ربما كان حساباً

دوما أرى الأمس القريب على يدي
وأراني أحتل الدقائق في غدي
وعقارب التوقيت تجهلني وتنكر مولدي
لم أنحن
أو أخفض الهامات في حلم الصبا بإرادتي
لا ترتضِ
للحلم أن يبقى وحيداً
وارفع الأجفان شوقاًً للوليد المهتدي
إن جاءك الموت المؤجل
في كتاب القهر فاقرأه
ولا تخش الكتاب
سيقول رب الكون
ــ ما قدمت ؟
* قل قدمت زهراً للتراب
أرشدت حلما تائها
لعيون وطن ساهر يخشى الحساب

ــ من ربك الخلاق في الوطن البعيد؟
*قل أي رب تعنه
رب السماء الواحد القهار
أم رب الوطن؟
أم ذلك الرب "النظيف" البائع الدنيا رماداً
للشياطين القمم ؟
قل أي رب يحتويه سؤالك؟
ــ سيقال في يوم الحساب ....كتابك ؟
* قل أي عهد يبعد الهامات عن قاع الجحيم
وأي دستور يباعد بيننا أو بين توريث الوطن
قل أقتني دستروهم
أخشى كتاب الله فوق وسادتي
إن فتشوا بين الضلوع رأوه يوماً
ساجدا في سورة الإخلاص لله الصمد
هل يتركوه وشأنه
أم ينزعوا منه الحروف جميعها
ويكبلوها بالتخاذل من مسد

ــ يا أيها الإنسان في هذا الزمان
لم تعبد الله الأحد
لكن مثلك لا يلام
إذهب
" فإنك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم"
لكنك المقهور في الدنيا
وإنا القادرون
يا أيها الإنسان
في هذا الزمان
إنا نقدر غربتك
لا تنتظر منا العقاب
فقد عفونا عنك منذ ولادتك
إرقد ولا تخش الجحيم
فالله ليس بظالم للمجهدين

دعاء العطــار كتب:: الرائعة دعاء العطار
لديك طاقة شعرية هائلة و تأتين بصور طازجة و كلمات رائعة تجيدين توظيفها فى القصيدة و تتوالد الصور من صور سابقة مكونة لوحة جميلة كما في قولك :

دوما أرى الأمس القريب على يدي
وأراني أحتل الدقائق في غدي
وعقارب التوقيت تجهلني وتنكر مولدي
لم أنحن
أو أخفض الهامات في حلم الصبا بإرادتي
لا ترتضِ
للحلم أن يبقى وحيداً
فجاء الأمس ثم توالدت منه الدقائق فى السطر الثاني ثم عقارب التوقيت فى السطر التالي و هكذا مما يخلق تماسكا شعريا للنص و فى المقطع التالي إختل الوزن قللا فى قولك :
وارفع الأجفان شوقاًً للوليد المهتدي
فلو قلت أو أرفع الأجفان شوقا ..... لتم الوزن ثم تتواصل الصور الجميلة ثم يأتي الاتكاء على التراث الديني و ما يحدث في يوم القيامة من سؤال العبد من قبل ربه عما صنعه و عرجت على الواقع السياسي الحالي و مسألة التوريث بأسلوب جميل كما جاء فى قولك :
إن جاءك الموت المؤجل
في كتاب القهر فاقرأه
ولا تخش الكتاب
سيقول رب الكون
ــ ما قدمت ؟
* قل قدمت زهراً للتراب
أرشدت حلما تائها
لعيون وطن ساهر يخشى الحساب

ــ من ربك الخلاق في الوطن البعيد؟
*قل أي رب تعنه
رب السماء الواحد القهار
أم رب الوطن؟
أم ذلك الرب "النظيف" البائع الدنيا رماداً
للشياطين القمم ؟
قل أي رب يحتويه سؤالك؟
ــ سيقال في يوم الحساب ....كتابك ؟
* قل أي عهد يبعد الهامات عن قاع الجحيم
وأي دستور يباعد بيننا أو بين توريث الوطن
قل أقتني دستروهم
طبعا هنا كان يجب كتابة الكلمة كهذه دستورهم
أخشى كتاب الله فوق وسادتي
إن فتشوا بين الضلوع رأوه يوماً
ساجدا في سورة الإخلاص لله الصمد
هل يتركوه وشأنه
أم ينزعوا منه الحروف جميعها
ويكبلوها بالتخاذل من مسد
حقيقة هذا المقطع مدهش و فيه الحوار الجميل بين الذات الشاعرة و هى بمثابة الراوي العليم فى القصة و بين العبد و ربه و الإشارة إلى ربه النظيف لها مدلول سياسي و هو الذى باع مصر و فى عهده جاع الوطن و كيف أن الواقع الأليم يجر الإنسان لكره هذا الواقع و جاءت صورة الإخلاص موفقة تماما فى صورة بديعة فحتى لو فتشوا صدر هذا المواطن البسيط سيجدوه يصلي بصورة الإخلاص و هى دليل الوحدانية و الاعتراف بها بالله الخالق و ليس برب الوطن النظيف اسما ثم يأتي صوت الراوي العليم و الموجه و الذى يحمل الحكمة و خلاصة القول في قولك :
ــ يا أيها الإنسان في هذا الزمان
لم تعبد الله الأحد
لكن مثلك لا يلام
إذهب
" فإنك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم"
لكنك المقهور في الدنيا
وإنا القادرون
يا أيها الإنسان
في هذا الزمان
إنا نقدر غربتك
لا تنتظر منا العقاب
فقد عفونا عنك منذ ولادتك
إرقد ولا تخش الجحيم
فالله ليس بظالم للمجهدين

و جاء الختام كأنه عفو عام أصدره الراوى بقوله لا تنتظر منا العقاب فقد عفونا
و الختام جاء موفقا جدا و فيه تماس مع الآية القرآنية التى معناها و ما ربك بظلام للعبيد هى قصيدة موفقة بكل تأكيد و لك خط بياني متصاعد و هذا يدل على شاعرة قادمة بقوة سيكون ديوانها الأول رائعا بكل تأكيد و ملاحظة بسيطة على بيت مقوس بين علامتي تنصيص فى قولك ( " فإنك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم" ) فمعنى علامتي التنصيص أن هذا الكلام مقتبس بنصه لشاعر آخر فكان يجب التنويه عنه فى هامس القصيدة
دمت رائعة
أخوك

أستاذ عاطف انا مكنتش فاكره النص حلو قوي كده بجد خلتنى واثقه فيه قوي

شكرا كتير لحضرتك بس فين باقي الناس هو النص أقل من انهم ينقدوه ولا ايه؟
وقول لأستاذي الغالى عاطف عاشور انى زعلانه منه عشان منقدش النص ده

دعاء الجميلة
ربما لم ينتبه أخى عاطف عاشور للقصيدة
و أتمنى دخول من لديه القدرة على النقد
خالص ودي

شكرا جزيلا ا أستاذ عاطف على الإهتمام

لن أضيف على ما قاله الأستاذ الشاعر عاطف الجندى
لكنى أحييه على نا تفضل به من اظهار للجوانب المضية للقصيدة الجميلة
و لقد قرأتها من فى الفصحى و هى تستحق التهنئة فنادرا ما نجد أسلوبا جميلا و موزونا
فى الفصحى حقيقى يا دعاء أنا فرحانة جدا بشعرك الجميل

بنت النيل الأستاذه الرائعه اشكرك شكرا جزيلا ولكن لأن أي منا لا يكتب قرآنا منزلا من السماء فكنت أود أن أضع يدي على عيوب النص حتى أستطيع إصلاحها وشكرا للاهتمام عزيزتى وكل عام وانتى بخير

الأخت العزيزة دعاء
تحية لموهبتك وإحساسك بالكلمات والصورة
يعجبني فيك أنك تشبهين نفسك فلا تقلدين
وهذا في حد ذاته يحسب لك
أنت فقط تحتاجين لضبط الوزن في بعض الأبيات فأحيانا يخونك الوزن
وهذا كما قلت لك من قبل يأتي بالقراءة الكثيرة وأن تطالعين نصك كثيرا
وتعرضينه على شعراء كثيرين
أعجبني مطلع القصيد ولكن من رأيي أن تحرصي دوما على طول كل شطر أو بيت فأحيانا يقصر وأحيانا يطول تحياتي

[quote="د/عطيات أبو العينين"]الأخت العزيزة دعاء
تحية لموهبتك وإحساسك بالكلمات والصورة
يعجبني فيك أنك تشبهين نفسك فلا تقلدين
وهذا في حد ذاته يحسب لك
أنت فقط تحتاجين لضبط الوزن في بعض الأبيات فأحيانا يخونك الوزن
وهذا كما قلت لك من قبل يأتي بالقراءة الكثيرة وأن تطالعين نصك كثيرا
وتعرضينه على شعراء كثيرين

في البداية شكر خاص جدا على اهتمام حضرتك بالنص وتوجيهي لنقاط الضعف به

وفي النهاية أود من حضرتك إرشادي إلى مواطن الخلل في الوزن في النص لأعيد النظر بها

» ربما كان حساباً
» ربما ؟؟
» أنشر هذا ربما حج أحدهم بسببك
» ربما كان حلماً خالد قاسم