"قريبة منسية,بعيدة منسية,غريبة من يومي في وحدتي ديا من يومي مظلومة من يومي محرومة من كل الحنية
سنين ياعيني وراها سنين وأديني صابرة مع الصابرين عيون حزينة وبال مشغول وقلب زي الدنيا حزين وبين حبايبي وظلم حبايبي قسيت كتير ياحبيبي ياقلبي وأديني منسية عايشة وحدياغريبة من يومي في وحدتي ديا , من يومي مظلومة , من يومي محرومة من كل الحنية, منسية , منسية"
كانت شيرين تفتح عينها كل يوم على أنغام تلك الأغنية فهى تصف حالها وحياتها. شرين وحيدة, تائهة ,غريبة بالرغم من إنها تعيش وسط الناس التي اعتادت عليهم منذ الصغر, هو نفسه الشارع الذي تقطن فيه منذ صغرها وهم نفسهم الناس التي اتعرفت عليهم منذ نعومة أظافرها ولكن الوحدة أحيانا لا تكون بالعيش منفردا بعيدا عن الناس ولكن ربما تشعر بالوحدة القاتلة,الهادمة وأنت في وسط زحمة ,فالوحدة إحساس تشعر به عندما تفقد الإهتمام من كل من حولك , تفقد مجرد الشعور بكونك معهم, تفقد الشعور بإنك ما زلت تمتلك أنفاس تصعد وتهبط , عندما يعاملك الناس جميعهم كأنك مجرد كرسي في البيت بل أقل من ذلك ربما يكون الكرسي له أهمية عندهم أكثر منك " هذا هو شعور شيرين اليومي فعندما تفيق من النوم تلعن نفسها مليون مرة بأنها ما زالت على قيد الحياة ومرت الأيام على هذا الحال ومرت معها أسابيع وشيرين كما هى تشعر بالحرمان ,بالوحدة,بعدم الثقة
ذات يوم استيقظت شرين من نومها وقامت لتستمع إلى أغنية نجاة التي صاحبتها لمدة اعوام وتعايشت مع كل كلمة من كلماتها , تتناغم مع نغماتها حتى أصبحوا كيان واحد ولكن سمعت صوت أنين صادر من الشباك , نظرت سريعا إلى الشباك فوجدت عصفور صغير يبكي , يشتكي من مرارة أمر ما فمن مثلها يشعر بكل شئ إنسان كان أو طائر أو حتى جماد يتألم ,اقتربت منه وجدته مكسور الجناح لا يستطيع الطيران ,فأخذته ومررت يدها على ريشه بحنية وحاولت إسعافه .لكن سمعت صوت مرة أخرى من الشباك اتجهت مسرعة ناحية الشباك وجدت عصفورين وكأن مرسوم على وجههما علامة إستفهام فيها استفسار عن هذا العصفور الصغير!!!
ابتسمت في وجههما إبتسامة تريد بها إطمئنانهما على صغيرهما .رجعت غرفتها وحملت الصغير بين يديها ووضعته أمام الشباك فرحا العصفوران وأخذا يقبلا صغيرهما وحملاه وطارا بعيدا ,جلست شرين على سريرها مغبطة على هذا العصفور الذي يمتلك عائلة مثل هذه , لكن فكرت مليا وقالت لنفسها ربما هو يمتلك عائلة حنونة ولكنه فقد جناحه الذي من خلال يستطيع ان يتعرف على العالم الخارجي ولكن أنا بالرغم من وحدتي القاتلة وشعوري بقسوة من حولي ولكن لدي أغلى شئ في الوجود الصحة ,كيف لي أضعت كل هذا العمر في هذه الترهات يجب عليا ان أغير من حياتي ولماذا لا أغير من معاملتي لكل من حولي ربما العيب في أنا وليس فيهم وطالما
الشمس تشرق والعصافير تزقزق والنهار يشقشق إذا هناك أمل في وجود الأحسن وهكذا أصبحت شرين غير شرين الأخرى أصبحت شرين في ثوبها الجديد,,,
تمت,,,