وتسرج خيلها في الليل تقتحم الصباحْ
*
قد خاب شعري فيك، آه من كيد النساءْ..!
لا ينفع الإبحار فوق سفينة صارت حطامْ
ما عاد ينفعنا التجمّل، فالقضيّة لم تعد في السرِّ..
قد كُشف القناع، وبان ما تحت القناعْ
لا.لم يعد سراً هواك، مضى كذكرى
مرّة في القلب خلّفتِ الجراحَ..
وكان ذاك الأمس وهماً، بل سراباً من رمالْ
*
قد خاب شعري فيكِ، خاب وألف خابْ
موجٌ بجزرٍ، لا بمدٍ، عند شطّ البحر ذابْ
قد خاب ظني فيكِ، خابْ.