عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» متفتكرش
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالأحد نوفمبر 17, 2024 9:53 pm من طرف محمود جمعة

» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة كتابات معاصرة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Empty
مُساهمةموضوع: حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة كتابات معاصرة   حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالخميس ديسمبر 16, 2010 2:08 am

حوار مع الشاعر غير العادي و غير التقليدي عاطف الجندي



كيف كان لقاؤك الأول بالشـــــــعر ؟؟ كيف بــدأ ..؟؟؟ -
من دفعك إليه ... البيت..الجدة و حكاياتها ذكري الطفولة أم المرأة بشكل عام والحبيبة والعشق الأول ؟؟؟؟

00000
دعني أولا أشكرك أخي عيسى و أشكر مجلة (( كتابات معاصرة)) الشهرية و أشكر رئيس تحريرها و صاحبها الشاعر اللبناني المعروف إلياس لحود و كل القائمين عليها على هذا الجهد المبذول في خدمة الثقافة العربية و بالنسبة لسؤالك عن لقائي الأول بالشعر فأقول لقد قابلته مصادفة في فترة المراهقة و كنت في ذلك الوقت قد قرأت للكثيرين من الأدباء المعروفين مثل نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس و محمد عبد الحليم عبد الله و يوسف السباعي و كان اهتمامي بالقراءة منصبا على الروايات فى المرحلة الابتدائية قرأت قصص الأطفال مثل : سيف بن ذي يزن و الدابة المسحورة و الأمير المسحور و غيرها من القصص التي ما زالت عالقة بذاكرتي حتى الآن و كانت مكتبة المدرسة هي المكان الوحيد الذي أستعير منه القصص فأنا من مواليد قرية الزمام التابعة لقرية كفر الواق ، مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة فى 21 يونيو 1965 و لم تكن بالقرية أي علامات حضارية كالكهرباء مثلا و بالتالي فلا وجود للتليفزيون أو غيره و كان المتاح هو الراديو و كانت قصص والدتي قبل النوم ضرورية كل ليلة حتى و إن كانت معادة أكثر من مائة مرة و كانت ألعاب مثل كرة القدم التى كنا نمارسها بكرة خفيفة من البلاستيك أو الكرة الشراب هي كل حياتنا و القراءة كانت تستهويني ليلا على لمبة الغاز أو في الحقول نهارا و في المرحلة الإعدادية قرأت كما قلت لنجيب محفوظ و غيره حتى أنني قد كتبت قصة و أنا في المرحلة الإعدادية و عندما انتهيت من المرحلة الإعدادية و كانت في مدرسة جلال قريطم بحوش عيسى و أذكر بأنني عندما رأيت بيوتا من طابقين أو أكثر كان الأمر مدهشا بالنسبة لي فلم يكن ذلك قد رأيته من قبل و كنت أستعجب كيف يسكن الناس فى الطابق الثاني و من تحتهم غيرهم فى الطابق الأول و عندما انتهيت من دراستي الإعدادية و قد حصلت على مجموع كبير يؤهلني لأي مكان أريد أن أدخله و كان أبي رحمه الله يريد أن يدخلني الثانوية العامة لأتخرج طبيبًا فرفضت دخول الثانوية العامة لأنني كنت ضعيفا في اللغة الإنجليزية و آثرت الابتعاد عنها و دخلت معهد المعلمين بدمنهور و الذي كان يقبل الطلاب الحاصلين على مجاميع أكبر حتى من الثانوية العامة و لابد من اختبار فحص هيئة و قدرات و بعد اجتياز ذلك دخلت إلى المعلمين و فيها زاد شغفي بالرياضة و التحقت بلعبة كرة السلة و كنت قائدا لفريقها عدة سنوات و منها دخلت إلى منتخب المحافظة للمرحلة الثانوية و إلى نادي يدعى منشية النصر بدمنهور و كان بالدرجة الثانية وقتها و كان الجميع يتنبأ لي بالتحاقي بنادي الاتحاد السكندري فهو النادي الأشهر في مصر في لعبة كرة السلة و في هذه الإثناء أيضا قرأت من مكتبة الدار الكثير من القصص و الروايات حتى وقعت فى الحب فى هذه السن و كانت فتاة قريبة لي من الإسكندرية و هي التي أرشدتني للشعر و قالت لي : أتمنى أن تكتب لي شعرًا و في الحقيقة كان أمرًا مدهشا بالنسبة لي فلم أكن قد قرأت كثيرا من الشعر سوى بعض قصائد لنزار قباني و فاروق جويدة و هو ابن من أبناء قرى حوش عيسى أيضا فكتبت شعرًا لأول مرة إرضاء ً لها و كان بالعامية المصرية و ما زلت أذكره حتى الآن فقد كان :
( سهران ف الليل لوحدي ** سهران أعد النجومْ
سهران و القلب خالي ** مفضلش غير الهمومْ
حبيبي قال لي كلام ** خلاني حزين ، مهموم
يا ناس حرام الأسية ** يا ناس بحب الظَّلوم )
• أي كثير الظلم
حقيقة أسجل ذلك للتاريخ بدون زيادة أو نقصان و من هنا تنبهت لوجود الشعر و لا أدري هل لولا هذه الفتاة كنت قد كتبت الشعر أم لا 0
و تخرجت من دار المعلمين ف 1985 و بعدت تماما عن كرة السلة لعدم وجود ملاعب قريبة من قريتي و كان أملي أن أدخل بعد ذلك كلية التربية الرياضية بالإسكندرية و لكنني لم أحصل على مجموع 75 % من شهادة دار المعلمين و التى كانت تؤهلني لو حصلت على هذا المجموع للصف الثاني من الكلية و لكني حصلت على مجموع 72 % و الذي أهلني لكلية التربية قسم اللغة العربية بدمنهور و قبل أن تصل بطاقة الترشيح للكلية أتت لي وظيفة مدرس ابتدائي في قريتي ففرح أبي و جعلني أقبل الوظيفة حتى يأتي ترشيحي للكلية و عندما أتى الترشيح المنتظر كنت قد تسلمت العمل فأردت أن أدخل الكلية و للأسف كان هناك قرار من وزير التعليم في ذلك الوقت بعدم السماح لمدرسي الابتدائي بترك الوظيفة لدخول كلية التربية لوجود عجز في عدد المدرسين و سامحه الله على ذلك فقد ساءت نفسيتي جدا و انقطعت أكثر من شهر عن الحضور و حتى بعد قبولي للتأهيل الجامعي و دخول الكلية بعدها بسنوات تخرجت من كلية التربية بالإسكندرية حاصلا ً على مؤهل ليسانس آداب و تربية فى 1994 و ظللت مدرسًا للمرحلة الابتدائية إلى الآن حتى بعد إعادة التعيين و كنت فى هذه الفترة قد كتبت الكثير من القصائد بالفصحى و أحببت اللغة العربية و تعرفت على الأوزان الشعرية و قرأت للكثير من الشعراء ، و أذكر أنني في عام 1990 قد نشرت لي قصيدة في ديوان مشترك بعنوان ( من يقتل الحب ؟ ) كانت بعنوان أنا السندباد و كنت قد انضممت إلى الجمعية المصرية لرعاية المواهب بالقاهرة و تعرفت فيها على الشاعر الكبير محمد على عبد العال رئيس الجمعية و محمد سيد خليل سكرتيرها و محمد الشحات محمد و الصحفي حلمي حليم و كانوا أعضاء بالجمعية و في عام 1991 نقلت مع أسرتي إلى مدينة شبرا الخيمة حيث أعيش الآن و هي ضاحية و امتداد للقاهرة و كتبت الشعر و كنت أخاف عليه من السرقة كما كان يقال لي بأن الشعر يسرق حتى اشتركت فى مسابقة للشعر فى عام 1997 و كانت عن مراكز الشباب و كانت المفاجأة هي حصولي على المركز الأول على محافظة القليوبية فى مسابقة عن الإدمان و كانت القصيدة بعنوان ( إلى مدمن ) و هي موجودة في ديواني الأول ( بلا عينيك ِ لن أبحر ) و حصلت على جائزة و شهادة تقدير من المحافظة و بعد ذلك من المجلس الأعلى للشباب و الرياضة في 1998 و من هنا بدأ دخولي المجال الشعرية بصورة حقيقية
***
نجدك في نصك الشعري تحاول الهروب إلي مجاذبة الطفولة وعوالمها التي تلازم الشاعر طوال حياته؟؟

الشاعر في حد ذاته مشاعره طفولية فهو يفرح لأقل سبب و يحزن و يثور كذلك و الطفولة بالنسبة له هى العالم المثالي حيث لا هموم و لا أحزان و كل ما فيها جميل و يحلو للشاعر الرومانسي تحديدا الولوج إلى هذا العالم حيث الخيال الخصب و الذكريات الجميلة و الأب و الأم اللذان يلعبان في حياته أدوار البطولة و الجد و الجدة كذلك فمن منا لا يتذكر قصص الجدات أو الأمهات في ذلك الوقت و حقيقة أعتبر أن العصر الذي نعيش فيه يقضي على الخيال فوجود الإنترنت و التليفزيون بقنواته المتعددة هما الشغل الشاغل للجميع فلم يعد الأطفال يستمعون إلى القصص من الآباء أو الأجداد كما كان بالنسبة لنا و أصبح التليفزيون هو من يقوم بالدور و رغم أن الروايات التى كانت تقص علينا كان بها المخيف و المرعب لنا مثل ( أبو رجل مسلوخة و الوحوش و الغيلان ) و التي كنت أحلم بها و أخاف منها ليلا 0 و فى اليوم التالي بعد تناول العشاء كنت أطلب الاستماع إلى ( حدوتة ) جديدة و فى الغالب تتكرر هذه الحواديت 0


كيف ترى المـــرأة ...في القصيدة .. الأم الجدة الحبيبة (( العشق ، الحنان ، الجسد ، غواية ، المتمردة .. الإنسانة ؟؟أم الإنسانة ...؟

المرأة هي نصف الكون الجميل ، المرأة المشاركة و الفاعلة في الحياة فهي الأم و الأخت و الحبيبة و الجدة و الابنة و هي الملهمة للشاعر ، و المرأة لدي تتقمص كل هذه الأدوار فمرة تكون الأم و أكتب عنها و أخرى تكون الحبيبة و هكذا و عندما صارت الابنة في آخر المطاف كتبت ديوانا لها و أسميته ( صباح الخير يا سارة ) و هو الديوان الثالث في إصداراتي الشعرية و هو للأطفال و صادر عن هيئة الكتاب المصرية في 2006 و أعيدت طباعته مرة ثانية في 2008
و جاءت عناوين دواويني معبرة عنها أيضا ففي الديوان الأول كان بعنوان ( بلا عينيك ِ لن أبحر ) و الثاني ( مرايا النفس ) و الثالث ( صباح الخير يا سارة ) ثم ( للنار أغنية أخيرة ) و ( لا أريد ) و ( أنت ِ القصيدة ) و أخيرا ديوان بالعامية المصرية بعنوان ( العيون السود )

قيل قديما (( إن الألم يشمر عن أكمامه ...العبقــــرية !!))؟؟ هل تحاول الكتابة لحظة شعورك بالحزن و الألم أم الفرح ؟؟
حقيقة نحن شعب يبدع أثناء الألم و أقصد نحن كشعوب عربية فكمية الحزن و الانكسارات لدينا كبيرة جدا فمن الظروف السياسية المحبطة و الحروب التي خضناها و نخوضها حتى الآن و الظروف الاقتصادية الطاحنة كانت سببا في كثير من كتاباتنا و إذا حصرنا الأفراح فى أيام الأعياد أو المناسبات الشخصية فهي قليلة جدا و أذكرك بحروبنا كعرب جميعا مع الآخرين و مع أنفسنا و خلافاتنا العربية العربية فهي لا تعد و لا تحصى و هي ملهمة أيضا للشعراء و في رأيي أن الشعر ثورة فالشاعر الذي لا يثور ليس بشاعر فمن رأى استشهاد الدرة و لم ينفعل ليس بشاعر و من رأي حرب غزة الأخيرة ليس بشاعر و من رأى احتلال العراق و تدمير بلد الخلافة و فخر العرب كذلك ، و كذا لبنان و فلسطين ...و الخرائط مليئة بمذابح كثيرة جدا للعرب و للمسلمين 0

هل نفهم من ذلك أن حب الشاعر ومشاعره نحو الآخــر أكثر عمقـــا من حب الآخرين ؟؟

نعم الشاعر هو من ينفعل أكثر بالحدث و لقد وهبه الله نعمة التعبير و الرسم باللغة ، فالمشاعر يملكها الجميع مع إيماني بزيادة ذلك عند الشاعر و لو بنسب متفاوتة و أنا أتحدث عن الشاعر الشاعر و ليس من يدعي الشعر فليس كل من يكتب و يعرف العروض و اللغة ليس بشاعر 0 الشاعر أعرفه من جملة مغايرة أو بيت أو قصيدة أتت بالجديد و الشاعر من تعلق في ذاكرتي و لو بيتا من قصائده 0

هل لذلك نجدك تحاول في بعض قصائدك .. مخاطبــة الإنســـان من خلال مخاطبة الأشيــــاء والجمـــاد؟؟
لماذا التخــوف ، أم التخيل الجمالي ؟؟

البعد عن المباشرة من أهم الأشياء من وجهة نظري التى تميز شاعرا عن آخر و من هنا أحاول ألا أكون مباشرا و أكتب القصيدة التي تختفي وراء أقنعة و تحتاج لقارئ واع ٍ متمرس و ليس القارئ العادي و لا أقصد بذلك الإيغال فى الضبابية و التهويم و لكن كلما بعدت القصيدة عن التقليدية و المباشرة كان ذلك ممتعا ، فالشاعر هو من يلمح و لا يصرح و خاصة فى القصائد العاطفية و الاجتماعية و ربما كانت القصائد السياسية تحتاج إلى بعض المباشرة و خصوصا فى وقتنا هذا الذي به مساحة و لو قليلة من حرية التعبير فى بعض بلداننا العربية و أنا لا أتخوف من ذكر الأشياء بمسمياتها و لكن أن أترك للقارئ جزءًا للتخيل و أشركه معي في القصيدة فلذلك تجد القصائد الموجهة لشخص ما لشخصية معروفة مثلا كالسادات أو صدام حسين أو ياسر عرفات ، لا أذكر اسمه مطلقا و إنما أجعل القارئ يستدل عليه من خلال إشارات بالعمل و ربما أتى قارئ بتفسير جديد و اسم جديد لم يكن في حسابي شخصيا و هنا الجمال في حد ذاته 0
هل تعتقد أن توجهك الشعري المغاير و اللا مألوف للسائد لعــــب دورا في حياتك كشــــاعـــر ؟؟

أعتقد ذلك فأنا شخصيا أبحث عما يسمى بالدهشة و كسر التوقع و أرى أن من أسباب عدم نجاح شاعر ما هو توقع الآخرين لما سيقوله و خاصة فى الشعر العمودي و الصور المجانية التي قد تأتي في قصيدة شاعر فما الفرق إذن بين الشاعر و الإنسان العادي ؟ و من هناك نجد الفارق بين شاعر و شاعر و تكون الأفضلية لمن يقدم إبداعا مغايرا للسائد و المعروف و الذي يخترع بصمة شخصية له يعرف بها 0

هل كنت تفكر بالقارئ حين كتابة القصيدة ،أو أنها ستنال إعجاب الآخرين ؟؟

إذا عملت بما تقول فسأنتج إبداعا غير ذي قيمة فأنا أكتب القصيدة كي أرضي نفسي أولا و أشعر بها و أتحاور معها و أجلس معها كثيرا و ربما أنقصت منها أو أضفت أو غيرت منها بغية تحقيق أكبر قدر من رضا النفس الشاعرة و المتذوقة للجمال عندي و أنا الناقد الأول لأشعاري ثم يأتي بعد ذلك دور أحد الأصدقاء و هكذا 0
و عندما ألقي القصيدة للنقد مثلا ، فأول ما يشغلني هو العيوب التي قد يراها بعض النقاد في قصيدتي و ليس الإيجابيات فالعادي هو أن تنال الاستحسان و هو شيء يفرحني وقتيا و لكني أبحث أكثر عن العيوب التي لا تظهر نفسها لي و أسعد بمن يكتشف ذلك و أشكره فمن لا يتقبل النقد لن يتقدم و الذي أخالف فيه بعض النقاد و أضرب برأيهم عرض الحائط في وجهات النظر التي قد ترى كذا و كذا بعيدا عن كلام سيبويه و الخليل بن أحمد 0
هل يدفعك ذلك الي ممارسة الرقابة الذاتية على النص حين الشروع في كتابة القصيدة ؟؟
هناك فى العقل الباطن رقابة داخلية أثناء الكتابة هذه الرقابة تحدد البحر الذي تسبح فيه القصيدة و تختار اللغة و المفردات و الجمل و التراكيب كما أن بالذهن أيضا رقابة أخلاقية و دينية فما لا أقبل أن تسمعه ابنتي أو تقرأه 00 فأنا لا أكتبه و إذا كتبت قصيدة ما قد تحتاج للدخول في مناطق التابو الجنسي تحديدا فالرمز هو الحل 0


طرح السؤال بشكل آخر ..بمعنى هل خلال الكتابة ثمة سيطرة على المشاعر والفكرة والسيطرة على اللغة والسياق حين ترجمتهما من مستوى الإحساس والحس الداخلي اللامتشكل إلي مسـتوى التشكيل اللغوي الظاهر للقصيدة ؟؟
الكتابة هي فعل فاضح للشعور و الشاعر أو الكاتب عموما لابد أن تخرج منه مفردات تدل على ما يجول بخاطره و ما يمور بفكره ، و توضح توجهاته و معتقداته حتى و لو حاول إخفاء ذلك و الرقابة تكون في جزء من التفكير اللحظي أثناء كتابة القصيدة و بالمناسبة أنا لا أجري وراء القصيدة ولكنها فجأة تلح علي َّ بالتشكل الورقي و أخذ هذه الأفكار لصورة القصيدة و لا أدري هل تكون عامية أو فصحى إلا مع بداية أول بيت و كذلك البحر الشعر و يأتي نقدي للقصيدة بعد الانتهاء منها و أراجعها من حيث البحر و الصور و النحو و غير ذلك و السيطرة أثناء الكتابة ليست كاملة فأنا أكتب ما يأتي على ذهني حتى لا تفقد القصيدة جمالياتها و طزاجتها و مقص الرقيب مرحلة تالية إن كانت تحتاج لذلك 0



هل حين تعاود كتابة القصيدة بشكل واع بعيدا عن العفوية الشعرية هل تقوم بإعادة صياغتها بشكل آخر وتخرج معك مثلا قصيدة أخرى أو مغايرة للنص الأصلي ؟؟ أم لا تحبذ العودة للقصيدة ؟؟ بمعنى آخـــر :هـــلا تخطط لبناء القصيدة ؟؟ مثل كاتب الرواية ؟؟
صعب جدا أن يخطط الشاعر لكتابة قصيدة و أنا لا أفعل ذلك فحينما أجد شيئا ما ، يمور في أعماقي و يحاول الخروج على الورق 0 أسرع إلى الورقة و القلم اللذان يلازماني دائما في أي مكان و أكتب بشكل عفوي ما يأتي على قريحتي الشعرية و أعتقد لو أن شاعرًا ما خطط لكتابة قصيدة فسيكون ذلك نظمًا و لن نحس صدقه الفني و حميميته و بكارة صورته الشعرية ، يستطيع العالِم بالنحو و العروض أن ينظم و لكن ما سينتجه سيظل نظما و لن يترك أثرا في نفس سامعه أو قارئه فكثيرا ما أصادف بعض القصائد و لا أستطيع أن أكمل قراءة قصيدة ما لأنها ببساطة لم تجذبني و لم تحرضني على قراءتها و حدث بالفعل معي أن راجعت قصيدة و أعدت كتابتها 0 من قصيدة طويلة و اختصارها إلى قصيدة ومضة
و كانت بالفعل أجمل و مازالت تترد على ألسنة الأدباء و يطلبونها من رغم صغرها و هي قصيدة ( أنا ) و أقول فيها :
( في بيت الحب بنى جدي
و أقام أبي فكساه سنا
و بثوب العرس أتت أمي
تحلم بالشمس ِ فكنت ُ أنا ! )
هل النص الشعري والسياق يقود اللغة ؟؟ أم اللغة هي التي تقود الواقعة والسياق في النص ؟؟
الشعر هو ما يقود العملية الإبداعية و يتجه بها إلى زاوية معينة و اللغة هي أداة لابد أن تتوافر للمبدع كما العروض و الصرف و باقي علوم اللغة يسخرها المبدع الجيد في رسم صورا شعرية و يراهن بها على تقديم الدهشة للقارئ كما النجار مثلا لابد أن تكون لديه الإمكانيات و الأدوات اللازمة لعمله ليخرج لنا عملا مميزا به تشكيلات يدوية أو أرابيسك أو حفرا على الخشب من صنع هذا الفنان 0 و يأتي بعد ذلك ذائقة هذا الفنان و هي التي تتحكم فى ذلك أو كالطبيب الذي لديه أدوات الجراحة و تأتي مهارته لتكون هي الفيصل فليست الأدوات هي كل شيء و لكن هي العبقرية و القدرة على الابتكار 0


نجد عناصر القص والحكاية طاغية في نصك الشعري ؟؟ كيف تفسر الأمر ؟؟
نعم هذا صحيح فربما ولعي القديم بالقصص و الروايات ما جعلني – بدون قصد مني – في أن أكون كذلك فكثير من قصائدي تعتمد على الحوارية و اشتراك أكثر من صوت متكلم في العمل الشعري و هذا ما جعل نقادا كبارا يطالبونني بكتابة المسرح الشعري في مناسبات كثيرة و يقولون بأن لدي القدرة على ذلك و لكني في الوقت الراهن لم أنجذب – حتى الآن - ناحية المسرح الشعري و ما زالت القصيدة هي هوائي الذي أتنفسه 0 و أرى أن دخول عناصر القص لعملي الشعري يثري الشعر و يجعله أكثر تشويقا من أن يظل الشاعر يتحدث من طرف واحد و كأنه يخاطب الفراغ 0
أقصــد البنية السردية تحاول مزجها بأشـــكال فنية متعددة ؟؟؟وهل تجربتك الواعية لها مؤثرات محددة في رؤيتك الفنية ؟؟
لابد للشاعر أن يجرب و لا يقف عند نمط معين فليس هناك مانع في أن يكتشف أمورا بنفسه و لا يعتمد فقط على منجز السابقين و أعتقد بأن الشاعر لابد أن يجدد في الشكل و المضمون فحتى في قصائدي العمودية لابد من الإتيان بالجديد و دخول المفردات الجديدة و المواضيع الجديدة أيضا
و تحضرني الآن قصيدة من قصائد الرثاء لي فالمتعارف عليه أنه عندما يرثي شاعر ما شاعرا صديقا له مثلا ، أن يعدد مآثره و ينقب عما به من خصال حميدة و ذكريات مشتركة و لكن قصيدتي تناولت الرثاء من منظور جديد على الأدب العربي و زاوية تحدث النقاد عنها كثيرا و هي أنني تحدثت بلسان الموت و جعلت أعدد الفوائد من هذا الموت و أحبب الناس فيه و هو غير المتعارف و السائد في أدبنا العربي كله و ذلك في قصيدة بعنوان ( محاولات لاصطياد شاعر ) كتبت في تأبين الشاعر الصديق الورداني ناصف و قلت فيها :
( تقدم .. تقدم فإني أراك ْ
و أعلم أنك َ تبغي الفكاك ْ
***
فلا تختف الآن بين التشابيه ِ
أو تنحن ِ بين هذا و ذاك ْ
***
فيا كم أتيتك ُ في كل يوم ٍ
و تحتال كيلا تلاقي الهلاك ْ
***
تقدم فإني سأعطيك حلا ً
لكل الذي كان يشقي سماكْ
***
و لا تخش شيئا و راء الغيوم
فكل الذي كنت ترجو هناك ْ
***
عبير ٌ و لحن ٌ و ينبوع ُ شعر ٍ
و وجه أليف ٌ ، تمنى لقاك ْ
***
أب ٌ سوف يلقاك َ عذبًا طليقا
و أم ٌّ تصلي لكيما تراك ْ
***
و جد ٌ لكم أو صديق ٌ سيأتي
يعانق فيك الهدى و الملاك ْ
***
ستؤتى جنانا بها كل حسن ٍ
و حورًا تلبي و تبغي رضاك ْ
***
فماذا سيقصيك َ عني و تبغي
بأن تنثني في زوايا مداك ْ
***
أنا الموت ُ لكنني باب خير ٍ
فهل تغلق الباب .. هذا نَدَاك !
***
سآتيك َ في كل وقت ٍ جريئًا
إلى أن ستهوي بقيد الشباك ْ
***
تقدم .. تقدم فما ثم َّ إلا َّ
ربيعا ستلقى و ربًّا رعاك ْ
***
سنمضي سويا لدرب الثريا
لتبدو كنجم ٍ ، يضوِّي بهاك ْ
***

هل حكايات الجدة و الأم ( السيرة الهلالية ، وعنترة ، وعلى بابا ، والغول ، والجن والخيالات المروية على لسان البسطاء والعاديين ) في زمن الطفولة تلمست تأثيراتها لاحقا؟؟بشكل أو آخر في نصك أو تجربتك الشعرية ؟؟
حكايات الأم و ليس الجدة فللأسف جداتي متن و أنا مازلت رضيعًا و لم أسمع منهن بالطبع شيئا و لكن والدتي أعطاها الله العمر و العافية هي من قامت بذلك و كان طلبي لها كل ليلة هو الاستماع إلى قصة و خاصة أن قريتنا لم تكن قد دخلتها الكهرباء بعد ، كما أذكر أن الاستماع إلى ألف ليلة و ليلة من الراديو بصوت الممثلة القديرة زوزو نبيل مازال يرن في أذني و كنا ننتظرها كل ليلة و السيرة الهلالية مع عبد الرحمن الأبنودي و جابر أبو حسين هي من الذكريات الجميلة و التي أشعلت خيالي و كانت حافزا لي في القراءة و البحث عن المغامرات التي يقوم بها أبطالها و روايات الخيال العلمي هي ما جذبتني في هذه الفترة و عندما دخلت الكهرباء قريتي على نفقة أهلها و بجهودهم الذاتية في آواخر عام 1980 كنت طالبا في الصف الأول بمعهد المعلمين بدمنهور و كنت قبلها قد رأيت ما تقوم به الكهرباء من إنارة و تشغيل للأجهزة الكهربائية و عندما حكى لي زميل لي بأنه قد مسته الكهرباء ليلة أمس و أحس برعشتها الشديدة عزمت أن أجرب هذا الإحساس وعند رؤيتي لذر كهرباء عار ٍ و أنا مقيم بالقسم الداخلي بمعهد المعلمين بدمنهور عاصمة محافظة البحيرة مددت يدي لأعرف ما هي الكهرباء و من يومها إلى ما يشاء الله سأظل أخاف من الكهرباء بسبب هذه الصدمة التي أحسست بها فى حينها 0
و كنت قبلها بعام قد ألقيت بنفسي في ترعة كبيرة جدا و كان عمقها حوالي خمسة عشر مترا لأنقد غريقا بدون أن أعرف العوم و كانت النتيجة أنني شارفت على الغرق و لولا وجود مركب صيد صغيرة كانت على مقربة مني و قد أتت لتنقد الغريق فأنقذتني 0
أقصد بشكل آخر ...هل قرآءاتك الواعية للواقع بكل تشعباته و امتداداته و تناقضاته ؟؟؟ تمثلت بتجربة عميقة واضحة في نصك ؟؟
هناك مثل إنجليزي يقول : ما الأسد إلا مجموعة خراف مهضومة فمن خلال ثقافة الإنسان و تأمله فى الأحداث الجارية و الواقع الذي يعيشه بكل تناقضاته لابد أن يخرج إبداعا مغايرا و لابد أن تحس بمدي عمق ثقافة هذا الشاعر و مدي احتكاكه بواقعه و ملامسته لهموم وطنه ولابد للشاعر أن يحدد أين يقف الآن من أبناء جيله و هذا مطلوب جدا ليحدد ماذا يريد في الفترة المقبلة و ما هي طموحاته على المستوى الشعري فكلما كان الشاعر محددًا هدفه كان الوصول لهذا الهدف هو غايته التي يعيش من أجلها و ثقافة الشاعر و مدى نضجه الفني تظهر في شعره بالتأكيد 0

الأسلوب لديك ... في أحد جوانبه ؟؟ متيقظ بذاكرة متقدة بشكل جد متفرد وغير مألوف للقارئ العادي أو المتخصص ؟؟ كما أفاق اللغة الشعرية ، والصياغة المؤثرة ؟؟
لابد للشاعر الذي يطمح في أن يكون له اسم بين الكبار ، إن يكون أسلوبه هكذا و تكون لديه مثل هذه السمات و لديه مشروع شعري يضعه نصب عينيه و هذا المشروع الشعري لابد أن يأتي بالجديد و إلا لضاع وسط أرقام كثيرة جدا من الشعراء العرب و صار رقمًا مهملا فمن يستطيع أن يكون له أسلوبه الخاص و قصائده التي تطلب منه بالاسم و التي تعلق في ذاكرة المستمع أو القارئ فهذا ما أريده و هذا أصبو إليه 0
من خلال قراءة النص نلمس أن ثمة قيودا تحاصر نصك والمدى البعيد الممكن للانطلاق من خلاله ولست بغافل عنها ؟؟ لذلك نجدك تحاول الخروج منها بمحاولة تكسير المألوف وصولا لسبر أغوار الحقيقة التي لا يمكن أن تزيف أو تشوه أو تغيب التي يسعى الشاعر كما النص للكشف عنها ؟؟
نحن كمجتمع شرقي لنا عاداتنا و تقاليدنا التي نتوارثها و نحرص عليها جيلا بعد جيل و هي قيود في حد ذاتها فلدينا التابوهات الثلاثة ( الدين و الجنس و السياسة ) و نحن مازلنا لم نتعلم فن الاختلاف و كيف يكون اختلافا محترما هذه التابوهات الثلاثة أنا مع الأولي في أن نحفظ للأديان كرامتها
و لا نهاجم دينا ما أو نشوه معالمه و أرى أن من يعمد إلى ذلك فهو إنسان ضعيف الفهم و يريد التكسب و الشهرة من وراء الهجوم على الدين كما فعل بعض المغمورين و الذين حققوا مكاسب من جراء هجومهم على الدين فيريد البعض تقليدهم لعل و عسى 0
و التابو الثاني و هو الجنس فلي أن أقتحمه و لكن بأسلوب تلميحي و ليس تصريحي و أن يكون الكلام مغلفا بقليل من الحياء حتى لا نخدش حياء الآخرين فأنا ضد وصف ما يحدث على سرير الشهوة أو غيره بأسلوب فج و التابو الثالث و هو السياسة فأنا من الشعراء الذين يكسرون هذا التابو دائما حتى أصبح محطمًا لدي فمهما كانت سلطة الفرد فالوطن هو الباقي و هو الذي لابد أن نحبه و نختلف من أجله مع الجميع و أنا شاعر عربي و أحمل هم الوطن العربي من المحيط إلى الخليج على كاهلي و ليس هناك مزايدة على ذلك فقصائدي تشهد بذلك و الشاعر لابد أن يقدم الحقيقة عارية فهو صاحب رسالة و أمانة و مازال الشاعر لدي هو المعبر عن قضايا وطنه و هموم قومه و الذي يشاركهم في أتراحهم قبل أفراحهم و أنا ألقي حجرا في الماء الراكد بمخالفتي للمألوف و السائد فأنا لا أسير في زمر المطبلين و مساح الجوخ و لهذا لن
أحصل على جائزة الدولة التشجيعية طالما ظلت هذه العقول و هذه الأسماء متحكمة في المجلس الأعمى للثقافة 0
هذا يستدعي طرح التساؤل الأكثر إلحاحا ؟؟ و هو عن قصيدة الطاووس و التي تهاجم فيها شخصية معروفة في المجلس الأعلى للثقافة و الذي كان بدوره من أكثر من خمسين عاما قد هاجم في قصيدة شخصية أدبية معروفة أيضا فأتيت تهاجمه على نفس البحر الشعري فما سبب هذه القصيدة ؟
لابد للشاعر أو لمن يتقلد منصبا أن يكون إنسانا قبل أي شيء آخر فمهما كبر اسمه أو كبر الكرسي الذي يجلس عليه فالمفروض أن لا يتنكر للآخرين و هذه الشخصية التي تقصدها و قصدتها أنا في قصيدة الطاووس و هي المعروفة عند الناس بقصيدة ( قبِّل خديجة ) شخصية كبيرة في السن و متطاوسة إلى أبعد الحدود استضفته في نادي أدب الريحاني عندما كنت رئيسا له و أقمت تكريما له و أنا أول من احتفل بسبعينيته أي وصوله إلى سن السبعين و عندما زرته في المجلس تنكر لي و بأنه لا يعرفني كشاعر و كنت قد أعطيته من قبل أكثر من ديوان شعري و تقابلنا كثيرا و للأسف هو يجعل من لجنته التي يتحكم فيها إمبراطوريته الخاصة يمنح من ينافقه أو من يكتب عنه و خديجة المذكورة في القصيدة هي إحدى معجباته التى تعطيه الوردة و القبلة أمام الجميع 0
فكتبت مباشرة هذه القصيدة و كانت على بحر البسيط و هي أول قصيدة كتبتها على هذا البحر بدون قصد مني و كأن القدر يقتص لشخصية أدبية كبيرة محترمة بعد أكثر من خمسين عاما عندما هجاه في قصيدة على نفس هذا البحر الشعري 0 و يكفي أن هذه الشخصية تشرف على جائزة شعرية كبيرة و أخذتها لنفسها في هذا العام و هو مخالف لكل الأعراف و حتى شروط المسابقة فهو لم يكتب شعرا منذ أكثر من عشرة أعوام 0

هل خسرت كثيرًا بسبب هذه القصيدة ؟
لا لم أخسر كثيرا و غير نادم عليها و ما خسرته هو جائزة الدولة التشجيعية التي لم و لن أقدم عليها طالما هو موجود و كذلك مِنحْ التفرغ للإبداع و لكني كسبت نفسي و لقد قال لي بعض الشعراء بأنك ستخسر كثيرا بهذه القصيدة فقلت و لكني كسبت نفسي و كتبت شهادة للتاريخ بكيفية إدارة الأمور في بعض مؤسسات الدولة و إن المرأة في الوسط الأدبي تستطيع أن تحصل على المدح المجاني لأعمالها و كثيرا ما يكتب لبعضهن و تفتح لهن الأبواب المغلقة لا لشيء سوى أنها ينتسبن و لو من باب المجاملة لبنات السيدة حواء و يثتثنى من ذلك بعض الشاعرات اللاتي أثق في إبداعهن 0
كيف تمكنت كشاعر .. أن تفتح الأبواب الفنية جميعا على مصاريعها ...وسط مجموع تلك القيود .. التي كثيرا ما تحاصر الشاعر والكاتب ؟؟
أنا أزعم بأنني عنيد جدا عندما أقتنع بشيء ما و أنا اقتنعت بالقصيدة دنيا أعيش و أذوب فيها و من ثم فلابد لي من أن أبحث لنفسي عن طريق يسمي باسمي و بقصائد تعرف بي و أعرف بها من خلال الشعر التفعيلي أو العمودي و هما ما أحبه و من خلال قالب كل منهما عمدت إلى التجديد حتى في قصائدي العمودية كنت مغايرا و كتبتها من أول ديوان لي و هو بعنوان ( بلا عينيك لن أبحر ) على هيئة القصيدة التفعيلية هذا لأنني وجدت أن شكل العمود الشعري لا يوافق ذائقتي و عيني الأدبية و أن الحياة و هي القصيدة بالنسبة لي ليست بهذه الاستقامة الرتيبة التى نجدها في الشكل التقليدي و هذا ما أوقعني مع اختلافات مع بعض النقاد و لكني مازلت مصرا على هذا الموضوع في جميع ما صدر لي من دواوين و التجديد ليس في شكل الكتابة و لكن لابد أن يكون التجديد نابعا من العمل ذاته و معايشا للواقع و متخذا من مفردات الحياة جسدا يعيش فيه و حتى عندما وجدت نفسي أكتب قصائد الومضة - و هي قصائد مكثفة جدا - ضالتي الشعرية فهي تقدم الدهشة في أقل عدد من الكلمات و الأسطر الشعرية و لكني لم أقتنع بعد بالنثر الذي يسميه البعض شعرا
هروبا من مطالب الخليل بن أحمد 0
هل هذا يفسر محاولتك كشف الأحداث وفضحها وتعريتها والتركيز على السلبي والسقوط . النكسة مثلا الفساد و التهميش و الاستغفال والاستعباد في المجتمع الذي يمارس ضد الكاتب أو الإنسان العادي بدرجات متفاوتة ومتعددة ؟؟
الشاعر دائما يحلم باليوتوبيا في الأرض و هو الذي يعشق الجمال و النصر و أنا أتحدث عن الشاعر الحقيقي من وجهة نظري و هو الذي يملك رؤية مستقبلية و استشراف للغيب و يملك الجرأة ليقول ما يريده و لابد أن يكون له رأي في الأحداث الجارية فلذلك ستجد في أشعاري مثلا الحديث عن النكسة أو حرب أكتوبر 1973 أو حادث المنصة و الغلاء و تراجع الدور المصري و العربي بشكل عام و السجون التى تنتظر أصحاب الأقلام و أصحاب التوجهات السياسية المعارضة فللأسف هذا يحدث في جميع بلاد وطننا العربي بأشكال مختلفة ، فالكاتب لدينا مهموم بتبعية ما سيجره قلمه و كتاباته فيما بعد و ينتظر السجن مثلا قبل التكريم أو التصفيق له و هو كالشمعة التى تحترق من أجل الآخرين فهو مهموم بهموم وطن بأكمله و الإنسان العادي مهموم بنفسه فقط و لذلك يتساقط المبدعون بأمراض الضغط و السكر و القلب و غيرها من الأمراض التي تأتي نتيجة انفعال زائد 0



تحاول نمــــذجــة وقـــائع ضمن سياقها التاريخي ، بكل إشكالاتها المعقدة ، والمتشعبة ..في مجتمع أبـــوي بطرياركي ؟؟ متزمت لا يتساهل مع أي خروج عن المقدسات العشوائية والسائدة ؟؟؟

ربما كنت مغايرا في رؤيتي عن الآخرين فكل الدنيا تلعن فرعون لأنه أراد أن يقتل بني إسرائيل و في رأيي أنه بطل فها نحن نرى ما يفعله الإسرائيليون و حتى من عهد النبي صلى الله عليه و سلم من نقض للعهود و خيانات مستمرة و نزيف عربي بسببهم لا ينقطع و حتى حادثة المنصة و استشهاد السادات في يوم احتفاله بانتصار مصر في السادس من أكتوبر كتبت في قصائدي بأن الخيانة أتت من المنصة ذاتها و أنا ضد فكرة استشهاد صدام حسين مثلا و أنه بطل قومي و هو من أتى بالأمريكيين و الإنجليز إلى الخليج العربي و ضرب شعبه بالنابالم و للأسف نحن كشعوب عربية الوحيدون الذين نقدس جلادينا و نعشقهم حتى الثمالة فبعد هزيمة 1967 و انكسار الحلم العربي أسمينا الهزيمة نكسة للتخفيف من حدتها و أقسمنا بحياة من أودى بنا لهذه الهزيمة و رفضنا تنحيه عن السلطة بدلا من محاكمته بتسببه في هذه الهزيمة فليس بالعنتريات وحدها نحيا . فلذلك أكتب من منظوري الخاص مهما كانت درجة تقبل المجتمع لما أقوله و أعتقد دائما بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية في حين أن البعض يرى في هذا الاختلاف ما يوجب تحطيم العظام و تناول الخبز و الحلاوة الطحينية – إن وجدا – داخل زنزانة 0


نصك الشعري يظل مسكونا بالواقع ... نتلمسه بتجربتك الحميمية في الكتابة القادرة على الصياغة فتقتحم اللامــــألوف لتكسر أصنـــامه .. بطريقة جدية و السيطرة على اللغة واضحـــة ؟؟ كما الألم الطاغي .. ما يفسر ما عبر عنه ذات يوم تي.إس .اليوت في رباعياته Sad( الناس تتغير وتبتسم ...أما الألم فيبقى ))؟
؟
لابد للشاعر أن يمزج الواقع بالخيال لينتج إبداعا مميزا ، يترك أثرًا لدى قارئه و لا يمر عليه مر الكرام و كلما كان ممسكا بلغته و قادرا على تشكيلها بحسب ما يراه لخدمة النص لإعطاء النص ما يسمى بالديمومة و أكثر ما يترك أثرا في النفس هو الألم و الأحداث السيئة التي قد مرت علينا أو ما ننتظرها و لذلك نبدع نحن كعرب في الحزن أكثر بكثير جدا من الفرح ربما لقلة ما مر علينا من أوقات سعيدة و حتى في العصور القديمة عندما نرى المتنبي و هو يتحدث عن العيد
( عيد ، بأي حال عدت يا عيد .... )
فعندما أحضر نموذجا معاشا و أعبر عنه بطريقتي الخاصة فأنني أرى أنها تصل للمتلقي فكل ما يمس الجرح فهو يشد الانتباه 0

نجد في بعض القصائد محاولة إثارة الحزن إلي حد الحزن الطاغي ...لماذا ؟؟ على الرغم من وجود نص معبأ ومزدحم الي حد الزخم بالطموحات الكبيرة .. حين حاولت وتمكنت من تأريخ العادي واليومي ، كما الخاص في ظل الهموم العامة ، للبحث عن كل ما هو غير مألوف والذي يضع القارئ أمام صورة مبهرة للواقعية ، والتاريخي .. يفتح لمسار تحاول السيطرة عليه خلال النص ؟؟
أنا لا أثير الحزن و لكنني ألقى الضوء عليه فقط بطريقة فنية
فالحزن ليس هدفا في حد ذاته و لكنه جرس إنذار أطلقه للتنبيه عن أمر معين و لست أجري وراء غير المألوف و لكني مولع بالنص الذي يجعلني أفكر معه و أحاوره و يقدم لي الدهشة الشعرية فكثير ما يمر علينا أحداث عادية و يومية لا ننتبه لها حتى نحن كشعراء و لكنى مولع بتفسير كل كلمة تصدر عن شخص معين و تحميلها أشكالا ً و دلالات ربما لم يقصدها المتحدث نفسه أو مجرد مرور حدث عابر يجعلني أكتب قصيدة و كثيرا هي القصائد التي ولدت أثناء سيري في الشوارع أو ركوبي السيارات أو القطارات ، فابتسامة أو نظرة أو حتى كوب شاي أو نكتة قيلت أو مداعبة الهواء لشعر أو فستان فتاة ما قد يجعلني أخرج الورقة و القلم لأكتب 0 و تأتي حرفية الشاعر لتجعل من هذه الأشياء البسيطة قالبا شعريا طازجا و مدهشا و ربما تحميله بمدلولات سياسية 0




هل تعتقد أن سيرة الكاتب والشاعر مختبر لآفاق اللغة الرحبة ، حين تعري السائد والمهيمن ، كما فضح الثقافة المسيطرة والقامعة ... لمجتمع مقبل على الدوام لتفجرات وتغييرات جذرية في أسسس تركيباته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وحتى الجغرافية؟؟
نعم 0 سيرة الشاعر هي خير دليل لتعريفنا بكل شيء عنه فدراسته مثلا لابد أن تظهر في إبداعه و نوع عمله و من خلال كتاباته نتعرف على ذلك فأنا كمدرس مثلا يظهر ذلك في بعض النصوص و التى تتخد من الحياة الدراسية تجربة معاشة لقصيدة و ستجد مفردات مثل المعلم و السبورة و التلاميذ و الدرس الخصوصي و ولي الأمر و غيرها و كذلك سيظهر لدي الطبيب المفردات الخاصة بمهنته و ليس شرطا أن يظهر ذلك فى كل قصيدة و إلا أصبح عيبا و لكنها تظهر هذه المفردات عندما تستدعي ذلك ضرورة فنية و من خلال عناوين الدواوين أو القصائد التى ينتجها الشاعر فسنعرف بالطبع توجهاته السياسية و الدينية و معتقداته و ثقافته أيضا و ربما كان الواقع الذى نعيشه في مجتمع يتغير كل يوم و لكن للأسف للأسوأ و هو ما يحفزني كشاعر للكتابة عن ذلك فتقييد الحريات و الغلاء و مسألة توريث الحكم و القضايا العربية كفلسطين و العراق و لبنان و الصومال و غيرها من القضايا الشائكة و المعقدة هي مادة أساسية لكتابة أي شاعر يرى أن العروبة هي دينه و الاتحاد هو طوق النجاة 0


من هـــــم أقرب الرواد في تجربتك الشعرية ... الذين أثروا و أغنو تجربتك بشكل ما ؟؟ المتنبي والحلاج و أبي العلاء المعري ، أمل دنقل ، عبد الرحمن الأبنودي ، صلاح عبد الصبور ، محمد عفيفي مطر .. ، ، السياب ، البياتي ، ، أدونيس ، محمود درويش ...
أقصد مابين الرومانسية ، والرمزية والعقلانية ،والوجودية الليبيرالية والتوجهات اليسارية ، والقومية ؟؟ أين وجدت نفسك بينها وتأثيراتها من أولئك الرواد مثلا ؟؟

أنا ابن كل شاعر مجيد ، قرأت له و احترمت شعره و لغته المدهشة فلقد قرأت في بداياتي لنزار قباني و احترمت سحره اللغوي و فاروق جويدة و احترمت أدبه الجم في قصائده و في مرحلة تالية غرقت في رومانسية أبي القاسم الشابي و ظلت قصيدة صلوات في هيكل الحب تطاردني في صحوي و منامي و دخلت إلى عالم محمود درويش و المتنبي و الفيلسوف أبي العلاء المعري و أمل دنقل و عبد الوهاب البياتي و أحمد شوقي و هم من أعجبت بشعرهم أكثر من بعض الأسماء التي ذكرتها فربما يعجبني للسياب قصيدة و اثنتين و ليس شرطا أن أعجب بكل أعماله و هكذا باقي الشعراء 0 فلكل واحد منهم أسلوبه و عالمه الخاص و مفرداته و التي تجذب له قراؤه و مريدوه 0



هل حاولت كتابة القصة أو الرواية كما فعل الكثيرين من الشعراء في البدايات الأولى ؟؟

نعم لقد بدأت بكتابة القصة في الصف الثالث الإعدادي نتيجة قراءاتي لعوالم نجيب محفوظ و يوسف السباعي و محمد عبد الحليم عبد الله و إحسان عبد القدوس و كتبت قصيدة وحيدة و كانت أول ما كتبت من إبداع ثم تحولت للشعر و في عام 1998 كتبت قصة وحيدة و كنت قد عرفت كشاعر في القاهرة بعد نزوحي إليها و اختلاطي بندواتها و ذهبت بالقصة لأحدي الندوات الأسبوعية بالقاهرة و قبل بداية الندوة قرأت القصة على الزملاء الذين أعجبوا بها كثيرا و هنئوني عليها و أثناء الندوة قلتها و تغير الحال مائة و ثمانين درجة و من مدحني قبل الندوة هاجمني أثنائها معلقا على قصتي و قالوا لي بالحرف الواحد : أنت شاعر جيد فلماذا تسلمنا نفسك بسهولة لمقص النقد في القصة ؟ و تعجبت من موقفهم و من يومها لم أقترف جريمة كتابة القصة حتى اليوم و لم تشغلني مسألة أن أكتب الرواية كمعظم الشعراء الآن و تحول البعض منهم لها ربما رغبة في نجاح سريع كما حدث مع روايات أخرى 0

هل يمكن أن تكون مهمة الشعر أو وظيفته مؤدلجة ومقننة أم جمــالية ؟؟ أم شيء آخـــــر ؟؟
الشعر في رأيي نبوءة ملهم ٍ و قراءة لطوالع الأزمان ِ
هذا البيت هو من قصيدة لي لتعريف الشعر من وجهة نظري و هو الرسم بالكلمات و التعبير بالأحاسيس و ما يختلج في النفس البشرية من أفراح و أتراح و رسمها على الورق بطريقة جمالية و من خلال هذا القالب الجمالي يتم طرح الأفكار و الرؤى و النبوءات و القضايا بمختلف أنواعها فهو ليس لعبة بالكلام و لا أحجية يتبارى فيها من يمتلكون اللغة فمنذ كان الشعر هو المعبر عن القبيلة و المتحدث الرسمي باسمها حتى الآن ، فله غير المهام الجمالية مهمة تقويم السلوك و تفجير القضايا و رمي حجر في ماء الحياة الراكد من خلال التوجه الشعري و هو معنى بطرح المشكلة و ليس حل المشكلة فمن يقدر على حل المشكلة من يمسك بالسيف لا من يمسك بالقلم 0


خلال علاقتك بالنص والكتابة الشعرية ،هل شـــعرت بأن ثمـــة تطــــــورا فنيا على صعيد القصيدة الشعرية ؟؟

القصيدة العربية دائما فى تطور من حيث الأفكار و ليس من خلال القالب الشعري فهي الآن تحمل هموما أكبر و أوسع من تلك التى كانت فى الماضي و هي في تطور باستمرار و مسايرة العصر و دخول مفردات العصر إلى القصائد أعطاها مصداقية و حميمية أكثر فمن يتحدث الآن عن الجمل و الناقة في قصيدة ما سننظر له بأنه يعيش في العصر الجاهلي و لكن هذا العصر له مفرداته التى يجب أن نتحدث عنها كالطائرة و الكمبيوتر و الإنترنت و الصاروخ و القنبلة و غيرها وهى ألفاظ لم تكن موجودة من قبل و هناك ألفاظ اندثرت كذلك و هذا شيء صحي فاللغة شيء مرن يقبل الإضافة و الحذف 0
و حتى التجديد قد أصاب العمود الشعري من زمن فوجدنا القصيدة التفعيلية و هي الأكثر رحابة و التي لا تقيدها قافية و لا عدد تفعيلات محدد و هناك من يبحث وراء ما يسمى بقصيدة النثر و في رأيي أن النثر هو نثر و الشعر هو فن بعيد عن النثر حتى و لو كره النثريون 0


هل القصيدة المباشرة أحيانا تخدم الشكل الشعري ، على الرغم أننا نلمـــس معها ..مواصفات الخطـــاب الدعائي أو الإعلامي والسياسي ؟؟
القصيدة المباشرة لا تصلح سوى في موضوعات تحتفي بالخطابية و تكريس و شحذ الهمم كقضايا الوطن في فلسطين و العراق و غيرها من القضايا التي لا تحتمل التلميح بل تحتاج بالضرورة إلى التصريح لتحريك الجموع فليس معقولا أن أكتب نصا يلمح لمذبحة دير ياسين في حين أنك محتاج للرأي العام و هكذا مع قضايا القدس و غزة و لبنان ..... الخ
و لكن عندما نتحدث فى الحب أو غيره من القضايا الحياتية فمطلوب التلميح ، فليس الشاعر مطالبا باسم حبيبته و سنها و عنوانها و نوع ملابسها و مقاس حذائها و مع ذلك من يستطيع أن يخترع لغة وسط ما بين المباشرة و الرمزية في قضايا الوطن أنا معه ، بل و أحاول أن أكون كذلك مع أعطاء مفاتيح للنص حتى لا يتحول النص إلى لغز صعب الحل 0



هــل يمكن أن نعتبــر أن (( الــــــوطـــن)) الذي تمتــلئ به قصيدتك منذ اللحظة الأولي.. صفــة من الصفـــات ليس أكـــثر ؟؟ تلصق بقصيدة أو شاعر وطني ...يطلق عليه ، بعيدا عن شعرية النص ؟؟

لست معك في ذلك فأنا أكتب حتى في قلب القصائد الموجهة إلى المرأة مثلا شعرا يصلح أن يكون للأنثى الوطن أو الأنثى الحبيبة و العكس صحيح و هذه ميزة فمن سيقرأه سيفسره هكذا و ذلك فتح الدلالة على أكثر من جهة و كلمة شاعر وطني ليست سبة بل هي شرف لا أستطيع أن أدعيه 0و لكن سيبقى الشعر سواء كان وطنيا أو عاطفيا أو اجتماعيا 0




هل تعتقد أن الشعر لابد أن يكون ملتزما أو مؤدلجا بشكل أو آخــر ؟؟ في ظرف استثنائي ؟؟ غياب الحريات و العدالة مثلا ؟؟

لا أعتقد ذلك فالشاعر هو ابن اللحظة التى يعيش فيها و التي يكتب عنها فما أراه جيدا اليوم و أكتب عنه ربما أراه غدا غير ذلك و لا عيب في ذلك فكثير من الأحيان تأخذنا عاطفتنا و تقنعنا بأشياء غير صحيحة و قد نكتشف ذلك بعد يوم أو أسبوع أو عام أو عدة أعوام فنحن بشر بالدرجة الأولى و بذلك أنا لا أتعجب من مدح المتنبي لكافور الإخشيد ثم هجائه له فهو حين كتب كان صادقا في الحالتين فالموقف تغير و بذلك الشعر تغير أيضا 0
و حين تغيب الحريات و العدالة يلجأ المبدع إلى الرمز لتفادي السقوط أمام عقبة العدالة العمياء و لذلك وجدنا قصائد مثل الكعكة الحجرية و لا تصالح لأمل دنقل فهي رمزية بقدر ما فيها من وضوح الرمز 0



هل ترى أن القصيدة المعبأة بالوصف السياسي تؤثر على النص الشعري .. ويطبعها بنوع من الركاكة ، والسطحية ؟؟

ليس شرطا ذلك و لكنها ترجع لخبرة الشاعر و دربته و مخزونه الشعري و معجمه اللغوي فمن يقرأ قصيدة أحمد الزعتر لمحمود درويش و هي وطنية سيشعر بجماليات ربما لا تتوافر فى قصيدة رومانسية و ذلك راجع لخبرة محمود درويش و معجمه الغني و ثقافته الواسعة و خياله الخصب 0
و لو كان عكس ذلك لشعرنا بالمباشرة الفجة التى تقود إلى الركاكة و لتحول الأمر إلى مجرد نظم لا يغني و لا يثمن من جوع 0

هل يمكن للشــاعر أن يلعب دورا في المجتمع ؟؟ وكيف يمكن له ذلك ؟؟ هل يمنح له ؟؟ أم يجد نفسه داخله ؟؟

الشاعر مؤهل لذلك و لا تنس أن الرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سيدار سنغور و هو مؤسس جمهورية السنغال الحديثة، وانتخب رئيسا لبلاده في ستينات القرن الماضي، وتنازل عن منصبه طواعية عام 1980، وهو أحد أعلام الأدب الزنجي «الأفريقي» الحديث و في مصر نجد الأديب طه حسين الذي كان وزيرا و الأديب يوسف السباعي و صلاح عبد الصبور و هما من الشخصيات التي تبوأت مكانة كبيرة و مناصب كبيرة في الدولة قد تمنح و لكنها تمنح لأشخاص يستحقون ذلك و البعض قد يجد نفسه موجودا في موقع هام كرئيس لمؤسسة ما أو رئيسا لاتحاد الكتاب مثلا و هو منصب يحصل عليه بالانتخاب أو حتى رئيسا لنادي أدب أو لمؤتمر أدبي ما 0فسواء منح هذا المنصب أو وجد نفسه بداخله من خلال وعيه أو أجبر عليه فالمهم هو مدى نجاحه و الأديب عموما مؤهل لذلك لأنه قارئ جيد للتاريخ و يشعر بمعاناة الشعب و بالطبع ليس كل مبدع مؤهل للقيادة فربما هناك شخصيات لا تصلح لذلك رغم تفوقها الإبداعي فالشخصية القيادية هي من تستطيع ذلك 0



هــل تستطيع كشاعر أن تعيش حياتك كإنسان عادي مثلا ، وفي نفس الوقت أن تعيش حياتك الأخرى الأعمـــق كشــــاعــر ؟؟وكيف ؟؟
أنا إنسان عادي إلا قليلا فلست نجما سينمائيا أو لاعبا لكرة القدم حتى أسير في الشارع و يشار لي بالبنان أو يتسابق العامة لأخذ الصور التذكارية معي و إن كان هذا يحدث في الوسط الأدبي فأنا معروف فيه و كثيرا ما أصادف في الندوات أو المؤتمرات من يريد التقاط الصور معي من الأصدقاء الأدباء أو من شباب و شابات الأدب أو في الجامعات عندما أدعى لندوة شعرية ، و تكون السعادة أكبر عندما يتعرف على شخصي راكب ما في مترو الإنفاق مثلا فربما رآني في التليفزيون أو شاهد صورة لي في مجلة أو جريدة 00 فهو يشعرني بأنني قد حققت شيئا و بعيدا عن ذلك أحب الوحدة في حجرتي الخاصة فهي تعطيني فرصة للتأمل و القراءة و التواصل مع الأدباء العرب من خلال الإنترنت في منتداي ( منتدى عاطف الجندي الأدبي ) أو بعض المواقع و المنتديات الأخرى ، الشعر هو عالمي و سعيد بكوني شاعر 0

كيف ترى النقـــد وكيف ترى المسألة ؟؟ وفهم مهمات النقد ؟؟ وبشكل آخر النقد والنقاد في مصر .. فيما يتعلق بالشعر .. مثلا ؟؟
النق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
فوزي الشربيني
مبدع كبير
مبدع كبير
فوزي الشربيني


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 1701 نقاط : 1930 تاريخ التسجيل : 06/09/2009
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Empty
مُساهمةموضوع: حوار للشاعر عاطف الجندى    حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالخميس ديسمبر 16, 2010 5:14 am



اخى العزيز الشاعر الكبير المتميز جدا والمتألق دائما
استاذنا الفاضل عاطف الجندى

تحياتى وتقديرى وشكرا جزيلا على هذا الحوار الشيق
الغنى بالدروس المستفادة والجدير بالاطلاع ولااحترام
وادعوا كل الاعضاء المشاركين فى المنتدى بالاطلاع
عليه 0

ودمت بكل خير ومحبة وسعادة ودام ابداعك الرائع 0




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عادل عوض سند
نائب المديرالعام

نائب المديرالعام
عادل عوض سند


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة كتابات معاصرة   حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 6:25 pm

حوار رائع

وسرعة بديهه حاضره

من شاعر فى حجمك استاذ عاطف

فأنت تستحق اكثر من ذلك .

بالتوفيق دائماّ اخى الحبيب ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة كتابات معاصرة   حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 24, 2010 7:47 pm

فوزي الشربيني كتب:


اخى العزيز الشاعر الكبير المتميز جدا والمتألق دائما
استاذنا الفاضل عاطف الجندى

تحياتى وتقديرى وشكرا جزيلا على هذا الحوار الشيق
الغنى بالدروس المستفادة والجدير بالاطلاع ولااحترام
وادعوا كل الاعضاء المشاركين فى المنتدى بالاطلاع
عليه 0

ودمت بكل خير ومحبة وسعادة ودام ابداعك الرائع 0





أخي الغالي فوزى الشربينى
شكرا لمرورك الغالي
و كلماتك الرقيقة
دمت و دام حضورك الحبيب
أخوك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة كتابات معاصرة   حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة  كتابات معاصرة Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 24, 2010 7:52 pm

عادل عوض سند كتب:
حوار رائع

وسرعة بديهه حاضره

من شاعر فى حجمك استاذ عاطف

فأنت تستحق اكثر من ذلك .

بالتوفيق دائماّ اخى الحبيب ...

أخى الغالي عادل عوض سند
شكرا لك شاعرنا الكبير
عاى مرورك الغالي
دمت لأخيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
 
حوار للشاعر عاطف الجندي فى مجلة كتابات معاصرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار الشاعر عاطف الجندي مع مجلة رابطة شعراء العرب
»  الاستاذ عاطف الجندي وماجد كمال في مجلة الثقافة الجديدة
» حوار مع نجم والشاعر عاطف الجندي
» حوار مع الشاعر عاطف الجندي
» قصيدة للشاعر عبد العزيز سمير مهداة للشاعر عاطف الجندي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: