تكريس الأنفصال عن السودان

توجس البعض خيفة من مؤتمر السلام الذي عقد بين الحكومة السودانية والحركة
الشعبية لتحرير السودان في نيفاشا عام 2005 إلا أن البعض في السودان سواء
في الشمال أو الجنوب قد أجمعوا علي أن هذا الاتفاق سينهي حربا أهلية
استمرت ما يقرب من عشرين عاما ولن يقطع أواصر السودان ولن يؤدي في النهاية
إلي تقسيمه خاصة في ظل وجود شخصيات جنوبية قوية مثل الراحل جون قرنق والذي
كان يري ويؤكد أن السودان الموحد القوي ذا التعددية العرقية هو حجر الأساس
في التنمية المنشودة سواء في الجنوب أو الشمال.

كان مصدر الخوف أن الاتفاق تم بضغوط أمريكية وأوروبية لا تهدف لخير
السودان وأنه خطوة في التقسيم. إلا أن مسئولي الشمال والجنوب رفضوا قبول
مثل هذه الأحاديث. علي أمل أن الأيام القادمة ستكشف كل الخبايا وستعري
النوايا وستثبت إذا كان الاتفاق بداية توحد أو نقطة ارتكاز للعمل علي
تقسيم السودان. وإذ بالأيام تؤكد المخاوف وتقرر الحركة الشعبية لتحرير
السودان تجميد مشاركتها في الحكومة وسحب وزرائها وهي التي طالبت طويلا
بضرورة المشاركة في السلطة والثروة وساقت من الحجج مالا يقنع أحدا سوي
أنها تريد الانفصال حيث ذكرت أن تجميد المشاركة يعود إلي تأخير تطبيق
اتفاق السلام المبرم عام 2005 ونزاع علي تقسيم الحدود في منطقة ايبي
الغنية بالنفط والتجميد لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلي إحياء الاتفاق أو
سرعة تنفيذه وقد يكون تحايلا علي الاتفاق نفسه لبدء محادثات جديدة
ومفاوضات عسيرة تتزامن مع مفاوضات دارفور وتؤدي في النهاية إلي تكريس
الانفصال!

شكرا لمرورك أستاذ محمد
متشكرة على روعة مرورك

» مشكلة السودان
» هندي في السودان
» الى اين يتجة السودان بعد قرار المحكمة السياسى
» لماذا لا تقام وحدة بين مصر و شمال السودان ؟
» تحية الى شعب السودان الشقيق / للشاعر العروبي لطفي الياسيني