صحوة الخارجية صحوة ...فى الوقت الضائع

بدأ العد التنازلي لاقتراب موعد الاستفتاء الشعبي لأهالي جنوب السودان على تقرير المصير بين الاستقلال او الوحدة مع الشمال والمحدد بيوم 9 يناير القادم لتدخل بعده السودان منعطفا تاريخيا حاسما وفقا لسيناريوهين كلهما مرعب وأحلاهما مر. ويتطلع العالم كله إلى هذا الحدث وينتظره باهتمام كبير منذ اتفاق السلام الشامل المعروف (باتفاق نيفاشا)والمبرم عام 2005 بين حكومة عمر البشير والمتمردين الجنوبيين وفي مقدمتهم حركة تحرير السودان بزعامة جون جارنج

لتنتهي الحروب الأهلية السودانية التي اشتعلت عام 1983بعد أن استمرت لعدة عقود كأطول حروب إفريقية مخلفة وراءها مليوني قتيل وعدد مماثل من اللاجئين.

ورغم أن الاستفتاء هو آخر مرحلة في تطبيق اتفاق السلام إلا أنك تعجب من الموقف المصري الذي يبدو كموقف المندهش المصدوم بهول المفاجأة وكأن الأمر غير معلوم له وغير محدد ومنصوص عليه منذ ست سنوات.بل ولن أكون مبالغة إذا قلت أن الأمر برمته معروف منذ ثلاثة قرون وليس فقط ست سنوات لأنه يندرج ضمن مخطط مكشوف لتفتيت العالم العربي منذ عصر الكشوف الجغرافية.بدأ تنفيذه باتفاقية(سايكس بيكو ثم بإحكام الاستعمار البريطاني قبضته على السودان وعزله لجنوبه؛فمنع المنصر تشارلز جورج جوردون الحاكم العام على السودان دخول أي عربي أو مسلم للجنوب وعمل على تنصيره واجتثاث الإسلام منه.

ومنذ ذلك التاريخ ظل الجنوب مدعوما دينيا من الكنيسة الغربية و الفاتيكان و سياسا من بريطانيا وعسكريا من أمريكا وحليفتها إسرائيل .

والسؤال : - أين كانت مصر من كل ذلك ولما نبدو اليوم وكأننا مصدومون مما يحدث،ولما ندعي الاهتمام المفاجئ بالشأن السوداني بعد أن تنازلت الخارجية المصرية لعقود عن حقيبته لصالح الغرب وتحديداً أمريكا و إسرائيل وسمحت بتراجع دورها التاريخي وجرفه وتآكله حتى يملأ هولاء الفراغ مع أن المنطق كان يقتضي التواجد بقوة على الساحة السودانية و السعي الدؤب لرأب الصدع حتى ينفرج الوضع بتوحيد شعبيه بعيدا عن التوترات

ولكن حتى خلال الفترة الانتقالية التي حددها اتفاق نيفاشا ومدتها ست سنوات كاملة لم نفيق رغم أنه كان بإمكاننا فعل الكثير.

إذن أليس من المفارقات المضحكة المبكية أن تفيق خارجيتنا الغراء في اللحظات الأخيرة إذ فجأة

وتدرك فضائل الوحدة السودانية وتبشر بمنافعها وتحشد لها وتطلق من أجلها المبادرات والدعوات المحمومة.

فتارة تدعو إلى تأجيل الاستفتاء،وتارة- وبعد وقوع الواقعة- يخرج علينا السيد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط مؤخرا بخيار الكنفدرالية وإقامة دولتين،

ولكن يا أسفاه فصحوة الخارجية المصرية جاءت على ما يبدو بعد فوات الأوان بل وبعد خراب ملطا فكل الأفكار العبقرية تلك؛لم تجد لها أي صدى غير الرفض من أغلب القوى السياسية بل والشعبية في السودان.وأعتبرته تدخل غير مقبول في الشأن الداخلي لأنهم يرون في اهتمام مصر المفاجئ بشؤنهم تغليفاً لمطامعها ومخاوفها فلم تحرك ساكنا إلا بعد أن شعرت بخطر إعادة تقسيم مياه النيل يتهددها.

وللحقيقة أقول:إن للأخوة بالسودان عذرهم فقد ملوا من شعارات متانة العلاقات وإدعاءات((وحدة الرؤى والمواقف في القضايا الشائكة)) وسأموا من وتر الأخوة التاريخية على وزن أغنية (يا جارة الوادي لعبد الوهاب التي عادت القاهرة تعزف عليه هذه الايام بإلحاح؛لذا يستشعرون أن استدعاء وتأجيج العواطف فجأة تجهاهم-مجرد اهتمام عارض ومغرض تحركه مخاوف مصر على مصالحها وليس على الصالح السوداني.

وتدور في خلدهم التساؤلات أين كانت مصر طوال عقود الحرب الأهلية الطاحنة.أين كانت عندما اجتاح المتمرد جون قرن الجنوب ثم يستقبل فى القاهرة استقبال الفاتحين ويوصف بالزعيم العربى؟!!وهو الذى وصف العرب بإنهم"جلابة" جاءوا مع الفتح العربي للسودان ويجب أن يرحلوا عنه وأنهم الأقلية.وعندما أشتد الضغط على قواته فتحت مصر جبهة حلايب واجتاحتها دون مقدمات أو تبرير فبدت وكأنها جزء من المؤامرة.حتى افتخارنا بحيادنا وعدم تقديمنا سلاح لقوة سودانية ضد الأخرى أعتبرته الخرطوم حياداً سلبياً ومواقف باهتة بلون شعار المرحلة الذي ترفعه القاهرة في وجه كل القضايا العربية منذ زمن بعيد.

والسؤال الذي يدور في خلدي أنا الآن كمواطنة مصرية:-أين كانت خارجيتنا الموقرة عند توقيع اتفاقية نيفاشا تحت أسنة الرماح الأمريكية وبمخطط صهيوني رغم علمها بأن بنودها تهدف إلى تحقيق مخطط التقسيم والانفصال وما يترتب عليه من نتائج وخيمة.فأولاً سيستشري كعدوى لتشجيع الانفصال بمصر والعالم العربي ورسم خريطتنا من جديد.

ثانياً خطورته على مياة النيل واعطائه اسرائيل شرعية التغلغل بالجنوب ليزداد تحكمها في منابع النيل وأعاليه منطلقة من قواعد أرستها بالفعل في الجنوب السوداني-في غفلة منا-والتي لا يخفيها نائب الرئيس السوداني زعيم المتمردين سلفاكير ميارديت،الذي صرح مؤخراً دون مواربة وبوجه مكشوف عن نيته فتح سفارة لاسرائيل في عاصمته جوبا بعيد الانفصال.

ومن المتوقع في ظل هذه الظروف أن تسارع اسرائيل-مدعومة من الغرب-ببناء سدود مائية ضخمة، تحجز تدفق المياه إلى الشمال، بالكميات المعتادة، بما يهدد أمننا المائي في الصميم،ولايستبعد أن تستخدمه كورقة ضغط على مصر لتصبح بوابة لعبور مياه النيل إليها عبر النقب جنوب فلسطين وهذا أمر متاح و حذر منه الكثير من علمائنا الجيلوجيين الذين سخر منهم وزير الموارد المائية والري د:محمد نصر الدين علام وأسماهم بأقلام الرؤية

والآن و أنا لا أتحدث عن نظرية مؤامرة مفترضة بل عن مخطط قائم نرى مراحل تنفيذه تترسخ على أرض الواقع؛من حقي أن أتساءل:

حتاما سنظل في غفوتنا وحتاما ستظل علاقتنا بالسودان يشوبها الغموض ومتى سنكف عن النظر له كمستعمرة مصرية و لحكومته(كابن عاق) يجب معاقبته وهي النظرة التي سادت بعد تورط البشير فى محاولة قتل الرئيس مبارك فى أديس أبابا

يجب على الخارجية المصرية بل وجميع القوى السياسية المصرية أن تتمتع بسياسة النفس الطويل في تكفيرها عن تفريطها وإهمالها لحقوق السودان منذ أمد بعيد وتدرك أهميته الإستراتيجية وأن أمنه القومى هو من أمننا والعمل على جعلها مساندة لمصر وليس مناوئة لها،وإعادة تفعيل اتفاق التكامل المصرى السودانى الذي توقف بوفاة الزعيم الراحل أنور السادات تمهيدا لتوحيد القطرين مرة أخرى ولو عن طريق الاتفاقيات وأخيراً علينا ألا نستسلم للأوهام التي يُغَذّيها البعض بأن الدولة المنفصلة في الجنوب ستكون صديقة لنا وللعرب والمسلمين.

موضوع رائع واسمحى لى ان ارد عن النقطة دى بالذات لانى سالتها لمعالى وزير الخارجية فى لقاء مع طباط القوات المسلحة احنا فين من البداية
وانا مقتنع بكلامة اولا مصر لن تستطيع ان تاتى على طرف من اجل الطرف الاخر نحن مع الشعب السودانى فيما يختاروة
ام الامن القومى المصرى فنحن نستطيع حمايتة جيداء
راى انا اية بقا فى الموضوع دة
اولا العالم الان يتحول الى قرى صغير والسبب فى دة غباء الحكومات
بس
الشرق الاوسط الجديد
وربنا يستر

مقال ساخن و رؤية واضحة اخت منى
و ليتنا نتعلم الدرس
حقيقة أفتخر بوجود عقلية شبابية مثلك
تقبلى كل الشكر

الاستاذه / منى صابر

أهلاّ بأستاذه لها وجهة نظرها السياسيه .

ومحبه للسياسه .

الموضوع رائع ومهم وحيوى للغايه . لكن :

هل تعتقدى ان الحكومه المصريه غافله عما يحدث ؟؟؟

اسرائيل تستميت الآن وتحاول جاهده السيطره على منابع النيل

وهذا ما تفعله . من فتن ومن وقيعه بين افراد الشعب الواحد

وقد نجحت . وبمساعدة امريكا العسكرى الاوحد فى العالم الآن .

لكن عندما تصل الى الماء لابد من وقفه مصريه .

وإن كانت متأخره قليلاّ ولكن فى الحسبان .

المرحله القادمه ربنا يستر علينا . فهى صعبه سياسياّ وعسكرياّ

لانه احتمال استخدام الحل العسكرى لإنهاء الأزمه ...

أستاذة منى
أحييك بشدة على موضوعك و تحليلك الجميل
أنت نموذج جميل للفتاة المصرية

الأخت الواعية / منى صابر
لا أخفيك سرا إن قلت لك أننى عندما رأيت الصورة لم أتوقع أبدا أن تأتى بكل هذا الوعي والثقافة والاسلوب المعب رالذي شدنى للنهاية.
الأمر يا سيدتى جد خطير بالفعل ويحتاج إلي وقفة وفورية ، كما أن حياتنا كلها الآن تحتاج إلي مثل هذه الوقفة .ولكن بخصوص هذا الوضع وهذه القضية العاجلة الأمر لا يحتمل أخذ الأنفاس
فماذا بعد الماء ؟.
أما بخصوص انقطاع مصر عن الحراك والقايا الشائكة فى السودان فنحن - وللسياسة الحمد -أصبحنا منقطعين عن العالم العربي كله بحلوة ومرة وكأننا ننحيا في كوكب آخر لا يهمنا ما يحدث من حولنا .فقدنا كل حلقات الاتصال مع الأشقاء أو الجيران ناهيك عن الدور القيادي الذي نحاول ان نخرجة من الانعاش فترة بعد فترة فنجد أنفسنا مضطرين لدخولة الانعاش خوفا على موته.وأظننا سنضطر إلي تصدير المياه وعندها نبرر ذلك بالكثيرمن المبررات
فالمياه ليست أصعب علينا من الغاز الذي يصطف الناس من أجله .
لا أملك إلا أن احييك وأحترم وعيك وأدعو لهذا الوطن بكل الخير
هناك قصيدة عامية عنوان "شايفك يا نهار " لي أكون سعيدا إذا اطلعتِ عليها.
مودتى والشكر
عاطف عاشور

الاستاذة / منى
تقبلى منى كل احترام على عرضك للقضية العاجلة بهذا الاسلوب المتمكن
فقد وضعت يدك على نقطة هامة جدا عندما اشرت الى المخطط الصهيونى والامريكى فنحن منذ امد بعيد نساق مغمضين العينين لمخطط صهيونى للتمثيل بجثة الوطن العربى والاسلامى فلا يكفيهم ما حدث من موت بل يريدون تقطعيه اربا بعد وفاته
تفتيت الوحدة العربية والاسلامية واشاعة الخلافات بين الدول
استهلاك القوى العسكرية لايران والعراق فى الحرب
وكذلك فى حرب العراق والكويت
الحرب على العراق
الشمال والجنوب بالسودان
و
و
و

ماهى الى مخطط صهيونى لضمان امن اسرائيل بالمنطقة
وللاسف حكومات الدول العربية جزء من هذا المخطط
وبارعين ايضا فى تنفيذه لتحقيق مصالحهم الشخصية
ما اذكاهم !!!
وما اغبى حكوماتنا التى باعتنا لهم !!!
فما حدث فى افغانستان والعراق سيناريو سيتكرر
ولا احد يقول نحن لاااااااااااا
لكننا ندعو الله ان نكون نحن لها
فمصر من صدت العدوان للتتار والصلييبين
والتاريخ يعيد نفسه
فهى كنانه الله
وهذا هو الامل الذى نتمسك به وندعو الله ان يتحقق
فلا تتعجبى اختى الكريمة من موقف خارجيتنا
فما تفعله داخليتنا بنا أشد
وما تفعله فى تصدير الغاز يؤلم اكثر
وما تفعله فى تصدير حديد التسليح لبناء الجدار العازل
وترك اخواننا يموتون كل يوم برصاص اليهود لهو الطامة الكبرى
لنا الله فله الامر من قبل ومن بعد
تقبلى مرورى ومداخلتى
الاستاذة الشاعرة والاعلامية الجميلة/منى صابر
احترامى
تقديرى
وتحيتى

بارك الله فيكٍ
صحوة الخارجية صحوة ...فى الوقت الضائع 798642

أختي الفاضلة
حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل
بديهياً هناك تدخل مباشر أو غير مباشر من الصهيونية
لتقبل على رسم الحدود على الواقع
كلنا نعرف
أن (إسرائيل)وضعت يدها في العراق بشكل غير مباشر
تحت المظلة الأمريكية
ومارست ومازالت تمارس التجسس وإختراق الإستخبارات الصهيونية (الموساد) في الجسم العراقي
وكذلك في لبنان بعباءة ما يسمى (بقوى 14 آذار أو شباط) تتدخل وأمن الجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية تكشف عن شبكات التجسس كل يوم تقريبا وتلاحق عملاء (الموساد) في لبنان
وكذلك مصر والأحداث الأخيرة خير شاهد على ذلك
ولا أستغرب من وجود يد صهيونية في الشأن السوداني سواءاً بطريقة مباشرة أم غير مباشرة
بغية تحقيق حلمها المزعوم (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)
ومن كل هذه الخطوات لانرى سوى اليد الخفية الصهيونية
تنطلق من الأرض المقدسة لتنفذ أهدافها فقط على حساب دمائنا وملحنا وخبزنا وأرضنا ومياهنا
يجب على بعض حكامنا العرب أن ينظروا إلى الأمور بهذا المنظار
وأن يؤمن بشعبه ويعلق آماله عليه (وليس على آمال أمريكا والصهيونية)ولكن في الطريق الصحيح
ألا وهو إزالة الكيان الصهيوني من جذوره
هذا ما أؤمن به أنا
وكل حرّ في هذا الوطن العربي

» صحوة
» صحوة الفقراء
» الكونغرس الأمريكي-استماع وزارة الخارجية حول اشرف في العراق
» صحوة الجرح
» الزواج (2) من قصتى (الود الضائع