مرسوم

موضوع: مرسوم الأربعاء نوفمبر 24, 2010 7:15 pm

" يا بوب .. كنت عايز رأيك ف ليلة كده! "
قالها الابن في ابتسامة عريضة تعبر عن رغبته في استمالة رضا والده الذي انهمكت عينيه بين دفتي تلك الجريدة الشهيرة متنقل ما بين مقالات صفحة الرأي تضم نخبة من المثقفين والمفكرين.أجاب ابنه بنبرة هادئة بأنه يسمعه فماذا يريد؟،ترك الأب جريدته بعد إلحاح ابنه أن يستمع له لدقائق ليس أكثر.
ظهر وجه الأب أربعيني مائل الي أكثر من ذلك قليلا،عينيه تتابع وجه ابنه من وراء نظارته الطبية التي يفضل القراءة بها كي لا يرهق عينيه،لاحظ علي وجه ابنه ذي العشرين من عمره كم بدا شابا يافعا كيف لم يلحظ هذا قبل ذي قبل؟
" أنا عايز أرتبط ب.. "
تلعثم الابن قليلا فبدا عليه الانهماك في تفكير شاق كي يجد الصيغة المناسبه ، حقا طلب عجيب ، بدأ يسأل نفسه أحقا يريدها أم فقط لأنها راقت لشيطانه لكنه لم يطعه الي النهاية فعاد الي رشده مقررا أن يرتبط بها لكن لا تزال هناك معضلات أشق من الشقاء نفسه .. !
اجتذبه من تلعثمه وحيرة فكره صوت أبيه ذو الأحبال الصوتية الحاده المائلة الي العصبية في أوقات كثيرة.احتار هو شخصيا-الأب-أهو حقا عصبي أم أن صوته يعبر عن صوته الدفين منذ سنين،حينما كان بمثل عمر ابنه أراد حينها أن يعمل ممثل،لا ينسي تلك حينما جلس أمام جد ابنه في خشوع كأنه في محراب ديني أمام القديس صاحب اللحية السوداء العظيمة وهيبته التي جعلته يفرز بحور من العرق رغم توقيت الشتاء وفصل يناير المظلم.
" يا والدي كان بودي اني .. بعد اذنك يعني .. "
قطع تردده وخوفه من الحديث صوته الآمر
" قول يا بهجت .. اتكلم يا ابني "
طمأنته كلمة يا ابني ، كأنه سقط من مركبه الطفولي رغم عمره وسط أمواج الذعر ليلتقطه طوق الحنان،فأخبره برغبته بعد أن أضاف عليها شهادة نجاح،مقابلته لمخرج مسرحي صدفة بالجامعة.أثناء حديثهم أخبره بأنه قد يصبح أحد رموز الفن القادمين بقوة.
شبك الجد أصابعه يمناه بيسراه وضعها تحت ذقنه يستمع الي ابنه البكر الذي انتظره بفروغ صبر كي يتحمل مسئولية تجارة العائلة يفاجأه بأنه يريد أن يكون .. ممثل !
" والله فكرة يابهجت .. وليه لأ تبقي ممثل وتسكر وتدخن وتبوس و .. "
حاول تهدأته لكن فات الأوان كثيرا .. فهدوءه سبق عاصفته.
" بابا ..! بابا ..! بهجت ..! "
قالها الابن بنبرة كوميدية لينتشل والده من غيبوبته الفكرية ويحرك عينيه من محجرهما الثابتتين أمام حائط أبيض.بدأ الأب حديثه مجددا كأنه فصل من الفكاهة مداعبا بقوله " ماتقول ياعم الحج .. ؟!"
" ايه رأيك ياعمنا .. ؟! "
أعاد الابن الأمر مجددا بحجة أنه لم يدرك ماذا يريد؟
" أنا عايز أرتبط ب.. ب..‎ ‎نيفين بنت عمو بطرس "
تبدل لون وجه الأب الي صفرة شديدة تكونت علي جبهته علامات غضب واضحة،اذا بإبنه يبرر أنه أحبها دون النظر الي الدين فهي حقا زوجة من نوع خاص فسوف تحافظ عليه وتصونه كما تدعو والدته بزوجة ابنتها بنفس تلك الصفات.
اتخذ الأب جلسة الأب .. حدته .. غضبه .. ثم أصدر مرسومه القاطع لكل صلات الوصل التي قد تلمح من أبعد بعيد الي هذا الأمر مجددا.
نظر كلاهما الي الآخر ليجدا ان عينيهما مليئتان .. بالظلم !

موضوع: رد: مرسوم الخميس نوفمبر 25, 2010 12:59 pm

الاستاذ الاديب احمد عمرو عثمان
تحياتي
قرأت لك قصتك التي اتت بعنوان مرسوم وهي حوار بين الابن الشاب اليافع ووالده..حوار يتكرر كثيرا في حياتنا وكان يمكنك ان تضيف اليه بعض الصور الكاريكاتوريه والتي تنشأ دائما بين الابن ووالوالد في مثل تلك الموضوعات..وهذا سهل وبسيط لكاتب واعد مثلك
لكن ما ازعجني هو الاختيار فنحن لسنا في الغرب ولا امريكا حتي يصبح الاختلاف في الاديان بالسهوله دي.
تحياتي
ممدوح عزت موسي

موضوع: رد: مرسوم الخميس نوفمبر 25, 2010 8:10 pm

الاديب احمد عمرو

الادب ليس عليه حجر . ولذلك نتطرق لمواضيه كثيره

نقرأها ونمر عليها مرور الكرام احياناّ .

ولكن .. هنا فكر انا ارفض ان نتحدث عنه نهائياّ

وارفض ان تحاول نشره ولو عن طريق كتاباتك .

يا استاذ احنا فى مصر , لنا عاداتنا وتقاليدنا .

هل رأيت يوماّ حدث مثل هذا الامر ؟؟؟؟؟؟

وإياك ان تقول حدث وهو على دينه وهى على دينها .

نحن كمسلمين ودستورنا القرآن الذى حرم هذا الامر

نرفض هذا الفكر . مع إحترامى لعملك ...

موضوع: رد: مرسوم السبت نوفمبر 27, 2010 6:06 am

الأستاذ الفاضل ممدوح عزت موسي
الشكر كل الشكر علي ردك فهو أمل أحلم به كثيرا.
أردت في قصتي المتواضعة عرض فكرة بسيطه عن الظلم واختلاف التنشئة بين جيلين.
وأقدر انها احتاجت بعض الصور لكن خمنت أن ببساطتها يمكن ان تعبر عن فلسفتي المتواضعه
دمت لي ياأستاذي
تحياتي

موضوع: رد: مرسوم السبت نوفمبر 27, 2010 6:12 am

الأستاذ الفاضل عادل سند
الشكر كل الشكر علي ردك فهو أمل أحلم به كثيرا.
لقد أغفلت سيادتكم كافة أحداث القصة وتعلق الرد حول نقطة الزواج فقط.العرض هنا من شأنه التعبير عما يحدث داخل المجتمع ولم أحث عليه مطلقا
دمت لي ياأستاذي
تحياتي

» مرسوم أول