بسم الله الرحمن الرحيم
خلسة ..أقدّم لكم قصيدة من أروع ما قرأت لشاعر تميز في كتابة القصيدة العامية وها هو يظهر على استحياء كاتبا للشعر الفصيح الشاعر / أحمد عبد الفتاح العوامري, رغم أن له ديوانا كاملا يحتوي على أكثر من أربعة عشر قصيدة تنم عن ثقل موهبته وعظمة إبداعه وها أنا أستغل انه باح لي بهذا الإبداع لأقدمه لكم متمنية أن ينال إعجابكم كما بهرني ليكون أول ظهور له كشاعر فصحى وهي قصيدة " خرائط آيلة للسقوط" من ديوانه الذي حمل اسم القصيدة ذاتها .
وفاء ياسر
خرائط آيلة للسقوط
للشاعر / أحمد عبد الفتاح العوامري
الآن ..
يتهيأ البحر لنزف جديد
لرشف القهوة السادة
حيث لا طعم سوى المهزلة
والسادة المسئولون مشغولون بالجدولة
كل عام يمدون الأوراق
فوق الطاولة
وخرائط الوقت / للسقوط ... آيلة
البحر يتهيأ الآن للعُرس
يتهيب الريح والشمس
سورة الإخلاص / المعوذتين
/ وآية الكرسي
و( تلك الأيام نداولها بين الناس )
يتهيأ الآن للغطس ..في صحراء متسعة
للمشاركة في قمة عاجلة
جفت الفناجين , ولا طعم سوى المهزلة
زجاجات المياه المعدنية
لا تطفئ الغصة القاتلة
ربما الأوراق تتنشق الأقلام
تتشرنق الأحلام الجاهلة
ليس لنا أن نحلم
والخطة الخماسية .. راكضة
فوق المائدة
تنبّؤ عن أشياء قادمة
لا تتحمل الكذب مفارش المنضدة
فتصبح سائمة
يلتفون في دائرة ليست مقفلة
يناقشون مشاكل المستصلحين
في صحراء لا يسكنها الجراد , ولا النمل , ولا أي حيّ
أمن زرع الخير كمن أجّلهْ ؟!
أمن يملك الأرض , كمن لا
أرض لَهْ ؟!
والملك يومئذ لله ..
يعطي من .....
البحر يتهيأ الآن للولوله
يستعيذ من الصيادين بالريح / بالموجة الراقصة
يدعك مصباح "علاء الدين "
و (الفلك تجري لمستقر لها ) إلى حين
والبحر
يقدم اشارات استغاثة ..
على تردد العاكفين يراقبون الجدولة .
يمر الوقت كالسلحفاة على اليابسة
والخطة بيت العناكب في الدرج
يفوز بها التراب .. فتصبح مسكنه
الحوت الكبير في قمة البرج
يهرج .. يصنع
البنكنوت يملئ مخزنه
يداه معلقتان للسماء يتمتم :
(يرزق من يشاء بغير حساب ).