حلمُ فدائي

كتبها أستاذي منذ أربعين عام

ثم عندما قرأ كراسة خواطري كتبها لي فيها كهدية جميلة

ذات يوْم ..
كُلُّ حُلْمي كان وردة ..
كل صبحي ومسائي ..
كان وردة .. !!
من شذاها الحُلْوِ أغفو
أنتشي منه وأسكر .....
كانت الآلامُ تمضي ..
عند لمسة ..
عند همسة ..
عندما ترتاح عيني
عندما يرقص قلبي
وأنا أهفو لوردة .. !!
***
لم يَدُمْ حُلْمي طويلاً ..
فالرياحُ السودُ جاءت ..
من بعيد ..
تبتغي قتلَ الورود ..
تبتغي شرّاً حقود ..
لم يعُدْ حُلْمِيَ وردة ..
صارت الأحلامُ مِدْفَع ..
صارَ حُلْمي بندقية ..
تنثرُ الموتَ رصاصاً ..
تملأُ الدنيا فناءً ..
***
من شذَي البارودِ أسكر ..
نشوةٌ في القلبِ أكبر ..
لم أعدْ للوردِ أهفو ..
إنما حُلمي الكبير ..
للعبير ..
ينطلق خلف الرصاص ..
فيُذيبُ القلبَ حُبّاً ...
وانتشاءً ..
واشتهاءً ..
واشتياقاً للخلاص !!!


شعر :الأستاذ محمد الميرغني
16/3/1970