صفعة بصفعة

فى بواكير الصباح الاولى ،تنشط حركة البيع والشراءبسوق القرية،يجر عم أحمد أحد عجوله الثمينة لبيعه ،وماكاد يدخل سوق المواشى حتى التف من حوله راغبى الشراء ،فلاحون وتجار،لم يمض من الزمن الكثير حتى قبض الثمن فى فرح وسرور ،هم فى وضع نقوده بحافظته الجلدية الكبيرة،حتى أطبق عليه إبنه الوحيد الذى كان يتابع البيع عن بعد ،طالب والده بكامل ثمن العجل ،ينهره الوالد ويعنفه بعد أن حملقت فيهما العيون ،أمسك الابن بتلابيب جلباب أبيه يدفعه دفعا"أمامه ،يحاول الأب عبثا" ،فلم تسعفه قواه فى رد العدوان ،يمد الابن يده وينتزع النقود من قبضة أبيه ،يتمالك الأب نفسه ويستجمع قواه لاسترداد مافقد منه ،حتى بادره الإبن بصفعة قوية طرحته أرضا"ومعه كرامته تدوسها الاقدام ،يرقد الأب عليلا" طريح الفراش،لم يطل به المقام حتى إنتقل الى جوار ربه ،ينعم الإبن المدلل مع شقيقته الوحيدة بثروة أبيه ،أطيانا" وأموالا" ،ينفق ببذخ وسفه ،وفد عليه أصدقاء السوء من كل صوب ،زوجه أحدهما بإبنته ،صرف عنه البقية لينفرد بالغنيمة ،توالت المشروعات الخاسرة ،حاول ذوى القربى إنقاذ البقية الباقية من أجل أولاده ،ضرب بكل النصائح عرض الحائط ،حتى وقع فريسة لامرأة لعوب ،أغدق عليها مالذ وطاب ،حتى عاد بخفى حنين ،يجر أذيال الخيبة والندامة ،لم يطق صبرا" على ضيق ذات اليد ،لاطف شقيقته التى لم يدم زواجها عاما" واحدا" عادت بعده مطلقة الى بيت أبيها ،حتى يتمكن منها ويستولى على أملاكها بتوكيل عام ،ترفض عرضه بشدة بعد تبديده لثروته وحكايته التى تتناقلها الالسن دعابة وسخرية ،تنجح فى استثمار ثروتها بمعاونة أولاده،كانت مزرعة لتربية العجول وتسمينها ،وفى اليوم المشهود فى ذات المكان بسوق القرية ،يمسك الاب بتلابيب جلباب إبنه ،يهزه بعنف ويستجديه أن يعطيه بعض الاموال ،يرفض الابن بشدة طالبا" تدخل الناس من حوله ،يبصق الأب على إبنه أمام الجمع الغفير ،يحاول انتزاع بعض النقود من جيب الجلباب ،حتى حصل عليها ،ثم عاجله بصفعة قوية عقابا" له على استجداء الناس لعونه ،تلمع بوادر الشر فى عين الأبن ،يلعب الشيطان معه أحلى أدواره ،حتى صرخ صرخة قوية لفتت معها كل انتباه ،ورفع يده اليمنى ومال بجذعه الايمن الى الوراء ممرجحا" ذراعه فى الهواء ليهوى بصفعة على وجه أبيه رن صداها فى أذن شهودها ،يهوى الأب على الارض غارقا" فى بحر من الدموع والذكريات.

الأستاذ القاص المبدع\ حمدي البابلي
رائعة جدا تلك القصة ..فالدنيا سلف ودين .. ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما.. سلم نبض قلمك
دمت بكل الخير

الاستاذ الاديب الكبير/ممدوح عزت موسى
شرف لنا سيدى أن نحظى بدقائق من وقتك الثمين ،وسعادة بالغة لنا أن تستمتع بما كتبت ، شهادة هى سأعتز بها دوما".
أشكركم جزيل الشكر على ماتمنحونا من ثقة نتواصل بها معكم .
متعكم الله بالصحة والعافية لنستمتع ايضا" من فيض قلمكم الذهبى
تحياتى وتقديرى واعتزازى

الشاعر الكبير الاستاذ /عادل عوض سند
لك منى تحية ملؤها الحب والود ،على تجوالكم الدؤوب لمتابع اعمال الغالبية العظمى من كتاب هذا المنتدى الرائع بكوكبته اللامعة ،دام تواجدكم معنا وآراؤكم التى حتما نستفد منها،والشكر واجب لمتابعة هذا العمل ،وغيره ايضا" من الاعمال .
تقبل منى التحية والتقدير والاحترام

الاستاذة الاديبة المبدعة /اسماء عبد العزيز
السلام والتحية لشخصكم الرائع
والشكر والمثوبة لكم على تواجدكم بين متن قصتى .
كل عام وانتم بالف خير
ومزيد من العطاء والرقى
تحياتى وتقديرى

القاص الرائع / حمدى البابلى
تحية لقاص وظف العمل الادبى لعمل تربوى
لا ادرى كيف اتصرف ليكون هذا العمل فى يد وامام كل انسان ليتعلم كيف تكون التربية الصحيحة
دام ابداعك وتقبل موفور التحية

الاستاذ الفاضل /أحمد اسماعيل
سيماهم فى وجوههم سيدى الجليل ،أكاد استنطق من حروفك مايجيش به فؤادك ،وما آلت اليه التربية فى الوقت الراهن ،نتحسر على زمن فات ،كانت فيه القيم والاخلاق سلوكا" ،توارثه الابناء من الآباء ،أردت أن ألقى بعض الضوء على الحقيقة رغم مرارتها ،ربما قرأها من لم يتعلم بعد كيف يكون الادب وكيف هى التربية .
سعدت بكم جدا" استاذى الفاضل
متعكم الله بالصحة والعافية ورزقكم من فضله.