نصب مقنن

نصب مقنن
شركة من الشركات التي تعمل في مجال الاتصالات .. تقوم بما هو الأغرب حتى يكون ابتزاز الشعب بشكل مُقَنَنْ .. كيف ذلك ؟ طلبت رقم يوصلني بالدليل .. كانت هناك على الطرف الآخر صوت نسائي مسجل يخبرني أن هذه المكالمة بمبلغ وقدره خمسون قرشاً فقط .. قلت في نفسي مش مشكلة خمسون قرشاً ويبلغونني بما هو مطلوب دون عناء فهذا شئ جيد !! .. كنت أريد رقم تليفون جهة سيادية في البلد .. كان لزاماً عليَّ أن أتحدث مع مسئوليها في التو واللحظة ولم أعرف لهم تليفوناً بعد !! .. ولكن ... جاءني صوت رجل أجش يعلن عن خدمات هذه الشركة الموقرة يقول كذا وكذا في إعلانه الذي بدا فيه الرحمة وآخره نقود تسلب من جيوب الشعب رويداً رويدا .. شئ عجيب .. الإعلان يقول أن هناك تخفيض من هذه الشركة يصل لأدنى حد ثمناً للمكالمات الداخلية والخارجية .. طبعاً كان لزاماً أن أتابع ما يقول رضيت أو أبيتُ !!! يقول في إعلانه هذا الذي يستمر إلى دقيقة واحدة قلت في نفسي يا لها من شركة جيدة تراعي الطبقة المتوسطة والفقيرة من شعبنا المغلوب على أمره .. ولكن وقع ما جعلني أكتب الآن ..
فوجئت أن هذا الإعلان يكرر نفسه لمدة وصلت إلى عشر دقائق وتيقنت أنهم بذلك سلبوني ما لا أستطيع له طاقة ..!!! عشر دقائق مضروبة في نصف جنيه ليصبح ما سلبوه خمس جنيهات ولم أحصل على ما طلبت من استعلام لرقم ما !! ذلك من الدليل .. رقم تطلبه يحدث لك خلل في كل شئ .. الإعلان مكرر ولم يكن به جديد .. وياترى متى يستجيبوا لطلبي رقمهم هذا ؟ لست أدري بعد !! عشر دقائق ثم خمسة عشر وهكذا حتى يسلبوا ما ليس لهم حق فيه .. فهلا صدقتني يا صديقي أنها سرقة مقننة .. !!! كم من أناس يطلبون هذا الرقم ليأتي ردهم بعد فترة تصل في بعض الأحيان إلى نصف ساعة مضروبة في خمسون قرشاً للدقيقة ليصبح ما سلبوه خمسة عشر جنيهاً ولم تحصل بعد على ما تستعلم عنه من خلال الشركة المصرية للاتصالات ... هذا إذن شكل من أشكال النصب المقنن !!!!؟؟ إنها من آثار الخصخصة التي تذهب من خلالها مليارات الجنيهات مسلوبة من دم شعبنا الغلبان على أمره تذهب إلى جيوب انتفخت ولابد أن تحاسب في يوم ما !!!